مؤتمر وزارة الأوقاف يناقش دور المؤسسة الدينية في مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي -فيديو

دمشق- سانا

انطلقت اليوم أعمال المؤتمر السنوى العام لوزارة الاوقاف حيث يناقش على مدى ثلاثة أيام دور المؤسسة الدينية في مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي المتطرف ومراحل الإنجاز في بناء الخطاب الديني المعاصر.

1وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الذي بدأ فعالياته في جامع العثمان بدمشق أكد وزير الاوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن سورية هي مهد المسيحية ومنطلق الإسلام وكانت وما زالت وستبقى عنوانا للعروبة والإسلام وشعبها وجيشها الباسل وقيادتها الشجاعة يسطرون أروع الانتصارات ضد قوى التكفير والإرهاب الوهابية الظلامية.

وأشار الوزير السيد إلى أن الانتصار الذي تحقق في تدمر الارث الحضاري الإنساني المهم يؤكد أن الجيش العربي السوري هو الوحيد القادر على دحر تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من قوى التكفير والضلال وهذا الجيش يستمد قوته من عزيمة شعبه وقائده.

وقال وزير الأوقاف: “إن كل دعوة تتخذ الدين غطاء هي ضد الدين.. فالدين يدعو للمحبة والألفة والرحمة والعطاء والخير للجميع” لافتا إلى أن المساجد والكنائس بمن وراءها من علماء ورجال الدين وداعيات قادت مواجهة فكرية هدفها دحض الفكر الوهابي التكفيرى المنحرف والضال.

وأشار السيد إلى أن المشاركة فى صناديق الاقتراع لمجلس الشعب هي صرخة في وجه هذا التكفير وإتمام للمواجهة الفكرية والتي يجب أن نعبر عنها من خلال الإدلاء بأصواتنا لأننا نؤمن بأن الفكر الإقصائي التكفيري الذي يقتل ويدمر ويخرب لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر الجماعي والشورى والانتخابات.

1من جانبه هنأ غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك الشعب السوري وجيشه البطل باستعادة تدمر عنوان تراثنا وحضارتنا التي تزامنت مع الاحتفالات بعيد الفصح المجيد لتؤكد على قيامة سورية وخلاصها من جديد.

وأشار البطريرك لحام إلى أن وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني في العام 1965 والتي كانت بعنوان علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية وما ورد فيها وفي وثائق مثيلاتها يؤسس للمبادئ الثابتة لمواجهة الفكر التكفيري مهما تعددت اشكاله وأسماؤه لأنها نصت على احترام جميع الأديان وخاصة الدين الإسلامي باعتبار المسلمين يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحيم ويجلون يسوع المسيح عليه السلام كنبي ويكرمون أمه مريم العذراء.

ولفت لحام إلى أن الكنيسة تشجب كل تفرقة أو جور يلحق بالبشر بسبب عرقهم أو لونهم أو وضعهم أو ديانتهم.

وقال لحام: إن هذه الوثيقة دفعتني لوضع رسالة إلى إخوتي المسلمين بعنوان “رسالة بطريرك عربي مسيحي سوري إلى إخوته المسلمين”.

وأضاف: علينا جميعا أن ندعو إلى الحوار الروحي الايماني الجاد وعلى كل منا أن يكون منفتحا على الآخر وعلى معتقده وإيمانه فلا احتكار لكلمة الله فلا يجوز أن تتحول غيرتنا على كلام الله وتعاليمه أداة وسلاحا لاستغلال الآخر أو الحكم عليه أو اضطهاده.

وخلص البطريرك لحام إلى القول: “علينا مسيحيين ومسلمين أن نضع أسسا أمتن لأجل بناء هذا الفكر العربي الإسلامي المسيحي المتطور”.

من جهته قال الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام: إن المؤسسات الدينية في سورية كانت أحد حصون الوطن في حمايته وحماية الدين من حملة التشويه التي استهدفته وارادت الكيد للاسلام والوطن معا.

وأضاف: أي إسلام قدمته العصابات الارهابية التي تنتهك الاعراض وتحطم البنية التحتية للوطن وتقطع اوصاله.. انها موءامرة صهيو اميركية تستهدف اسلامنا لتشويهه ووطننا بالتدمير وها هي بعد سنوات تداس بنعال جيشنا البطل.

وأكد شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع أنه ومنذ خمس سنوات تقاطر الارهابيون من كل حدب وصوب من اصقاع المعمورة غارزين أنيابهم السامة في جسد سورية متذرعين بفتاويهم التي تضج كرها للانسان وحقدا على الانسانية مستنصرين بالغرب والشرق ليمدهم بالسلاح والعتاد والذخيرة لقتل الشعب السوري والتلاعب بقراره السياسي وحاولوا أن يحجبوا شمس الإسلام المشرقة.

