الفوضى تختصر المشهد الليبي ومعارك متواصلة بين الجيش وميليشيات متطرفة

بنغازي-سانا

في ظل تواصل الاشتباكات في مدينة بنغازي شرق ليبيا أكدت القوات الخاصة الليبية /الصاعقة/أنها صدت هجوما شنه مسلحو ما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي على معسكرات تابعة للجيش أبرزها معسكر اللواء /319/ والكتيبة /21/صاعقة نافية صحة الأخبار عن سيطرة المسلحين على تلك المعسكرات.

ونقلت صحيفة الوسط الليبية عن فضل الحاسي آمر التحريات بالقوات الخاصة قوله إن عناصر الصاعقة تمكنوا من دحر الهجوم الذي تعرض له المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة امس من قبل من سماهم /الخارجين عن شرعية الدولة/ والمتمركزين في منطقة الليثي القديم مشيرا إلى أن القوات الخاصة انسحبت من المقر الذي كانت تتمركز فيه الكتيبة /21/ وقامت بتدميره عن بعد باستخدام المدافع الثقيلة وبدعم من الطائرات المقاتلة التابعة للجيش الليبي استعدادا لهجوم مضاد واستعادته.

وكان ما يسمى /مجلس شورى ثوار بنغازي/ ادعى في بيان له سيطرته على خمسة معسكرات تابعة للجيش الليبي.

وتدور معارك ضارية منذ أسابيع في محيط الثكنات العسكرية بمدينة بنغازي بين القوات الخاصة ووحدات الجيش الليبي من جهة والميليشيات والمجموعات المتطرفة من جهة أخرى ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وجرح المئات بينهم مدنيون جراء القذائف والصواريخ التي تسقط على منازلهم.

وتشهد ليبيا حالة متفاقمة من الفوضى وفقدان الامن وانتشار الميليشيات المسلحة منذ عدوان حلف شمال الاطلسى “الناتو” عليها عام 2011 حيث دعت دول أوروبية عدة من بينها المانيا وفرنسا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وايطاليا وبلجيكا والولايات المتحدة الامريكية رعاياها الى مغادرة ليبيا بسبب تدهور الاوضاع الامنية فيها.

وفيما يخص كارثة حرائق خزانات الوقود في مطار العاصمة طرابلس قالت الموءسسة الوطنية للنفط ان النيران اندلعت في خزانين آخرين للنفط اثر سقوط قذائف صاروخية على مستودعات نفطية في المطار موضحة في بيان لها أن تبادل إطلاق النار استمر في منطقة المستودعات.

بدورها حثت وزارة الداخلية الليبية الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف إطلاق النار بغية السماح لرجال الإطفاء بالوصول إلى موقع الحريق ومكافحة النيران التي اشتعلت في خزانات الوقود.

وكانت الأطراف المتقاتلة وافقت على هدنة مساء أول أمس لمدة 24 ساعة لإفساح المجال أمام فرق الإطفاء لمكافحة الحريق ولكنها لم تلتزم بهذه الهدنة.

يشار الى ان قذيفة صاروخية كانت أصابت خلال الاشتباكات المسلحة التي تدور بمحيط مطار طرابلس خزانا يحتوي على 6 ملايين و600 الف ليتر من البنزين في مستودع على طريق المطار ما أدى إلى اشتعال النيران فيه لتصل ألسنة اللهب جراء القصف المتواصل إلى خزان ثان سعته 10 ملايين ليتر وهو ما أحدث حريقا هائلا يهدد بكارثة بيئية الأمر الذي دفع الحكومة الليبية لطلب مساعدة طائرات إيطالية للمشاركة في جهود إخماد الحريق.

فرنسا تجلي نحو 50 فرنسيا وبريطانيا من ليبيا بسفينة عبر البحر المتوسط

إلى ذلك أعلن ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أن السلطات الفرنسية أجلت اليوم نحو 50 فرنسيا وبريطانيا من ليبيا عبر البحر المتوسط.
ونقلت أ ف ب عن لو فول قوله للصحفيين “إنه تم بحث قضية إعادة الفرنسيين من ليبيا خلال اجتماع الحكومة” مشيرا إلى أن فرنسا “أعادت في الوقت ذاته مواطنين بريطانيين”.
وأضاف المتحدث إنه “تم اجلاؤهم في سفينة”.
كما قال فينسان فلورياني المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه “بالنظر إلى الوضع الأمني في ليبيا فإن مقار سفارتنا في طرابلس مغلقة بشكل مؤقت وستتم متابعة الأنشطة الدبلوماسية من باريس”.
وتحدثت مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية عن أن السفارة الفرنسية أجرت تعدادا وجمعت 55 فرنسيا.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي أن من بين هؤلاء سفير فرنسا في ليبيا إضافة إلى سبعة بريطانيين.
وكانت فرنسا دعت يوم الإثنين الماضي رعاياها في ليبيا وعددهم أقل من مئة الى مغادرة ليبيا وطلبت منهم التواصل بأسرع وقت ممكن مع السفارة في طرابلس.
كما طلبت دول أوروبية عدة من بينها بريطانيا وألمانيا وهولندا وإيطاليا من مواطنيها مغادرة ليبيا وأعلنت ايطاليا انها سهلت مغادرة مئة من رعاياها ومواطني دول أخرى عبر طائرة عسكرية إيطالية ثم عبر البر عن طريق تونس.
من جهتها أجلت الولايات المتحدة السبت الماضي كل الموظفين من سفارتها في ليبيا برا إلى تونس.
يذكر أن ليبيا تشهد تدهورا في الأوضاع الأمنية والإنسانية نتيجة انتشار الميليشيات المسلحة وفوضى السلاح منذ عدوان حلف شمال الأطلسي الناتوعليها عام 2011 والذي كانت فرنسا من أبرز الدول الداعية له ما أسفر عن انتشار عمليات القتل والاغتيال والخطف التى طالت المدنيين والعسكريين والمسؤولين.