الجعفري: معالجة الأزمة الانسانية في سورية تتطلب تكاتف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومساءلة الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية

نيويورك-سانا

أكد الدكتور بشار الجعفري مندرب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن العمل الانساني ومساعدة المدنيين يمثل انبل مهمة شريطة ان يكون منطلقها هو الدافع الانساني لها المتمثل بالمبادىء الاخلاقية والانسانية النبيلة فقط والا يتم توظيفها لغايات اخرى تسيء لاستقرار الدول ورفاه الشعوب لافتا الى ضرورة ان ينسجم هذا العمل مع المبادىء التوجيهية الواردة في القرار 46-182 وفي مقدمتها احترام السيادة الوطنية ودور الدولة المعنية في الاشراف على توزيع المساعدات الانسانية داخل أراضيها ومبادئ الحياد والنزاهة وعدم التسييس.

وقال الجعفري في بيان القاه اليوم خلال متابعة الجمعية العامة للبند 73 من جدول أعمالها والمعنون بـ “تعزيز تنسيق المساعدات الانسانية التي تقدمها الامم المتحدة” أن الطريق لحل أي ازمة انسانية يكمن في الاعتراف بمسبباتها وجذورها دون اي تسييس او تحوير للحقائق خدمة لاجندات سياسية ضاغطة تحت ذرائع انسانية كما يكمن الحل في خلق قواسم مشتركة بين الحكومات المعنية من جهة ومكتب الاوتشا من جهة اخرى وفقا لاحكام القرار 46-182 بما يساعد على التخفيف من حدة الازمات الانسانية بدلا من التلاعب بها واطالة امدها لغايات التدخل والضغط السياسي على الحكومات وممارسة الابتزاز ضد هذه الحكومات كي تقدم تنازلات سياسية لاصحاب الهيمنة والنفوذ محذرا من ان البديل عن اعتماد هذا النهج سيكون الفوضى الخلاقة بما تتضمنه من انشاء معارضة مسلحة مرتزقة معتدلة وفتح حدود الدول المجاورة امام زعران الجهاد وعصابات الاتجار باللاجئين وبيع اعضاء البشر وتسمية كل هؤلاء بالمعارضة المعتدلة.

وأوضح الجعفري بهذا الصدد ان السبب الرئيسي لنشوء الازمة الانسانية في سورية وتفاقمها يعود الى الاعمال الارهابية التي تقوم بها التنظيمات الارهابية المسلحة معربا عن الأسف لعدم تضمين مشروع القرار المطروح حاليا اي اشارة الى الارهاب كأحد أسباب الازمات الانسانية الا اشارة واحدة خجولة في احدى فقراته رغم المطالبات المتكررة التي قدمتها سورية ولمرات عديدة.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة من المفارقة العجيبة ان بعض الدول المتبنية لمشروع هذا القرار والتي تدعي مكافحة الارهاب هي نفسها التي عملت على عدم تضمين هذا المشروع اشارة واضحة الى ان الإرهاب هو أحد الأسباب الرئيسية للازمات الانسانية وتجاهلت ايضا وعن عمد إرهاب الجماعات التكفيرية الضالة المدفوعة بفكر وهابي جاهلي لا يقبل الاختلاف مع الاخر ويحلل سفك الدماء ويحض على الكراهية وهي كلها امور مرفوضة بموجب قرارات الامم المتحدة لافتا الى ان تجاهل الارهاب وضرورة مكافحته على مدار السنوات الماضية ادى الى انتشاره بشكل هستيري حيث استهدف المدنيين الابرياء في كل مكان.

وأكد الجعفري أن سورية طالما حذرت ومنذ زمن بعيد من عواقب انتشار الارهاب الى ان وصل هذا الارهاب الى حد استهداف وتفجير طائرة الركاب المدنية الروسية فوق سيناء وامتد الى بيروت وتونس وباريس وبغداد ومالي وكاليفورنيا ونيروبي وغيرها وذلك بعد ان تم استقدام هذا الارهاب الى سورية والعراق من زوايا الارض الاربع ليعيث فيهما فسادا.

وشدد الجعفري على ان معالجة الازمة الانسانية في سورية تتطلب تكاتف جميع الجهود الدولية في المنطقة والعالم لمكافحة الارهاب ومساءلة الدول الداعمة للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية على تسليح وتمويل وتدريب وايواء عناصر هذه المجموعات الارهابية وذلك وفقا لقرارات مجلس الامن ذوات الارقام 2170 و 2178 و 2199 مشيرا الى اهمية التوجه الى الدول المشاركة في سفك الدم السوري والتي تدعي انها تقدم المساعدات الانسانية للشعب السوري في الوقت الذي تقوم هي نفسها بافتعال الازمات وتمويل ورعاية الارهاب فيها.