وقال جربوع: “السوريون صبروا وصابروا وصمدوا وقدموا كل ما استطاعوا دفاعا عن اهلهم وبلدهم وعرضهم ودينهم فأطفؤءوا ظلام الارهابيين بأنوار قلوبهم وافشلوا مخططاتهم بصدق نواياهم وما كان لهذا النصر أن يحصل ولا للعسرة أن تزول لولا ارادة الله تعالى ولولا تكاتفنا معا قيادة وشعبا بكل مؤسساتنا وعلى رأسها المؤسسة الدينية التي رسخت دور الدين كحامل للحضارة الانسانية ومنبع للاخلاق والفضيلة في هذا الزمان الصعب”.

1بدوره أكد المطران نقولا بعلبكي ممثل غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس ان السوريين نسيج وطني واحد منذ البداية وعبر التاريخ وفي اختلاف الظروف.. في أزمنة الخير والرخاء وفي أوقات الشدة والأخطار نتميز بأخلاقيات متقاربة.. نقف صفا واحدا في وجه الغريب من فرنجة ومغول ومحتل.

وذكر بعلبكي بمواقف مشرقة لمفتي دمشق الذي قال للسلطان سليم الأول القانوني عندما حاول ايذاء المسيحيين “ما لم يفعله الرسول العربي الكريم لا يحق لك أن تقوم به” والوزير فارس الخوري الذي قال “يدعي الغريب أنه قادم لنصرة المسيحيين وانا ممثل المسيحيين استنجد بمواطنينا المسلمين في وجه المحتل” والبطريرك هزيم الذي رفض أن يسمي اللقاء الاسلامي المسيحي حوارا بل إخاء لأن الحوار لا يكون بين أناس يعيشون معا آلاف السنين والبطريرك يوحنا العاشر الذي يشدد في كل مناسبة على ان بلادنا حية لأنها تتنفس برئتيها المسلم والمسيحي.

وأشار بعلبكي إلى أن محاور المؤتمر بالغة الأهمية لأنها تشدد على الدين والانسان مؤكدا ان وعي الانسان يتشكل منذ الصغر ويحتاج إلى عائلة مترابطة متماسكة وإلى وجود أم تشكل المدرسة الاولى التي يبنى عليها البناء لهذا نحتاج الى امهات مثقفات مخلصات متفانيات يدركن أن الأمومة تكمن في السهر والتضحية والعطاء وأن تركز على الاخلاق التي تعلمها اديان السماء وان الخطاب الديني يجب ان يركز على بناء الانسان الصحيح الفعال والمواطن الصالح الواعي الذي يدرك مقاصد الله ويشكل مع اخوته ومواطنيه ومجتمعه عائلة وشعبا ووطنا يستحق من خلاله أن يدعى خليفة الله على أرضه.

وقال المطران متى الخوري النائب البطريركي العام ممثل قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم.. يجزم الأغلبية منا بأن الفكر التكفيري هو مستورد على منطقتنا وليس منها والتاريخ يشهد على ذلك بان كل المحاولات التكفيرية التي ظهرت في أمكنة وأزمنة مختلفة ماهي إلا تنفيذ لاجندات سياسية خاصة ببعض الدول التي لها اهدافها في المنطقة ظنا منها بأنها من خلال التكفير والإرهاب تستطيع الوصول إلى غاياتها في المنطقة تحت اسم “إحلال شرع الله على الارض” في وقت أن الإسلام الحقيقي والمسيحية الحقيقية لا يقران أبدا بهذا الطرح بل يناديان بدولة العدل والقانون التي يعيش فيها جميع أبناء الشرائع السماوية تحت مظلة واحدة.

وقال: “إننا نعتز ايما اعتزاز بالدور الرائد للموءسسة الدينية السورية الاسلامية والمسيحية وما قدمته وتقدمه في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة من خلال قياداتها الروحية والفكرية والعمل الصادق لوضع قاعدة مشتركة للحوار والعمل بين ابناء الوطن بعيدا عن التشنجات الطائفية والمذهبية ولغة الاغلبية والأقلية التي لن يكون لها أي مكان بيننا”.

وأضاف الخوري: نحن لا نرد التطرف بالتطرف ولا التكفير بالتكفير إنما نقف في وجههما بحوار عقلي وفكري يثبت قدرة شرائعنا السماوية على استيعاب ما يحدث في العالم ووضع الحلول التي تقوم على أساس العدل وقبول الآخر واحترامه وبهذا نرد خطر التكفير والتطرف والإرهاب عنا وعن غيرنا ونعيد للانسان الكرامة التي خصها الله تعالى بها عن سائر المخلوقات فالشرائع السماوية خرجت من بلادنا والحفاظ عليها من مسؤوليتنا بكوننا ورثة الانبياء والرسل ومؤءتمنون على هذه الرسالة ومن هنا فان وقاية العقول من مخاطر الاستلاب الفكري التكفيري الارهابي باتت مهمة ومسؤولية وطنية متكاملة وشاملة تبدأ من الاسرة وتمر عبر المدرسة وتنتهي بالجامعات والموءسسات الوظيفية وهنا يبرز دور المسجد والكنيسة والخطاب الديني فيهما من اجل تقوية ابناء الوطن وتحصينهم من جراثيم التكفير التي تدسها الدول الداعمة للارهاب بعد عجزهم عن اختراق صفوفنا من خلال استغلال بعض الأميين والجهلة والمتعصبين واذ كنا متيقظين لهم ولأدواتهم جاءوا اليوم ليحاربونا من خلال الإسلام السياسي والفكر التكفيري.

