سكري الأطفال يصيب نحو نصف مليون طفل بالعالم

حمص-سانا

تشير أحدث تقديرات الاتحاد الدولي للسكري إلى وجود نحو 497 ألف طفل دون سن 15 عاما حول العالم يعانون من مرض السكري النمط الأول وعدد مماثل بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 25 عاما بالتزامن مع تزايد ملحوظ في عدد الأطفال والمراهقين المصابين بالنمط الثاني من المرض.

وسكري الأطفال من الأمراض التي تسبب قلقا كبيرا ومعاناة للطفل والأهل حسب طبيبة الأطفال الدكتورة علا الحسن ويحتاج نمط حياة وغذاء خاصا يرتب أعباء اقتصادية كبيرة على الأسر.

ويحدث السكري كما توضح الحسن نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لضرر فتعجز عن تأدية عملها وإنتاج الأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الغلوكوز أو السكر إلى الخلايا ومدها بالطاقة المحمولة من الطعام للقيام بوظائفها على أكمل وجه.

وأهم مؤشرات السكري التي يلحظها الأهل على الطفل المصاب التبول اللاإرادي ولاسيما أثناء النوم وتذكر الدكتورة الحسن أن السكر يتراكم في الدم بدرجة كبيرة ويبدأ بالخروج مع البول حيث تعجز الكليتان عن الاحتفاظ بالسكر عند بلوغه حدا معينا وعند خروج البول يكون كالإسفنجة يسحب قدرا كبيرا من الماء ولذلك تكون أول أعراض داء السكري هو التبول المتكرر وبكميات كبيرة وإذا استمرت هذه العملية دون علاج فإن أعراض الجفاف قد تبدأ بالظهور على الطفل.

وتضيف الحسن من مؤشرات المرض التالية تتمثل بشعور الطفل بالإرهاق الشديد والتعب وفقدان الوزن بشكل ملحوظ وذلك لأن الخلايا تحرم من التغذية وتصاب بالمجاعة فإنها تبحث عن مصدر آخر للغذاء وليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها ليشعر الطفل بالإرهاق الشديد والتعب ويفقد قدرا من الوزن وقد يشعر أيضا بالصداع والدوار ومن ثم القيء.

وتحذر طبيبة الأطفال من ترك الحالة دون علاج وعدم ضبط نسبة السكر في الدم لانها تؤدي لتفاقم الأعراض وأخطرها الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة كما قد يتصرف الطفل بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة مشيرة إلى أن غيبوبة نقص السكر في الدم
أخطر من غيبوبة زيادته وإذا استمرت لفترة طويلة تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي وخصوصا المخ.

وتبين الحسن أن لهبوط نسبة السكر في الدم أسبابا عديدة منها عدم أخذ وجبة الطعام في موعدها أو تأخيرها وأخذ كمية من الأنسولين أكثر من الكمية المحددة وممارسة الرياضة لفترة طويلة دون أخذ وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده وعدم الاهتمام بالوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.

وتوصي في حالة هبوط السكر بتناول عصير محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.

وتنصح طبيبة الأطفال عموما بمنح الطفل المصاب بالسكر الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة والتأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.

وتؤكد الدكتورة الحسن ضرورة عدم حرمان الطفل المصاب بالسكري من بعض الأطعمة التي يحبها بل تشجيعه على تناولها لكن بكميات محددة والالتزام بأخذ الأنسولين في مواعيده مشددة على ضرورة إبعاده عن الحلويات والشيبس والمشروبات الغازية لأنها تضره ولا تفيده.

وتوضح الدكتورة الحسن أنه لا يوجد برنامج غذائي موحد لكل الأطفال السكريين لأن الموضوع يعتمد على عمر الطفل ووزنه وطوله وجنسه ومدى نشاطه والهدف بالنهاية ضبط مستوى السكر ومنع حالات هبوطه.
وترى طبيبة الأطفال أن الحالة النفسية للطفل تسهم إلى حد كبير في تحديد مدى تفاعله مع العلاج وتحسن صحته ناصحة الأهل بتجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض لأن هذا يخلق لديه نوعا من التوتر النفسي.

وتنصح بضرورة الحوار مع الطفل وتوضيح حالته وأهداف العلاج وضبط برنامجه الغذائي والتعاون مع الطبيب المعالج للوصول إلى هدف نهائي وهو التعايش بأمان مع السكري.

ويتوقع الاتحاد الدولي للسكري أن يصل عدد المصابين بالسكري عام 2030 إلى حوالي 592 مليون شخص حول العالم بعد أن وصل العدد عام 2013 إلى 382 مليون متعايش مع المرض.

صبا خيربك

انظر ايضاً

أمور تضمن سلامة طفل السكري

دمشق-سانا تترك لحظة تشخيص داء السكري عند الطفل الأهل في حالة صدمة وإنكار وتدخلهم بدائرة …