أعمال فنية تجسد الأمل بانتصار السوريين ضمن مهرجان اللاذقية الثقافي الأول

اللاذقية-سانا

لم يغب الفن التشكيلي عن افتتاح معرض مهرجان اللاذقية الثقافي الأول الذي انطلق مساء أمس احتفالا بذكرى تأسيس وزارة الثقافة حيث تصدرت أعمال أربعة من فناني محافظة اللاذقية قاعة دار الأسد للثقافة في محاولة لإغناء الحدث بأعمال حملت لمسات وأفكار وجدانية وانسانية عميقة.

2

أعمال النحات حسن حلبي توسطت قاعة العرض واعتمد فيها على خشب الزيتون وحملت روحا تفاؤلية بغد أفضل للسوريين نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري على الأرض لافتا في بعض الأعمال إلى أفكار تتعلق بتقدم عمر الإنسان والحوار وإعلان فجر جديد ينتظره السوريون حيث جسد كل ذلك بطريقة رمزية ترك أمر تفسيرها للمتلقي وانطباعاته عن العمل.

ويقول حلبي الأنثى موجودة في أعمالي التي تعرض جميعا للمرة الأولى فالمرأة تعني الوطن بكل تفاصيله وتظهر في حالة الاحتضان الاسري والبجعة التي تفيض صدقا وجمالا ولا يمكن إنكار انعكاس الحالة النفسية للنحات على اعماله ودور تلك الحالة في اختيار الأفكار وعناوين العمال ويبقى الواقع المعاش هو الأساس للفنان ليستقي منه مواضيع فنية تحمل لمساته.

وقدم الفنان محمد بدر حمدان قرابة عشرة أعمال شكلت بانوراما كاملة لمسيرته الفنية في الفترة الأخيرة كما قام بعرض أعمال تعود لعامي 2007 و2008 في محاولة منه لاطلاع الجيل الجديد على نتاجه الفني موضحا ان الحبر العادي والأحبار الملونة كانت الأداة لتجسيد معظم أفكار اللوحات كونها الأقدر على تصويرها بشكل صحيح.

3

ويقول حمدان رسمت شجرة الحياة وطورتها لتظهر على شكل أختام اسطوانية وجسدت الصراع بين القوي والضعيف مستعينا بفكرة الأسماك البحرية وكانت لوحة الوجوه التي أنجزتها قبل الأزمة بمثابة نبوءة لما سيحصل الآن ولم تغب الأبجدية الأوغاريتية عن أعمالي الفنية فكتبت احرفها بأسلوب جديد وفق قراءة بصرية معاصرة ولم اتبع في هذه اللوحات خط أو مدرسة تقليدية معينة بل حاولت أن تسير وفق خط خاص بي يشبهني إلى حد كبير.

البيئة الساحلية ببساطتها وتفاصيلها ظهرت في لوحات الفنان علي مقوص الذي أشار إلى تخصصه بهذا الميدان ومحاولته تصوير الطبيعة الساحلية وإبراز جماليتها فاختار مجموعة أعمال أنجزها مؤخرا تحاكي الواقع المعاش في سورية وتصور الإنسان السوري الجبار المعطاء الذي صمد خلال الأزمة متأثرا بطبيعة الأرض الصلبة فاستطاع الاستمرار رغم كل الظروف.

وقال مقوص تعتبر لوحة رسالة بعل وعشتار خير دليل على طبيعة الإنسان السوري الذي قدم رسالة إلى العالم تحمل معاني الحضارة والسلام فظهر يحمل مشعل العطاء وتنوعت ملامحه في الأعمال المعروضة بشكل ملحوظ ففي لوحة البيدر تجسد الفرح المفعم بذاكرة الطفولة الريفية المتأصلة في وجداننا من خلال الجرار التي كنا نملؤها من الأنهار الصغيرة ليظهر في لوحة أخرى محاربا مزجت دماؤه بتراب الأرض فزادها طهرا وقدسية وعمدت الى تصويره منتصبا شامخا رافعا رمحه كدلالة على النصر المؤزر له.

4

واحتلت لوحات الفنان عصام يوسف ركنا واسعا من أركان المعرض ورغم غيابه عن حضور الافتتاح لظروف صحية إلا أن المعاني الإنسانية التي صورها كانت واضحة وقريبة من الجمهور فهو يرسم حلمه الخاص في لوحاته التي لعب فيها اللون دورا كبيرا في نقل الإحساس الذي انتابه عند إنجازها واختار المرأة لتكون بطلة هذه الأعمال بالمطلق على اعتبار أنها الرحم الذي تخلق منه الحياة وللإشارة للدور العظيم الذي لعبته في الأزمة بصمودها وصبرها وأملها بغد أفضل.

يذكر أن المعرض مستمر طيلة أيام مهرجان اللاذقية الثقافي الأول الذي يتابع فعالياته حتى الخميس القادم ويتضمن فعاليات ثقافية منوعة من محاضرات وأفلام سينمائية وندوات ومسرح وورشات عمل للأطفال.