1وأكد مفتي حلب الدكتور محمود عكام أن الإنسان في ديننا الحنيف يترقى من مرتبة البشرية الى مرتبة الانسانية فالبشرية هي المادة الخام للانسان فإما يرتقي ليكون إنسانا وإما كما البعض الذين ليس لديهم الاستعداد ليرتقوا الى البشرية فيصبحوا كالأنعام بل أضل سبيلا.

وقال عكام: “إن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم استغرقت بشريته في إنسانيته واستغرقت انسانيته في رحمونيته لأن الرحمة عطاء نافع برفق فقد كان صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة ومع ذلك نجد أن هناك من يدعو إلى إنسان يحتقر ويذبح ويرمى ويوءخذ بالكلمة العابرة وهم لا ينطلقون حتما من دين قويم”.

وختم عكام كلمته بالتضرع إلى الله أن يحمي سورية وجيشها وشعبها وأن يعيد لها امنها واستقرارها.

بدوره أكد الشيخ غزال غزال مفتي منطقة اللاذقية ان صمود شعبنا الأبي هو الدواء الناجع الذي أرهب اعداءنا وجعلهم يعيدون حساباتهم مشيرا إلى أن القرآن الكريم نسف اصول الفكر التكفيري الذي يحاول أعداء الإسلام اتهام الإسلام به.

وأشار غزال إلى الدور المهم الذي قامت به وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية في سورية في مواجهة الفكر الارهابي التكفيري مؤكدا أن سماحة الإسلام تأبى هذا الفكر وتحاربه.

وأشار رئيس المجلس الإسلامي الاسماعيلي الأعلى في سورية الدكتور محمد فاضل ورده إلى أهمية الدور الاخلاقي المجتمعي الذي يقوم به الدين في تربية الإنسان ونشأته النشأة السليمة القائمة على احترام انسانية الانسان والحوار وتحقيق سعادته مؤكدا ان الفكر التكفيري يلغي عددا من أهم الصفات الانسانية وهي احترام الآخر وتحقيق عمارة الأرض والنهوض بالمجتمع وبناء الوطن.

وأكد الدكتور محمد شريف الصواف المشرف العام على مجمع الشيخ أحمد كفتارو التابع لمعهد الشام العالي ان سورية كانت وستبقى بركة للعالمين والأمان من الفتن كما قال الرسول العربي الكريم.

وأشار الصواف إلى أن انتصارات جيشنا في تدمر التي يعني اسمها الأعجوبة لأنها بقيت متجددة خالدة واستطاعت وحدها من دون مدن العالم أجمع أن تتحدى الامبراطورية الرومانية تؤكد أن هذا الشرق وهذه الامة تأبى الا ان تعيش قيم الخير والحرية الاصيلة وتعتبر تدمر رمزا مصغرا لسورية التي تتحدى قوى الظلم والتكفير وهي باقية على قيمها التي تعلمتها من الإسلام والمسيحية.

من جانبه اعتبر ممثل جامعة الامام المصطفى في سورية الشيخ فادي برهان أنه في زمن ماسمي “الربيع العربي أو الصحوة الإسلامية أو الثورة التي تنشد الحرية والديمقراطية” وفي ظل صمت المرجعيات الدينية الاسلامية والعربية الرسمية كانت وزارة الاوقاف السورية وحدها من واجه الأفكار التكفيرية المنظمة بمنظمات ارهابية لقتل الانسان وتخريب الاوطان فوصفت الدواء الناجع لهذه السموم واطلقت مشاريعها المميزة ومنها فقه الازمة ومشروع فضيلة وتطوير الخطاب الديني ووقفت الى جانب جيشنا الباسل واستطاعت ان تستثمر الدين كما اراده الله تعالى عامل توحيد وجمع للصفوف لا عامل تمزيق وتفريق كما اراده الارهاب.

ودعا الشيخ برهان المؤسسات الدينية الاسلامية للاقتداء بالموءسسة الدينية السورية لتأخذ بيد الامة نحو اسلام صحيح يحافظ على الثوابت ويراعي التطور والمتغيرات.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

أمسية عزف منفرد للموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

دمشق-سانا أحيا الموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي أمسية عزف منفرد على آلة الكمان أقامتها هيئة دار …