موسكو تدعو الجهات الخارجية لدعم الحوار السوري السوري.. بوتين: أي محاولات لتبييض صفحة الإرهابيين مشاركة بالإرهاب وجرائمه

موسكو-سانا

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تصنيف أي محاولات لتبييض صفحة الإرهابيين وتشجيعهم على أنها مشاركة في الإرهاب وجرائمه.

وقال بوتين خلال مراسم تسلم أوراق اعتماد سفراء بعض الدول في موسكو “إن التستر على الإرهابيين واتجارهم غير الشرعي بالنفط والبشر والمخدرات والآثار والتحف الفنية مستمر وهناك من يواصل الحصول على عائدات بمئات الملايين بل ومليارات الدولارات من ذلك”.

وشدد الرئيس  بوتين على أن تقاعس بعض الدول وتقديمها العون المباشر للإرهابيين أديا إلى نشوء “الظاهرة المروعة” المتمثلة بتنظيم “داعش” الإرهابي معربا عن أمله بتشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب وأن يقدم هذا التحالف الدعم للعملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سورية.

وأضاف بوتين “آمل في أن يتم في نهاية المطاف تشكيل تحالف واسع فعلا يتصدى للإرهاب بصورة منسقة وكقوة موحدة فعالة تدعم العسكريين الروس الذين ينفذون عمليات ناجحة ضد التنظيمات الإرهابية في سورية” مشيرا إلى أن روسيا ستواصل جهودها من أجل التوصل الى اتفاق حول التسوية في سورية في إطار مباحثات فيينا.

وجدد بوتين التأكيد على أن قرار تركيا بإسقاط الطائرة الروسية يتعارض مع المنطق السليم والقانون لأنه تم فوق الأراضي السورية معتبرا أن “الطعنات الغادرة في الظهر من جانب من اعتبرتهم روسيا قبل ذلك شركاء لها في مكافحة الإرهاب غير قابلة للتفسير على الإطلاق”.

وأعلن الرئيس بوتين أن السلطات التركية لم تقدم حتى الآن أي اعتذار لموسكو بعد إسقاط الطائرة الروسية أو أي اقتراح بالتعويض عن الضرر أو تعهدات بمعاقبة المذنبين عن ارتكاب هذه الجريمة.

وقال بوتين “يتكون لدينا انطباع بأن القيادة التركية تعمل عمدا على دفع العلاقات الروسية التركية إلى طريق مسدود ونحن نأسف لذلك”.

وتسلم الرئيس الروسي خلال المراسم التي أقيمت في الكرملين أوراق اعتماد 15 سفيرا بينهم سفراء فلسطين والسودان والبحرين.

وخلال استقباله السفير الفلسطيني الجديد في موسكو عبد الحفيظ نوفل قال بوتين “إن موسكو تدعم الفلسطينيين في سعيهم إلى إحلال سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط” معربا عن أمله في أن تساعد اللجنة الوزارية الروسية الفلسطينية المشتركة التي من المقرر أن تبدأ عملها قريبا في تطوير التعاون بين أوساط الأعمال في البلدين مطلع العام المقبل.

رئيس مجلس الدوما الروسي: إسقاط تركيا للطائرة الروسية جريمة قتل منظمة

إلى ذلك وصف رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين الهجوم الذي نفذته تركيا ضد القاذفة الروسية سو 24 فوق الأراضي السورية قبل يومين بالجبان وبأنه “جريمة قتل منظمة”.

وقال ناريشكين خلال افتتاحه دورة الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم في سان بطرسبورغ “قبل يومين أسقط الجيش التركي طائرة حربية روسية في المجال الجوي السوري وهي القاذفة سو 24 التي جرى إسقاطها بالطريقة الأكثر دناءة وغدرا وجبنا وفي الواقع وهو يعتبر عملية قتل متعمد ومنظم”.

وأضاف “نحن نصنف هذا العمل كجريمة يشترك فيها منفذون من القيادة السياسية والعسكرية التركية” مشيرا إلى صعوبة الحديث عن عودة الأجواء الودية إلى العلاقات البرلمانية بين روسيا وتركيا بعد أن أسقط الجيش التركي القاذفة الروسية.

وتابع ناريشكين إن “يوم 24 من تشرين الثاني الجاري لن ينسى في تاريخ العلاقات الروسية-التركية وبصفتي رئيسا لمجلس الدوما لا أعرف متى ستعود إلى علاقاتنا البرلمانية بين روسيا وتركيا الثقة السابقة والأجواء الودية رغم أنني أدرك بالتأكيد أن هذا الإيعاز الإجرامي لم يعطه البرلمان التركي”.

وكان المشاركون في دورة الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وقفوا دقيقة صمت مكرسة لذكرى جميع ضحايا الإرهاب في كل أنحاء العالم.

يذكر أن الجانب التركي أقدم صباح أمس الأول على اعتداء سافر على السيادة السورية وأسقط طائرة روسية من طراز سو 24 فوق الأراضي السورية أثناء عودتها من تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

الخارجية الروسية: على الجهات الخارجية دعم الحوار السوري السوري لحل الأزمة في سورية

في سياق متصل دعت وزارة الخارجية الروسية مجددا كل الجهات الخارجية إلى توفير الأجواء الملائمة لبدء الحوار السوري السوري ومتابعة العملية السياسية لحل الأزمة في سورية “دون محاولة فرض أي املاءات خارجية” مؤكدة أن روسيا مستمرة في تركيز جهودها على دعم هذه العملية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم..”يجب بدء الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة قبل نهاية العام الحالي طبقا للتفاهمات التي تم التوصل إليها على المستوى الدولي”مشددة على أن السوريين وحدهم من يحق لهم تحديد شكل دولتهم وقيادتهم بأنفسهم وهذا ما تم تثبيته في المواثيق الدولية.

