الشريط الإخباري

بسبب تدخلات الإنسان.. الأرض تدخل مرحلة الانقراض الجماعي السادسة

دمشق-سانا
ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات المناخية الحادة التي يشهدها كوكبنا الأرضي ربما تكون مؤشرات مهمة على أن الأرض قد تكون في المراحل الأولى من الانقراض الجماعي السادس الذي يهدد الحيوانات والنباتات التي تسكن سطح الأرض منذ بدايات تشكل الحياة عليه وهذا يعني تهديدا كبيرا للجنس البشري أضعف
المخلوقات وأكثرها هشاشة على الاطلاق.
ويقول الدكتور دارم طباع أن فريقا من العلماء أصدر دراسة أكد فيها أن الأرض قد تكون في المراحل الأولى من الانقراض الجماعي السادس الذي يهدد النظام الحيوي على سطح الأرض لافتا إلى أن الباحثين أكدوا انقراض أكثر من 320 نوعا من الفقاريات من على سطح الأرض منذ عام 1500م وأن الحيوانات الفقارية في العالم أصبحت أقل وجودا بحدود 25 بالمئة وهذا ينطبق أيضا على الحيوانات اللافقارية مثل القشريات والديدان والفراشات.
واوضح العلماء أن الانقراض الجماعي السابق الذي قضى على الديناصورات حدث قبل نحو 65 مليون سنة نتيجة اصطدام الأرض مع كويكبات كارثية على ما يعتقد لكن الانقراض الجماعي السادس الذي يلوح بالأفق فيعود بمعظمه إلى النشاط البشري المرعب.
وبين طباع أن دراسة نشرتها مجلة الطبيعة في 2 آذار 2011 ذكرت أن الانقراض الجماعي سيحدث خلال 300 إلى 2000 سنة القادمة.
واشار الباحثون إلى أن ما يصل الى ثلث الفقاريات في العالم مهددة أو معرضة للخطر فالحيوانات الكبيرة مثل الفيلة ووحيد القرن والدب القطبي تعاني أعلى معدلات الانخفاض وهذه الحيوانات الكبيرة هي الأولى في مواجهة خطر الانقراض لأنها تميل إلى أن تكون قليلة النسل ومعدلات نموها العددي منخفض جدا ومع ذلك لايزال الصيادون وهواة الصيد يجدون بفرائها ولحومها وأنيابها أو قرونها أهدافا جذابة.
وأوضح طباع أن لفقدان الأنواع من الحيوانات الكبيرة آثار غير متوقعة على النظام البيئي والتنمية البشرية في الأماكن القريبة وهي عملية تعرف باسم /إزالة الوحيش الطبيعي/ حيث تمكن الباحثون في دراسة حديثة من عزل بقع من الأرض من الحيوانات بما في ذلك حمار الوحش والزرافات والفيلة ووجدوا أن العشب
والشجيرات قد نمت طويلة القامة من دون الحيوانات وأصبحت التربة أكثر مرونة وقد نمت القوارض بسرعة كبيرة وتضاعفت اعدادها.
فأكلت البذور من النباتات وقامت بحفر التربة التي كانت خالية من الحيوانات المفترسة ومن المعروف أن القوارض تحمل الأمراض والطفيليات التي تصيب الناس.
ولفت طباع إلى أن انخفاض أعداد الحيوانات الكبيرة لا يؤثر على الغطاء النباتي فقط ولكن أيضا على اللافقاريات حيث تضاعف عدد سكان العالم في السنوات الخمسين الماضية وانخفض عدد الحيوانات اللافقارية بنسبة 45 بالمئة ومعظم هذه الخسارة كان نتيجة لتدمير الموائل واضطراب المناخ العالمي.
وأشار العلماء إلى أنه إذا كان معدل الانقراض في السابق نوع واحد في المتوسط في كل 10 ملايين عام قبل وصول البشر على سطح الأرض فقد ارتفع هذا العدد الى ما بين 100و1000 نوع بعد استقرار الانسان عليها.
ويؤكد العلماء أن وقف أو على الأقل ابطاء الانقراض الجماعي السادس يستغرق وقتا طويلا ويحتاج إلى تعاون بين جميع الشعوب .
وأوضح طباع أن ما يجري في العالم اليوم من استنزاف للموارد وتدمير للموائل وحروب طاحنة تنشر السموم والكوارث في كل مكان يساهم بشكل مرعب في تسريع حدة انقراض وفقد الأنواع وأولها الجنس البشري كما أنه يسرع في فقدان النظم الإيكولوجية بشكل حرج حيث تلعب الحيوانات فيها دورا محوريا يعد الأساس في استقرار حياتنا نحن البشر على سطح هذا الكوكب الصغير الذي خلقه الله متعدد ومستدام الموارد وحولته يد الانسان القاسية إلى كوكب هش معرض للزوال.

عماد الدغلي

انظر ايضاً

المارديني يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو بجدة آليات تعزيز وتطوير العلاقات التربوية

جدة-سانا على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته الـ 27 المنعقد …