الموسيقي كمال سكيكر.. نعمل لصناعة هوية موسيقية سورية متكاملة

دمشق -سانا

يسير الموسيقي كمال سكيكر بخطوات قوية وثابتة في مجال التأليف والتوزيع الموسيقي إلى جانب حرفيته بالعزف على آلة العود ليجد لنفسه مكانا مهما على الساحة الموسيقية السورية وسط ظروف صعبة تعيق العمل الموسيقي وبذات الوقت تحفز الشباب للاستمرار لتطوير الحياة الموسيقية السورية.1

وعن مشروعه الموسيقي وعلاقته بالموسيقا وآلة العود التي اختارها رفيقا لدربه الفني يقول الموسيقي سكيكرفي حديث ل سانا ..”الموسيقا بالنسبة لي عالم قررت العيش فيه ومنذ الصغر كان يقال لي أن صوتي جميل عملت على تطوير هذه الموهبة الغنائية ودعمتها بالعزف على آله العود الذي أصبح المدخل الوحيد لهذا العالم الموسيقي”مبينا أنه توجه نحو الموسيقا العربية انطلاقا من أن الآلة الموسيقية التي يعزف عليها الموسيقي تصبغه بطبيعتها وبما أن العود آلة عربية وشرقية فكان لها هذا التأثير عليه.

وعن تعدد المجالات الموسيقية التي يعمل بها يوضح سكيكر أن التأليف الموسيقي هو كتابة كاملة للحن أما التوزيع فهو كتابة هذا اللحن للآلات الموسيقية المتعددة التي تجتمع في شكل الأوركسترا لافتا إلى أن التأليف يرتبط بشكل كبير بالتوزيع الموسيقي وبقدرة المؤلف على عزف أعماله.

ويتابع..”احتراف العزف يفتح آفاق موسيقية متعددة منها التأليف والتوزيع ومن الجميل أن تعطي معلوماتك و خبرتك إلى جيل جديد عن طريق التدريس فالثقافة تبنى لبنة لبنة وكل شخص مؤلف كان أم موزعا أم عازفا هو نقطة حبر صغيرة في صفحة ثقافة وطن”.

وحول تأثير الأزمة على عمله الموسيقي أشار إلى أن الأزمة أثرت على الجميع وفي كل المجالات ومنها الفنية لكنه يرى أنها شكلت حافزا قويا لكي نثبت وجودنا وأن ثقافتنا الموسيقية باقية وفي تطور مستمر “لو كان بطيئا”.

وبنظر سكيكر لا يوجد موسيقا سورية بل أعمال غنائية سورية لأن الأعمال الموسيقية يجب أن تكون موسيقا آلية صرفة وعندما يوجد الغناء تصبح غنائية موضحا فكرته بالقول “لدينا تجارب في التأليف الموسيقي لكننا مازلنا في البداية رغم أن الفرق الموسيقية المنبثقة عن المعهد العالي للموسيقا تقدم أحيانا أعمالا لمؤلفين سوريين لي ولعدنان فتح الله وعصام رافع وغيرهم” معتبرا أن هذه الأعمال نواة لموسيقا سورية متكاملة.

ويؤكد قائد فرقة قصيد للموسيقا العربية أن الموسيقا الشرقية العربية تحقق الهوية الموسيقية للشعب العربي لكن يبقى لها متطلباتها مشيرا إلى أننا بحاجه لمؤلفين ينهلون من تراثنا الواسع ويكتبون أعمالا جديدة معتمدة على هذا المخزون الكبير داعيا لدعم هؤلاء المؤلفين ماديا ومعنويا كي لا يلتفت المؤلف لمتاعب الحياة وهمومها.

ويتابع حول هذه النقطة “يجب أن يلتفت العازف لعزفه وتمرينه المستمر و هذا لن يحصل إلا بدعم مادي كبير” لافتا إلى ما تقدمه دار الأسد للثقافة و الفنون في سورية من دعم للمؤلفين وللفرق الموسيقية على تنوعها يضع لبنة أساسية في الهوية الموسيقية السورية القادمة وإن طال الانتظار.

وحول واقع المعهد العالي للموسيقا يوضح عازف العود في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية أن المعهد أنتج أساتذته وأصبح يعتمد على خريجيه في كل مجالات التدريس وكوادر الفرق التابعة له ويتخرج منه المؤلفون والموزعون الموسيقيون مشيرا إلى أنه يعتبر المعهد بيته ومنشأه الموسيقي.

ويشدد المؤلف الموسيقي على أهمية تقديم الدعم للفرق الموسيقية السورية وتبنيها ويقول.. “لا يكفي أن يتم تصوير حفل موسيقي وعرضه على قناة فضائية لكي نكون نشرنا موسيقانا فالأعمال يجب أن تسجل بشكل احترافي و تطبع على أقراص و توزع وتسوق عربيا وعالميا باسلوب إعلامي احترافي كما يحصل مع من يعتبرون نجوما في وقتنا الحالي”.

وتابع سكيكر “عملية تسجيل الأعمال الموسيقية والحفلات ثم تسويقها مكلف جدا وليس بمقدور أي مؤلف تسجيل أعماله بشكل خاص”.

وعن حال الفرقة الوطنية للموسيقا العربية يقول..”أي فرقة موسيقية تعتمد على عازفين ومؤلفين وموزعين و هؤلاء يتطلبون بالدرجة الأولى أجرا ماديا مناسبا لما يقدمونه لكن ما يقدم لأعضاء الفرقة الوطنية ليس كافيا خصوصا أنه ليس ثابتا بل يدفع كأجر عند إقامة حفل”.

ويختم سكيكر حديثه بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية ويقول..” ما دام هناك موسيقيين يعملون بجد وينتجون أعمالا كثيرة في ظل وضع أقل ما يقال فيه أنه صعب سيؤدي ذلك لأن تكثر هذه الأعمال وتكون هوية موسيقية سورية في المستقبل”.

والموسيقي كمال سكيكر من خريجي صف العود في المعهد العالي للموسيقا عام 2004 وهو مؤلف و موزع و ملحن موسيقي ألف العديد من الأعمال الموسيقية في القوالب العربية الكلاسيكية المعروفة وعددا من القطع الموسيقية الإبداعية ولحن قصائد لكبار الشعراء العرب أدتها فرقة الموسيقا العربية كما وزع العديد من الأعمال الموسيقية و الغنائية لكبار الملحنين العرب.

له مشاركات مع الفرقة الوطنية السيمفونية كمؤلف وعازف على العود الصولو منها عملين للعود و الأوركسترا و هما مقطوعة ورد وحوارية العود و الأوركسترا كلام كما شارك في مهرجانات سورية وعربية وأوروبية كعازف وكمؤلف وموزع وكقائد أوركسترا وحاليا هو عازف العود في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وفرقة أساتذة معهد صلحي الوادي الموسيقية وقائد فرقة قصيد للموسيقا العربية.

محمد سمير طحان