جدري الماء.. مناعة مدى الحياة

اللاذقية-سانا
يظهر جدري الماء بشكل مفاجئ على شكل ارتفاع حرارة وطفح جلدي يستمر لعدة أيام ويتلاشى تدريجيا وغالبا ما يصيب الأطفال قبل سن الثانية عشرة وفيما يوءكد الأطباء أنه لا يشكل خطرا على صحتهم بل يمنحهم مناعة مدى الحياة يحذرون من انتقال عدواه للحامل الذي يسبب إسقاط جنينها.

وجدري الماء مرض فيروسي حاد معد يبدأ وفقا لطبيب الأطفال جودت اسماعيل بارتفاع الحرارة وطفح جلدي يتحول إلى حويصلات تترك قشرة حبيبية بعد زوالها ويكون أكثر حدوثا في الشتاء وأوائل الربيع وقد تكون الاصابة خفيفة تغيب عن الملاحظة.

وينتقل الجدري كما يوضح طبيب الأطفال بالتماس المباشر مع المريض أو عن طريق رذاذ وقطيرات الجهاز التنفسي المحمولة عبر الهواء وبالتماس مع السائل الموجود داخل حويصلات الجدري وعبر الأدوات الملوثة حديثا بمفرزاتها أو من خلال الأغشية المخاطية للشخص المصاب.

وتستمر إمكانية العدوى من خمسة أيام قبل ظهور الطفح إلى أسبوع بعد ظهور الحويصلات.

ويشير الدكتور اسماعيل أن الجسم يحتضن العدوى حوالي 15 يوما وتكون الأيام الأربعة الأخيرة التي تتميز بظهور الطفح معدية جدا وأولى علاماته بثور حمراء تظهر فجأة على بطن الطفل وتنتشر لاحقا في وجهه وذراعيه وقدميه.

ويوضح الدكتور اسماعيل أن مرض الجدري مرض فيروسي طفولي شائع تؤدي الإصابة به إلى حث الجسم على توليد أجسام مضادة تقوم بمكافحة الفيروس أولا وتمنح الطفل مناعة ضده وهذا يفسر عدم إصابته بالمرض ثانية ويكون وقع المرض على الأطفال بسيط بينما يكون أشد تأثيرا على الإنسان البالغ.

وتتجلى أعراض المرض بارتفاع درجة الحرارة وآلام في الرأس وصداع شديد قبل ظهور البثور الحمراء التي تتحول إلى تقرحات صغيرة تثير رغبة شديدة بالحك وتنتشر في كامل الجسم وتظهر في الفم والحلق احيانا وقد يصاحب الاعراض سعال جاف والم في الحلق وشعور بالوهن ويشفى الطفل نهائيا منه بعد جفاف البثور المتقرحة.

وتستمر الأعراض وفقا للدكتور اسماعيل عدة أيام قبل ان تجف التقرحات حيث تشكل البثور طبقة من الجلد تزول بمفردها دون أن تترك أي أثر إلا إذا قام الطفل بحكها وتقشيرها وعندها تترك ندبات في مكان الإصابة داعيا الأمهات لمراقبة الطفل المصاب ومنعه من الحك أثناء الإصابة ووضع المراهم التي تخفف الحكة.

ويذكر الدكتور اسماعيل أن مرض جدري الماء لا يحتاج الى العلاج إلا اذا حدثت مضاعفات وارتفاع بدرجة حرارة الطفل أو ظهور طفح في العين وحصول التهابات جلدية ثانوية نتيجة التعرض للبكتيريا ما يؤدي الى حدوث نزيف بالتقرحات واحمرار المنطقة المحيطة بها وشعور بالألم.

ويوصي طبيب الأطفال بضرورة أبعاد الطفل المصاب عن النساء الحوامل كي لا ينقل إليهم العدوى ويكون نتيجتها إسقاط الجنين مشيرا إلى أن الوقاية تكون عن طريق إعطاء اللقاح للأفراد الأكثر احتمالا للإصابة كالولدان ضعيفي المناعة.

وينصح الدكتور اسماعيل الأمهات في حال إصابة طفلهن بإبقائه في المنزل لمدة أسبوع وعدم إرساله للمدرسة أو تخالطه مع الأطفال الآخرين وتجنب التماس مع المصاب وتطهير أدواته الشخصية.

نعمى علي