كما شدد الجعفري على ضرورة التركيز على الدور الذي تقوم به اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في الجولان السوري وغيره من الاراضي العربية المحتلة منذ 5 حزيران 1967 وذلك بتعاونها مع المجموعات الارهابية من جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الارهابية وكذلك قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي باعادة اعتقال المواطن المناضل السوري صدقي المقت مانديلا سورية الذي سبق وان اعتقلته لمدة 27 عاما وذلك لتوثيقه بالصوت والصورة علاقة اسرائيل مع جبهة النصرة الارهابية في الجولان السوري المحتل.

ولفت مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الى ان التدابير القسرية الاقتصادية احادية الجانب شكلت سببا رئيسيا ثانيا لمعاناة الشعب السوري موضحا ان فرض هذه التدابير غير المسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية أدى إلى مفاقمة الاوضاع الانسانية و الاقتصادية في سورية.

وانتقد الجعفري استمرار ممثلي بعض الدول الراعية للقرار بـ التباهي بنجاحهم باستمرار فرض عقوبات لا اخلاقية على اطفال ونساء سورية وحرمانهم من ابسط متطلبات العيش الكريم وذلك بعد ان فتكوا بملايين العراقيين الابرياء قبل الغزو وبعده.

واكد الجعفري تطلع حكومة الجمهورية العربية السورية لانعقاد القمة الانسانية العالمية الاولى من نوعها ايمانا منها بأهمية العمل الانساني مشددا على ضرورة ان تتناول اعمالها موضوع معالجة اسباب نشوء الازمات الانسانية والعوامل التي توءدي الى تفاقهما والمذكورة آنفا.

كما دعا الجعفري الى ضرورة ان تعالج القمة مشكلة تقسيم العمل الانساني وتركيز جزء كبير من التمويل للمساعدات عبر الحدود دون التنسيق مع الدول المعنية وذلك خدمة لاهداف سياسية واحيانا لصالح منظمات وجمعيات تعمل خارج مظلة الامم المتحدة منبها الى ان مثل هذا السلوك التمييزي يخالف المواثيق الدولية والمبادىء التوجيهية الناظمة للعمل الانساني ويوءدي في كثير من الاحيان الى وصول المساعدات الى الجماعات الارهابية المسلحة ما يسمح باطالة امد النزاعات على غرار ما يجري في سورية.

كما أعرب الجعفري عن الامل ان يسمع صوت احكام الميثاق وليس صوت الدول الممولة والا يستغل هذا النوع من الاجتماعات لتسييس المبادىء الانسانية التوجيهية للامم المتحدة او لتحويرها عن مقصدها السامي ولا سيما مبدأ الاحترام الكامل لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتنسيق الكامل مع سلطاتها الوطنية عند تقديم المساعدات الانسانية.

واعرب الجعفري في هذا الصدد عن الاسف لاختيار اسطنبول مكانا لعقد هذه القمة في وقت يقوم فيه النظام التركي بتسهيل دخول الارهابيين الى سورية وتمويلهم وتدريبهم وشراء النفط والآثار من “داعش” وغيرها من الجماعات الارهابية فكيف يمكن ان تستضيف مثل هذه الدولة القمة الانسانية الاولى في وقت تشكل فيه السبب الرئيسي لاكبر الازمات الانسانية في العالم.

وتساءل الجعفري كيف يمكن ان يناط بالحكومة التركية استضافة القمة الانسانية الاولى في وقت شرعت فيه حدودها المشتركة مع سورية والعراق امام موجات الارهاب والمرتزقة وسفاكي الدماء.

ولفت الى ان مثل هذه المفارقات العجيبة تكررت ايضا عندما انيط المركز الدولي لمكافحة الارهاب التابع للامم المتحدة بالسعودية التي تعتبر المركز الرئيسي لانتشار الارهاب والتطرف في العالم مذكرا بان السعودية تشن مع حلفائها عدوانا على الشعب اليمني مستخدمين مرتزقة اجانب يعملون لدى شركة بلاك ووتر السيئة الصيت.

وتساءل الجعفري في الختام هل هذه الامم المتحدة التي ارادها الاباء الموءسسون والتي كنا نطمح الى جعلها منارة للقانون ولحماية حقوق جميع الدول الاعضاء كبيرها وصغيرها غنيها وفقيرها قويها وضعيفها.

 

انظر ايضاً

الجعفري يؤكد ضرورة وضع أدوات فعالة لمكافحة الإرهاب

موسكو-سانا أكد السفير السوري في موسكو الدكتور بشار الجعفري اليوم ضرورة وضع أدوات فعالة متعددة …