الشريط الإخباري

الاشتغال بالخرز.. مشروع اقتصادي صغير

اللاذقية-سانا

تقدم السيدة سماهر أيوب عثمان نموذجا مشرقا للمرأة السورية القادرة على اجتراح الحلول والمخارج لمختلف ازماتها الحياتية والمادية والنفسية وذلك عبر ابتداع سبل وطرائق خلاقة تصون حضورها المتميز وتلبي جانبا من احتياجاتها المعيشية المتزايدة وهو ما قامت به عثمان عبر انطلاقها الى تعلم حرفة الخرز ومن ثم ممارستها واحترافها ليصبح هذا العمل هو شغلها الشاغل وخاصة أنه تحول إلى ما يشبه مشروعا اقتصاديا صغيرا يوفر لها دخلا ماديا جيدا ويتيح أمامها فسحة واسعة للإبداع والتفرد.
وحول هذه التجربة تقول عثمان وهي أم لأربعة صبية إنها عاشت لسنوات تبحث عن طريقة لمساعدة زوجها في سد حاجات الأسرة وتلبية متطلباتها لكنها لم توفق الى عمل يستهويها ويدر عليها ما يكفي لتغطية النفقات التي راحت تتزايد يوما بعد يوم إلى أن شاهدت ذات مرة على أحد القنوات التلفزيونية برنامجا حرفيا يعرض لعدة مهن يدوية تقوم بها النسوة في الأرياف وكان الاشتغال بالخرز واحدة منها.

3وتابعت “رغم معرفتي البسيطة باعمال الخياطة والتطريز إلا أن العمل بالخرز شدني بطريقة غريبة ولم أكن أدري عنه شيئا لكنه تلاقى بشكل من الأشكال مع ميل داخلي لدي فإذ بي ابحث في كل مكان عن طريقة لتعلم هذا العمل والبحث في أدواته والمواد المستخدمة فيه”.
وأشارت إلى أنها راحت تتقصى المشتغلين في مجالات الحرف اليدوية إلى أن حالفها الحظ فاهتدت الى احدى النساء المبدعات في هذا المجال وكانت قريبة لواحدة من صديقاتها فطلبت منها أن تعلمها هذه الحرفة وبالفعل كان لها ما أرادت إذ أعجبت المرأة بحماستها واندفاعها وسؤالها عن مختلف التفاصيل فقررت أن تقدم لها يد العون.
ولفتت عثمان إلى أنها تفاجأت بالمجالات الواسعة لهذا العمل وبساطة وسهولة القيام به الأمر الذي شجعها على الانهماك كليا في تعلم طرق الاشتغال به لتغدو خلال أشهر قليلة على درجة من المهارة في العمل والقدرة على ابتداع ما هو جديد ومختلف عن السائد رغم انها اضطرت بادئ الأمر إلى تخصيص جزء من مال الأسرة لشراء المواد اللازمة للعمل دون أن تتخيل أن هذه الأعمال ستجد طريقها إلى التسويق ذات يوم.
وقالت “إنها تستخدم الخرز لصناعة الاكسسوارت على أنواعها كالأساور والخواتم والأطواق وأقراط الأذن وحمالات الهواتف الجوالة وحمالات المفاتيح بالإضافة إلى المجسمات التزيينية التي يمكن استخدامها في ديكورات المنزل الداخلية بالإضافة إلى تزيين مفارش الطاولات وقطع الملابس المختلفة إنما تبقى الإكسسوارات هي الأكثر طلبا ورواجا بين مختلف أشغال الخرز نظرا لتنوع اشكالها والوانها وسهولة استخدامها وأسعارها المقبولة”.

1وأشارت عثمان إلى أن المواد المستخدمة في هذه الحرفة بسيطة وأهمها الخرز الملون بكل اشكاله وأحجامه وأن كان الدائري منه الأكثر استخداما بالإضافة إلى الخيوط الشفافة أو خيوط النايلون الكربونية والأقفال المعدنية والكماشات والمقصات والإبر موضحة أن هذا العمل يتطلب الدقة والصبر والمثابرة وهي شروط النجاح في هذه المهنة.
وذكرت أن منتجاتها باتت اليوم تستقطب الكثيرين سواء في المعارض التي تشارك فيها أو في سوق “الضيعة” الذي تحتل اعمالها جناحا فيه بالإضافة إلى بعض المحال التجارية التي باتت تمدها دوريا بمجموعة متجددة من المنتجات ولا سيما محال بيع الإكسسوارات وبعض محال التحف الفنية حيث أخذت منتجاتها بعد سنوات من الكد والتعب طريقها إلى السوق المحلية بسهولة محققة لها ربحا ماديا جيدا ساعد في سد الكثير من المتطلبات اليومية.
وأوضحت أنها استطاعت بفضل هذا العمل ان تحقق الكثير من ميولها الإبداعية حيث باتت تبحث دائما عما هو جديد في استخدامات الخرز لتخرج عما هو تقليدي في هذه المهنة وبالتالي اكتسبت أعمالها بصمة مميزة ساعدت على رواجها وزيادة الإقبال عليها.
وناشدت عثمان الجهات المعنية في المحافظة العمل على افتتاح سوق للمهن اليدوية أسوة بالعديد من المحافظات السورية حيث توفر هذه السوق في حال إنشائها الكثير من عناء الترويج والتسويق للمنتجات الحرفية بالنسبة للمشتغلين في هذا المجال كما تساعد المهتمين بهذه الصناعات والساعين لاقتناء المنتج اليدوي على تحديد وجهتهم دون عناء التجول في الأسواق العامة بحثا عن ضالتهم.
رنا رفعت