ولفتت زاخاروفا إلى أن “دمشق حددت قائمة ممثليها للمشاركة في الحوار السوري السوري” في حين أن المعارضة لم تقدم حتى الآن قائمة الممثلين عنها للدخول في الحوار مؤكدة ضرورة أن تشمل قائمتها طيفا واسعا من المكونات وتضم كل القوى الداخلية والخارجية.

وأوضحت زاخاروفا أن روسيا تقدم المساعدات الإنسانية للجمهورية العربية السورية مشيرة إلى أن العقوبات التي فرضت على سورية “أثرت على البنية الاجتماعية وعلى العلاقات والتبادل التجاري بين روسيا وسورية وهذا ما يتم العمل على إعادة بنائه إلى جانب إيلاء اهتمام خاص بأمن المواطنين الروس الذي يعيشون ويعملون في سورية”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيشارك في مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في بلغراد في الثالث والرابع من الشهر القادم معربة عن أملها بأن تنظر الدول المشاركة في هذا المؤتمر بضرورة تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب على خلفية الموجة الإرهابية التي وصلت إلى أوروبا إلى جانب الاهتمام بدعم اللاجئين ومناقشة الوضع في أوكرانيا.

وحول إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل سلاح الطيران التركي أعادت زاخاروفا التأكيد على أن الطائرة تم اسقاطها فوق الأراضي السورية على بعد 4 كلم من الحدود التركية وهذا ما تثبته الرادارات الروسية الموجودة في قاعدة حميميم نافية جميع المزاعم التي كررتها أنقرة بأنها قامت بإنذار الطاقم الروسي.

وقالت زاخاروفا إن هؤلاء الذين استهدفوا الطائرة الروسية أخطؤوا إن كانوا يسعون إلى إضعاف جهود روسيا في مكافحة الإرهاب مؤكدة أن موسكو ستواصل مكافحة الإرهاب على كل الاتجاهات.

وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا تقوم بتوضيح كل ما يجري في حين أن الطرف التركي يقدم كلاما فارغا لا يعتمد على أي وثائق أو أدلة لافتة إلى أن موسكو طلبت مرارا من الدول في الحلف المعادي لداعش تقديم جميع المعلومات المتعلقة بمواقع تنظيم داعش الإرهابي وما يسموه المعارضة المعتدلة إلا أن ذلك لم يلق أي رد “سوى بعض المعلومات التي قدمتها السفارة الألمانية”.

وأكدت زاخاروفا أن هناك الكثير من المعلومات تؤكد أن أردوغان متورط بشراء النفط من تنظيم داعش الإرهابي لافتة إلى قرار مجلس الأمن الذي يحظر بيع وشراء النفط من التنظيمات الإرهابية.

وجددت زاخاروفا التأكيد على أن اختيار الأهداف لمواقع الإرهابيين في سورية يتم بدقة لافتة إلى المعلومات الكاذبة التي تم نشرها حول عدد كبير من الضحايا المدنيين جراء العملية الجوية الروسية.

وأشارت زاخاروفا إلى الفيديو الذي نشر على الانترنت حول طريقة مقتل الطيار الروسي وهو يهبط بالمظلة متسائلة .. هل هؤلاء “مسلحون أم مدنيون أم هؤلاء المعارضة المعتدلة التي تسمونها”.. وهل “هؤلاء يسعون للديمقراطية وهذه هي القيم التي يجب أن تستبدل بها الحكومة الشرعية في سورية” .. وأردفت ساخرة بالقول.. “هل فقدتم عقلكم”.

وأضافت زاخاروفا.. “اذا لم يكن هؤلاء الأشخاص من تدافع عنهم أنقرة فنحن ننتظر عن طريق الجهات الرسمية تأكيد أن تركيا ليست على علاقه بهم” معربة عن استيائها الشديد من العمل الذي قاموا به تجاه الطيار الروسي والتمثيل بجثته.

وأكدت زاخاروفا أن موقف الناتو تجاه اسقاط الطائرة الحربية الروسية “غير مقبول تماما” مبينة أن الناتو رضخ للضغط التركي وأعطى بهذا الشكل التصريح لتركيا ودول أخرى ضمنه للتصرف كما تشاء وليس لمكافحة الإرهاب إنما لتهديد الأمن العالمي.

ورأت زاخاروفا أن دعوة الناتو للتهدئة وعدم التصعيد تبدو محاولة لتحميل الجانب الروسي مسؤولية اسقاط الطائرة كما أنهم لم يقدموا التعازي لروسيا ولم يعلقوا على موضوع التمثيل بجثة الطيار الروسي.

وبينت زاخاروفا أن موسكو تنتظر من الجهات الدولية المعنية ردا على تعرض صحفيين من قناة /ار تي /ووكالة /تاس/ للقصف وإصابتهم بجروح خلال تغطيتهم لعمليات الجيش السوري ضد مواقع الإرهابيين.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

بوتين: الساسة الغربيون لم يكلفوا أنفسهم بالاطلاع على فحوى مبادرة موسكو للسلام في أوكرانيا

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الساسة الغربيين لم يكلفوا أنفسهم حتى