انتعاش مهنة رفء “السجاد” تعيد “الرتي” السوري إلى سنارته التي اشتاق إليها

دمشق – سانا

لطالما اعتبر الدمشقيون السجاد نوعا من ديكور المنزل الأساسي لذلك تفنن صانعوه بتحويله إلى قطعة فنية تضفي على المكان سحر الشرق من خلال الرسومات والألوان والخطوط.

واشتهرت سورية قديما بصناعة السجاد اليدوي ونشأت على هامش هذه الصناعة مهنة جديدة عرفت بـ “رفء السجاد” أو ” الرتي ” بالمصطلح العامي الدارج وهي حرفة أوجدتها الحاجة ومع الوقت زاد عدد حرفييها وزاع سيطهم لحسن صنعتهم وإتقانهم.

ويقول “يحيى العلي” أحد حرفيي تصليح السجاد لنشرة سانا ” سياحة ومجتمع” الذي ورث المهنة عن جده وأبيه “أن حرفيي الرتي أصبحوا بعدد أصابع اليد لما تتطلبه هذه الحرفة من جهد وصبر ودقة متناهية في العمل والأمراض التي قد يسببها مستقبلا بعد سنين من مزاولتها كتعب في أعصاب اليدين وضعف البصر وتصلب الكتفين والرقبة لأن العامل في هذا المجال يجلس وقتا طويلا منكبا على تصليح السجاد وحياكة العطل وخاصة إذا كانت السجادة التي يصلحها عجمية من النوع الشيرازي أو التبريزي أو القوقازي”.

وعلى عكس ما يظن البعض بأن الرتي مهنة شعبية يؤكد “العلي” إن هذه المهنة نشأت لإصلاح الأنواع الفاخرة من السجاد وتجاوز عمر هذه الحرفة الثمانين عاما وتميز الحرفي السوري بحسن إتقانه لهذه الحرفة مهما بلغ نوع الضرر الذي أصاب قطعة السجاد موضحا أن بعض السجاد يتلف أحيانا من طريقة حفظه خلال أشهر الصيف فيأكله “العث” وهنا يكمن دور الحرفي البارع الذي يصلح السجادة ويعيدها تزهو بألوانها ورسوماتها.

وأشار الحرفي “العلي” إلى أن شهرة الحرفيين السوريين في هذا المجال تجاوزت الحدود حيث يأتي العديد من الطلبات من خارج سورية لحرفيي الرتي لإصلاح السجاد الفاخر لديهم.

ورأى  ” العلي ” أن حرفة “الرتي” تسير في طريق الاندثار حيث قل عدد حرفييها كثيرا وهم منتشرون في عدد من أسواق دمشق القديمة لافتا إلى الحاجة إلى إعادة الألق لهذه الحرفة خاصة مع ازدياد الطلب عليها حاليا بسبب ارتفاع أسعار السجاد في السنوات الأخيرة  داعيا إلى تدريب الراغبين بتعلم هذه المهنة كي تبقى بأيدي السوريين المبدعين فهم فخر بلادهم بما ورثوه من أجدادهم من حرف يدوية تقليدية.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).