الشريط الإخباري

تنوع ثقافي في عرض “جولة في المتحف الراقص” على خشبة دار الأسد للثقافة باللاذقية

اللاذقية-سانا

تخيل أنك تتجول في متحف للشمع يجمع ثقافات الشعوب والفنون من مختلف الحضارات العالمية وتستطيع التعرف عليها جميعا في وقت ومكان واحد من هنا انطلقت فكرة العرض الفني “جولة في المتحف الراقص” الذي قدمه مجلس الشباب السوري بالتعاون مع نادي الرقص الماسي على خشبة دار الأسد للثقافة في اللاذقية بمشاركة نحو ستين راقصا وراقصة قدموا قرابة العشرين لوحة متنوعة تمثل مختلف الحضارات العالمية للتعريف بها بأسلوب انسجمت فيه لغة الجسد مع الموسيقا على مدة ساعة ونصف الساعة من الزمن ظهر خلالها العرض متكاملا من حيث الديكور والإضاءة والأزياء.2

التانغو والسالسا والرقص اللاتيني بأنواعه إلى جانب الهيب هوب والباليه والفالس والرقص المعاصر وفلكلورات عالمية متنوعة كانت العصب الأساسي للعرض الذي يسلط الضوء على حالات إنسانية يمكن اسقاطها على الواقع ضمن إطار فني راقص يكرس الفرح والمحبة كقيمة عليا يصبو إليها الجميع.

وذكرت نيلي شبلي مسرة مديرة نادي الرقص الماسي أن عددا كبيرا من المشاركين في الحفل يصعدون خشبة المسرح للمرة الأولى فالنادي يعتبر حديث العهد وأراد التعريف بنفسه أمام الجمهور من خلال هذا العرض الذي استغرقت تحضيراته أربعة أشهر وضم راقصين من مختلف الأعمار أشرف على تدريبهم محترفون في هذا المجال الذي يلقى كل ترحيب وقبول من الجمهور الذي ملأ المدرجات في العرض الأول.

بدوره أشار يوسف الحايك من مجلس الشباب السوري إلى أن رؤية المجلس تتجه لدعم المبادرات الشبابية وتمكينها لإفساح المجال لمختلف المواهب لتقدم أفضل ما لديها بطريقة عصرية موضحا أن هذه هي المرة الأولى التي يدعم بها مجلس الشباب السوري مجال الرقص الذي يدل على ثقافة الشعوب ويعد لغة للتعبير عن حالات وجدانية من حزن وفرح وكان لوزارة الثقافة الراعية للحفل دور كبير في تأمين جميع التجهيزات الفنية واللوجستية اللازمة لإنجاحه واخترنا التعاون مع نادي الرقص الماسي نظرا لتقاطع النقاط المشتركة بيننا وهي تجربة نأمل أن تفسح المجال لتفعيل شراكات مع جهات أخرى فيما بعد.3

تنوع الرقصات واختلافها بين لوحة وأخرى أضاف لمسة مميزة على العرض الذي غلب عليه الرقص الجماعي في لوحات الفالس وباليه الأطفال و الفلكلور العالمي إضافة إلى وجود لوحات ثنائية ورقص فردي معاصر وكل هذه اللوحات تتالت بسلاسة مميزة حاولت مخرجة العمل ياسمين زيدان أن تعتمد في عرضها على روح العمل الجماعي للراقصين وانسجام المجموعة مع بعضها البعض مؤكدة أن التعريف بثقافات مختلفة لم ينتشر بعضها في سورية بشكل كبير يعتبر هدفا لإقامة العرض الذي يحمل رسالة حب وسلام.

وأضافت زيدان ركزت على الجانب البصري بشكل كبير من خلال الاهتمام بأدق تفاصيل الديكور المرتبط بكل لوحة والذي نفذ بإشراف مهندس مختص وكان لي دور أيضا بتدريب الراقصين والمشاركة ببعض الرقصات التي تعتمد على حكايات إنسانية استطاع الراقصون توصيفها بأجسادهم وأدائهم التعبيري المتميز.

مفاجأة الحفل كانت مع تقديم الفلكلور الأرمني والآشوري اللذين لقيا اهتماما خاصا من قبل الجمهور فالمدرب رافي نظريان المشرف على الرقصات الأرمنية الثلاث التي قدمتها فتيات من مختلف الأعمار لتحكي كل منها عن حكاية تخص التراث الأرمني أوضح أنه اهتم بتفاصيل الأزياء بشكل كبير وعمل على تطوير الرقص الأرمني التقليدي وادخال بعض الحركات التعبيرية على الرقصات لاسيما اللوحة التي تحكي عن مجازر العثمانيين بحق الشعب الأرمني وهي رقصة تراجيدية تختلف عن رقصة أرما فير و ناز التي تندرج في مجال التراث الإنساني.

كذلك أشرفت كل من شاروكينا موشه ورمسينا كابرييل على تصميم لوحات الفلكلور الآشوري التي تميزت بتقديم الدبكات والرقصات التي تمثل موقف أو حكاية لها علاقة ببطولاتهم وتغلبهم على الأعداء وعودتهم من المعارك منتصرين حيث أكدت موشه أن الرقص الآشوري يعتمد على حركات الجسد القوية بشكل كبير وتتطلب حماسا كبيرا للأداء سواء للذكور أو الإناث.4

اللوحات المعاصرة أيضا كان لها إضافة بارزة على العرض كونها تجسد التطور الحاصل في مجال الرقص بعيدا عما هو كلاسيكي ومعتاد وأشرف مصمم الرقص عيسى صالح على انجاز هذه اللوحات مبينا أن تأسيس حراك فني في المحافظات السورية بالاعتماد على مواهب شابة يعتبر محور هذا العرض الذي يؤكد دور المحبة في إنجاح العمل.

واضاف صالح ..العرض قائم بمجمله على الراقصين الذين يخوضون تجربتهم الأولى على المسرح و كمشرفين ركزنا على ضرورة ضبط ردات فعل الراقصين كونهم مبتدئين ويمكن أن تحدث معهم على المسرح حوادث عابرة يمكن تلافيها من خلال السيطرة على حركات الجسد وتعابير الوجه لذلك لا بد من إكمال الرقص حتى النهاية بروح جماعية واحدة ستطغى على كل ما هو سلبي.

يذكر أن عرض جولة في المتحف الراقص سيعرض أيضا في الرابع من الشهر الجاري في المركز الثقافي العربي بطرطوس.