لافروف: روسيا ترغب بمناقشة بيان داخل الأمم المتحدة يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة

نيويورك-سانا

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن رغبة روسيا في مناقشة اقتراح روسي داخل الأمم المتحدة لتبني بيان يضع تعريفا محددا لمبادئ وقواعد عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة .

ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الفنزويلي “نحن ندرس بالتعاون مع أصدقائنا في فنزويلا ومجموعة كبيرة من الدول الأخرى تتضمن زملاءنا الصينيين خيار إثارة قضية عدم التدخل في الشؤون المحلية للدول ذات السيادة .. فهذا يعتبر أحد المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة”.

وتابع لافروف “إن هذا المبدأ وللأسف لا تتم مراعاته والحفاظ عليه تحت حجج وذرائع متنوعة” موضحا أن تعبير التدخل الإنساني تم اختراعه منذ بعض الوقت سامحا بوقوع هذه التدخلات ومن ضمنها استخدام القوة العسكرية في حال كانت هناك مزاعم بانتهاك حقوق الإنسان”.

واستطرد الوزير الروسي قائلا “ومن ثم تم اختراع مصطلح مسؤولية الحماية وهو يعني انه في حال وقوع كارثة إنسانية ومهما كانت أسبابها سواء طبيعية أو عسكرية يكون من حق المجتمع الدولي التدخل”.

وقال لافروف “في الماضي تم تقديم جواب محدد لجميع هذه الأوضاع وتم اتخاذ قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة ينص على أن أي تدخل يكون ممكنا فقط بموافقة من مجلس الأمن الدولي وبتعبير آخر بتأكيد من مبدأ ميثاق الأمم المتحدة”.

وتابع “فإذا أخذنا بعين الاعتبار التفسيرات الفضفاضة التي ظهرت فجأة لهذا المبدأ وفي هذا السياق فيما يتعلق بالأزمة في سورية فنحن نريد إجراء مناقشة مع جميع الدول الأعضاء بشأن إمكانية تبني بيان يحدد تماما مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة والمبدأ المتعلق باميركا اللاتينية وافريقيا والذي يقضي بأن الدول التي يجري فيها تغيير السلطة كنتيجة لانقلاب وليس بالوسائل الدستورية لا تستطيع أن تكون دولة عضوا في المجتمع الدولي وأن أساليب تغيير السلطة أمر غير مقبول” .

إلى ذلك أكد لافروف أن الولايات المتحدة لا تبدي استعدادا لتحقيق توازن في المصالح مع روسيا فيما يتعلق بخطط إقامة الدرع الصاروخية الأميركية شرق اوروبا قائلا “هناك أوضاع نظهر نحن الاستعداد للسعي بنشاط للتوصل إلى إجماع بشأنها كقضية الملف النووي الإيراني التي كانت تصنف على أنه لا يمكن حلها ولكن من وقت لآخر نرى شركاءنا غير مستعدين للتعاون الضروري للتوصل لإجماع وعلى سبيل المثال خطط إقامة الدرع الصاروخية الأميركية”.

وذكر وزير الخارجية الروسي بأن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث مرارا عام 2007 مع نظيره الاميركي آنذاك جورج بوش بشان هذه القضية واقترح عليه العديد من الخيارات للعمل معا لإقامة درع دفاع صاروخي يشكل حماية في وجه جميع المخاطر.

وتابع “لقد أخبرونا حينها أنهم مستعدون لمثل هذا العمل المشترك إلا أن الأمر انتهى بالأميركيين وهم يضعون خطتهم الخاصة على الطاولة والتي أثارت قلق ضباطنا لأنها تستهدف أمننا وتشكل خطرا على نظامنا للردع النووي .. ثم أخبرونا بأن الخطة الأميركية تغطي أي قلق قد يظهر بيننا وعرضوا تعاونا يقوم على تلك الخطة وبمعنى آخر كان ذلك كإنذار أخير لنا وبالتالي لم يحدث أي تعاون بالطبع”.

وقال إن “السبب في ذلك لم يكن عدم رغبة من جانبنا بالتعاون وإنما نتيجة عدم إظهار الأميركيين الاستعداد للسعي لتحقيق توازن في المصالح وإصرارهم فقط على رؤيتهم لما يجب أن يتحقق دون أي بدائل أخرى”.

وتعتبر روسيا نشر الدرع الصاروخية الأميركية في اوروبا بالقرب من حدودها تهديدا لأمنها القومي وفي عام 2011 أقر الرئيس الروسي حينها ديميتري ميدفيديف مجموعة من الإجراءات لمواجهة هذا الأمر تتضمن على وجه الخصوص بناء أنظمة رادار متطورة للدفاع الجوي ونشر صواريخ اسكندر في منطقة كالينينغراد الروسية على الحدود مع أوروبا .

لافروف: استقرار العالم يتطلب مواصلة التنفيذ الصارم للاتفاقات الدولية حول الأمن النووي

إلى ذلك أعلن لافروف أن بقاء العالم في حالة استقرار يحتاج إلى مواصلة “التنفيذ الصارم” لجميع الاتفاقات الدولية الخاصة بالأمن النووي.

وأوضح لافروف في مقابلة مع التلفزيون الفنزويلي الدولي اليوم أنه “يجب تعزيز آليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضمن احترام جميع الأحكام والمبادئ لمعاهدة حظر الانتشار النووي وكذلك العمل على انضمام جميع الدول إلى هذه المعاهدة وإقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية في مختلف أنحاء العالم”.

