المصالحة الوطنية وبناء السلام في محاضرة لسفارة جنوب افريقيا بدمشق- فيديو

دمشق-سانا

تحت عنوان “المصالحة الوطنية وبناء السلام” أقامت سفارة جنوب أفريقيا بدمشق اليوم محاضرة في مكتبة الأسد بدمشق عرضت خلالها التجربة المريرة التي عاشتها جنوب إفريقيا في حكم الفصل العنصري وولوج فجر مشرق بنظام دستوري جديد والانتقال السلمي من الظلم والقهر الى الحرية والديمقراطية بفضل المسامحة والمصالحة.

2

وأشار وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر إلى أن الحلم تحول إلى حقيقة في جنوب أفريقيا بفضل رجال سلم ومصالحة مناضلين ومقاومين معتبرا أن “المصالحة كانت الأساس في نهضة البلد ونشر ثقافة السلام واللاعنف وقيم الحرية والعدالة”.

ولفت الوزير حيدر إلى دور المناضل الراحل نيلسون مانديلا الذي حمل مشروع وقف القتال المسلح بالرغم من تعرضه للظلم ورفض محاكمة سجانيه وليكون المشارك الفعال بدستور البلاد منوها بمواقفه النبيلة من القضايا الدولية وخاصة من القضية الفلسطينية.

وأوضح وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أن المصالحة وبناء السلام وإغلاق الأبواب أمام الضحايا للانتقام هو الذي أخذ جنوب أفريقيا إلى الدولة المدنية التي حلم بها وتقوم على أساس المواطنة والمساواة بين الجميع.

وكشف الوزير حيدر عن دراسة تجارب الدول التي عانت من أزمات وقامت بحلها عن طريق المصالحة الوطنية للاستفادة من تجاربها وممايزة نقاط الاختلاف والاتفاق والحديث عن تجربة الجزائر في المحاضرة القادمة داعيا إلى التفريق بين مكافحة الإرهاب والمصالحة الوطنية.

3

بدوره نوه سفير جمهورية جنوب أفريقيا بدمشق شون بينفيلدت بدعم سورية والعالم لنضال شعبه من أجل التحرر والحرية مؤكدا دعم بلاده لسورية في سعيها نحو التوصل إلى حل سياسي للأزمة فيها وقال “هدفنا تقوية روابطنا وعلاقتنا مع سورية اذ ننهض اليوم معا ونوحد جهودنا لإقامة عالم أفضل وأكثر عدالة وإنصافا”.

وشرح السفير بينفيلدت عمل أعضاء لجنة “الحقيقة والمصالحة” التي شكلت في عام 1994 والتي عملت على نهاية حكم الفصل العنصري من خلال مواءمة عناصر متنافرة وجعلها تلتصق معا في مجتمع واحد متجاوزين جميع الأهوال والآلام والبؤس والانزعاج التي مر بها ضحايا نظام الفصل العنصري وعائلاتهم والعمل على وضع أنفسهم مكان مرتكبي خروقات حقوق الإنسان النادمين والمستعدين لإصلاح أخطائهم.

4

وقال بينفيلدت ندرك أن شفاء جروح الماضي يتطلب جهودا طويلة المدى والاحتفال بعيد المصالحة الوطنية كجزء من جهدنا الجماعي لتحرير أنفسنا من وطأة الماضي وما نسعى إليه بوعي وإصرار هو ألا نعود إلى تلك الحقبة وستبقى الحكاية الجنوب أفريقية هي ببساطة حكاية أمل.

وتركزت مداخلات الحضور على أن المشكلة في عملية المصالحة في سورية تكمن في عناصر التنظيمات الإرهابية ممن هم من خارج سورية ويقومون بأعمال إرهابية تمنع إتمام عمليات المصالحة وعلى أعمال وتوصيات لجنة المصالحة في جنوب أفريقيا والأرضية التي سهلت لإتمام المصالحة والفرق بين الأزمة في سورية والصراع المديد في جنوب أفريقيا.
حضر المحاضرة شخصيات رسمية وحزبية ودينية وممثلون عن البعثات الدبلوماسية وحشد من المثقفين.

طلال ماضي