توقيع كتاب “على سرير يقظتي” في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا

أقام المركز الثقافي العربي في أبو رمانة حفل توقيع لمجموعة شعرية بعنوان “على سرير يقظتي” لليندا عبد الباقي التي قرأت عددا من النصوص الشعرية التي تضمنتها المجموعة في مواضيع عاطفية وانسانية واجتماعية .

واعتمدت عبد الباقي في نصوصها أسلوب الومضة القصيرة التي تعطي صورة سريعة عما يعتمل في داخلها من لواعج واشجان الى جانب الايحاءات الدالة وفق استعارات أرادت أن تشير عبرها الى مناح انسانية تسمو في داخلها وترغب في التعبير عنها محاولة أن تأخذ شكلا شعريا متشابها بالنمط التعبيري للقصيدة ومختلفا بالمواضيع.

وألقت عبد الباقي نصا بعنوان “جمر” استخدمت في مكوناته أسلوب الاسقاط الدلالي الذي يصل الى نزعة صوفية في روءيتها للحب الصافي وفق ما جاءت به من الفاظ كقولها.. أهز أعماقك .. يتساقط رطبا جنيا أستجير من سعفك .. بجمرك .. وفي وصفها للغدر الانساني ذهبت عبد الباقي الى ابتكار دلالتها اللفظية وتشبيهها المستعار من البحر وما يتضمنه من املاح وتناقضات وايجابيات وسلبيات فقالت في نصها /ملح الغدر/… كنت البحر .. تستجر المراكب .. وتغرقها لموجك .. ملح الغدر.

وتداعي الذكريات عند عبد الباقي أخذ شكلا آخر فأدخلته اسلوب الحداثة لتعبر عن مكنونات داخلية عبر خلجات تتفرد بها الانثى بخيالها واحلامها وعواطفها محافظة على المعادل الموضوعي لحدث النص كما جاء في نصها / ذكرى / .. لم يهدأ الطريق بعد يبحث عن منديل معطر بروح الحياة اذابه الزمن على ساعديه.

ولا تخلو نصوص المجموعة من الروءى الفلسفية التي ارادت لها عبد الباقي ان تكون في منظومتها الشعرية وتعابيرها التي جمعت بين سطوة الرمز ورقة الدلالة لتأتي بما تراه واقعا في نفسها الحالمة بالجمال كقولها في نصها الذي جاء بعنوان/ خيبة/.. الجسد الهارب في زحمة خيبته لا يحمل ثقله يرسو على شاطئ الروح .. وينشر الذكريات على حبل سرته ..
وتتقارب ألفاظ عبد الباقي الشعرية مع موضوع الشهادة بطرائق مختلفة محاولة ان تبتكر نمطا جديدا في رثاء الشهيد الذي تراه اهم ما في الحياة واجمل ما في الوجود لأنه ضحى بروحه من أجل بقاء الاخرين كما هو في نصها /الى روح وسيم عبد الباقي شهيدا/.. تنسكب في فنجان قهوتي .. ولحظاتي الجائعة فأشعل مشيمة الصباح .. عود ند .. لاستنشق ذكراك ..ينبت وجهك .. ويضيع وجهي مني .. وتحاول عبد الباقي ان تعوض عن الموسيقا الشعرية بما جاءت به من رموز جعلت الحداثة هي الشكل الفني الذي تميزت به نصوصها دون ان تلجأ الى الضبابية كقولها في نصها /حنين/.. كالناي تلملم قطعان السنين في مرعى خصب لأحلامنا وعن رأيه بالمجموعة قال الباحث /عيد الدرويش/ ان النظام الادبي الذي تسلكه عبد الباقي في نصوصها الشعرية يدل على اعتمادها الكبير على الذهاب الى الانسان وحياته الاجتماعية الراقية اضافة الى تعاملها الرفيع مع الغزل فتركته عفيفا بعيدا عن الابتذال .

ثم قدم على البزق الفنان شكري سوباري مجموعة من المعزوفات التي تدل على تجذر النغم الشرقي في فنه وادائه الاصيل اضافة الى بعض الاغاني الوطنية التي اداها بصوته الجميل.
يشار إلى أن الكتاب الذي وقعته عبد الباقي هو من كتاباتها التي بدأت تدل على شخصيتها النامية في ثقافة اجتماعية وأدبية تصر على بقاء الادب في نمطه الاخلاقي كما ظلت محافظة على حداثتها النثرية التي وشيت قليلا في بعض الموسيقا الداخلية لتبقى ضمن سياق الرمز والدلالة في رغبة منها بالابتعاد عن المباشرة.

يذكر أن الشاعرة عبد الباقي مديرة دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع في السويداء لها العديد من الملفات والتي ترجم بعضها الى عدة لغات منها /وردة النار / و/لمن ينحني الحور/ و/اغنية لمساء اخير/ و/يخاصرني الاخضر/ و/صهيل صمتي /.

محمد خالد الخضر