وبهذا الصدد أكد الوزير لافروف أن موسكو “تدعم إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل ووسائل نقله إلى المنطقة” مؤكدا نية بلاده مواصلة جهودها في هذا الاطار ومعربا عن أسفه لأن هذا المشروع لم يتبلور بعد.

وتؤكد التقارير الميدانية والصحفية أن ترسانة كيان الاحتلال الإسرائيلي النووية تشكل التهديد الرئيس في المنطقة حيث يواصل هذا الكيان اخفاء المعلومات عن منشاته النووية ويرفض إخضاعها للرقابة الدولية أوالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي.

من جهة ثانية تطرق لافروف إلى موضوع حاملتي مروحيات ميسترال التي رفضت فرنسا بيعها لروسيا بالرغم من الاتفاقية المبرمة بين البلدين بدعوى الأزمة الأوكرانية واصفا القرار الفرنسي بهذا الصدد بأنه كان غريبا إلا أنه اعتبر أن المسألة مغلقة بالنسبة لموسكو حيث لن تحاول تغيير هذا القرار.

وأشار الوزير الروسي إلى عدم علمه بالجهة التي تقف وراء إلغاء صفقة الطائرات الفرنسية أو نوع الاتصالات التي عقدت بهذا الشأن مع الدول التي طالبت بصوت عال بإيقاف أي تعاون عسكري تقني مع روسيا دون تقديم أي حجج واضحة.

ولفت لافروف ردا على سؤال إلى أن هناك “تعاونا عسكريا تقنيا ثابتا ومتشعبا” بين روسيا وفنزويلا موضحا أن موسكو مستعدة للنظر بشكل سريع وبناء في طلب كراكاس لتوريد مقاتلات روسية.

وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن في وقت سابق نيته التوجه بطلب إلى روسيا لتزويد بلاده بما لا يقل عن 12 مقاتلة من طراز سو.

بوشكوف: الجيش السوري هو القوة الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش

وفي ذات السياق أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف أن الجيش السوري هو القوة العسكرية الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي على الأرض بعد صموده لأربع سنوات.

وقال بوشكوف في حديث لإذاعة /اوروب 1/ الفرنسية “على مدى أربع سنوات صمدت الحكومة السورية وهي اليوم القوة العسكرية sana.sy_14الوحيدة على الأرض التي تقاتل تنظيم داعش” لافتا إلى أن غارات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لم تكن مجدية بالقدر الكافي مضيفا “التكثيف هو المهم.. الائتلاف الأميركي تظاهر بقصف داعش لمدة سنة وليس هناك نتيجة وإن قمتم بذلك بشكل أكثر فاعلية فاعتقد أن النتائج ستظهر” حيث ينبغي الانتقال إلى مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب في سورية وهذا ما تقوم به روسيا في سورية متوقعا أن تستمر الغارات الجوية على التنظيم الإرهابي من ثلاثة إلى أربعة أشهر وأن تتصاعد وتيرتها.

ولفت بوشكوف إلى أن “80 بالمئة من العمليات للائتلاف بقيادة أميركية لم تحقق نتيجة أو أنها لم تقصف فيما حققت 20بالمئة فقط من تلك العمليات نتيجة”.

وشدد بوشكوف على أولوية القضاء على تنظيم داعش الإرهابي و شله وبعدها يتم البحث بمعالجة الأوضاع في سورية وقال إن مشروع عقد مؤتمر دولي بمشاركة الرئيس بشار الأسد وايران ستكون عندها فكرة منطقية.

وحمل بوشكوف الغرب ودول المنطقة جزءا من مسؤولية الفوضى التي تشهدها المنطقة بسبب دعمها للتنظيمات الارهابية في سورية وقال إن “دول الشرق الأوسط وبقدر جزئي دول الغرب التي دعمت التمرد المسلح هي أيضا مسؤولة عن هذا الوضع”.

ورفض بوشكوف الاتهامات الغربية بأن الطائرات الروسية لا تعطي الأولوية لضرب تنظيم داعش الإرهابي أو لا تقتصر عليه وقال “إن الهدف الرئيسي هو تنظيم داعش الإرهابي”.

وأشار بوشكوف إلى أن القوات الروسية لن تقوم بعملية برية في سورية .

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف أمس الأنباء عن سقوط ضحايا بين المدنيين في سورية جراء الغارات الروسية بأنها حرب إعلامية لافتا إلى أن هذه الأنباء استبقت بدء الغارات الروسية .

كما أكد بوتين أن القوات الجوية الروسية ستنفذ خطواتها في الأطر المحددة بدقة وهي ستدعمالجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي ضد التنظيمات الإرهابية تحديدا وسيكون هذا الدعم جويا فقط دون مشاركة في عمليات برية كما سيقتصر مثل هذا الدعم من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بعمليات هجومية .

كوساتشيف: روسيا ستقدم كل إمكانياتها للسلطة الشرعية الموجودة على الأرض في سورية

بدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن روسيا ستقدم كل إمكانياتها للسلطة الشرعية الموجودة على الأرض في سورية والمدركة لأهداف نضالها في الدفاع عن البلاد وعن مصالحها الوطنية.0404

وقال كوساتشيف في صفحته على موقع المجلس إن المحاولات الغربية لربط مسألة مستقبل الرئيس بشار الأسد بمسألة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي غير واقعية وستؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل كبير لأن المسألتين متناقضتان ولا تتطابقان.

وأشار كوساتشيف إلى أن التهديد العالمي الأول اليوم يمثله الخصم الصعب تنظيم داعش والذي لا يمكن للربيع العربي أو لثورة الفيسبوك الانتصار عليه.

انظر ايضاً

لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي

موسكو-سانا أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة بلاده إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي،