بعد اختتام الحملة الانتخابية.. وسائل إعلام تركية: الرئاسة التركية توزع مبالغ نقدية على الناخبين كرشوة انتخابية

أنقرة-سانا

يتوجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع غدا في انتخابات برلمانية مبكرة في ظل ظروف معقدة داخليا وإقليميا ودوليا حيث سيحدد الناخبون مصير حزب العدالة والتنمية ورئيس النظام التركي رجب أردوغان وذلك بعدما فشل حزب العدالة والتنمية في حصد الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة في الانتخابات الماضية.

وقد اختتمت اليوم الحملة الانتخابية في مختلف المحافظات التركية في وقت كشفت صحيفة “سوزجو” التركية ان الرئاسة التركية توزع مبالغ نقدية على الناخبين الاتراك من النفقات المخصصة لرئاسة الجمهورية كرشوة انتخابية قبيل الانتخابات التشريعية المقررة يوم غد الموافق الأول من تشرين الثاني.

وقد جرت الانتخابات التشريعية في 7 حزيران الماضي ومني فيها حزب العدالة والتنمية بنكسة كبرى وخسر الاغلبية المطلقة التي كان يشغلها منذ 13 عاما في البرلمان واغرق تركيا في حالة عدم استقرار حيث تهدد هذه النكسة طموحات رئيس النظام التركي رجب أردوغان الساعي إلى فرض رئاسة مطلقة الصلاحيات على البلاد.

وتتوقع استطلاعات الرأي ان يحصل حزب العدالة والتنمية على 40 الى 43 بالمئة من الاصوات وهي نتيجة غير كافية ليحكم بمفرده بل قد يضطر مرة اخرى لمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية بينما تطالب المعارضة بانهاء “حكم الرجل الواحد”.

وقال زعيم المعارضة الاشتراكية الديمقراطية كمال كيليتشدار اوغلو في اسطنبول ان ثقافة التسوية هي قاعدة أساسية للديمقراطية ونحن ندعمها لكن إذا أراد شخص ما فرض قانونه فان ما يقوله يصبح مصدرا للتوتر في وقت انتقد نظيره القومي داود بهجلي في أضنة النزعة “السلطوية” لدى اردوغان متهما اياه بأنه خالف الدستور.

وفي هذا الاطار من الاستقطاب السياسي يشكك المحللون السياسيون في نتيجة محادثات جديدة لتشكيل ائتلاف حكومي ويتوقعون من الان في حال فشلها الدعوة الى انتخابات جديدة اعتبارا من الربيع المقبل.

وحذر اوزغور اونلوحصارتشيكلي من مركز “جرمان مارشال فاند” للأبحاث في أنقرة من أن الناخبين تعبوا من الانتخابات والحزب الذي سيجر البلاد الى انتخابات ثالثة سيعاقبونه بقسوة.

إلى ذلك عبرت بعثة المراقبين التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا في تقرير نشر هذا الأسبوع عن قلقها مشيرة إلى ان الظروف السيئة وخصوصا في المناطق التي أعلن فيها حظر تجول أساءت الى حرية الحملة الانتخابية الى حد كبير.

الى ذلك كشفت صحيفة “سوزجو” التركية ان القصر الرئاسي في تركيا ارسل مبالغ نقدية تتراوح قيمتها بين 5 آلاف و7 آلاف ليرة تركية عبر البريد إلى المواطنين في بعض المحافظات التركية.

وأشار نواب عن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية الى ان الوثائق التي حصلوا عليها تكشف عن دفع مبالغ نقدية للمواطنين كرشوة انتخابية وتتضمن هذه الوثائق اسم المواطن الذي سيتسلم المبلغ النقدي ورقم بطاقة هويته وعبارة تؤكد دفع المبلغ من قبل رئاسة الجمهورية مؤكدين انه تم فتح ملف تحت عنوان “مدفوعات رئاسة الجمهورية” في الحواسب التابعة لمؤسسة البريد بدءا من الأسبوع الماضي.

وأوضح النائب عن حزب الحركة القومية سليمان كوركماز ان الرئاسة التركية ارسلت شرحا مفصلا عن كيفية دفع المبالغ النقدية المرسلة من قبلها الى فروع مؤسسة البريد وان الوثائق التي بحوزته تثبت ان القصر الرئاسي يدعم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات بعدما فقد أمله في الفوز بمحافظة قيصري مرجحا ان الحزب المذكور لن يتمكن من وقف انهياره حتى لو تم توزيع رشاوي.

فى غضون ذلك يتصاعد التململ فى اوساط حزب العدالة والتنمية مع استمرار رئيس النظام التركي رجب أردوغان بادارته الحالية.

وأفادت صحيفة جمهورييت التركية ان اعضاء حزب العدالة والتنمية الملتفين حول الرئيس التركي السابق عبد الله غول ينوون تشكيل حزب سياسي جديد عقب الانتخابات التشريعية في حال عدم تغير الجو القائم على الاستقطاب والتوتر الاجتماعي واستمرار أردوغان بتطبيق مفهومه الإداري الحالي.

ويلفت المعارضون داخل حزب العدالة والتنمية الى احتمال استمرار حالة الاستياء من تدخلات اردوغان حتى لو حصل الحزب على الاغلبية التى توءهله لتشكيل الحكومة ملمحين الى احتمال استقالة اردوغان من منصبه قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2019 ليترأس الحزب فى حال دخوله فى مرحلة تراجع .

وحسب الصحيفة يؤكد الجناح المعارض في الحزب المذكور ان نتائج الانتخابات لن تسهم في انهاء معاناته ومشكلاته طالما ان أردوغان لا يغير موقفه واسلوبه ومفهومه الإداري الحالي.

محمدعلي

انظر ايضاً

أكاديمي بلجيكي: ترامب دفع بالانقسام المجتمعي إلى ذروته

بروكسل-سانا أكد الأكاديمي البلجيكي فرانسوا هيندريكز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفع بالانقسام المجتمعي في …