الأوراق المحروقة-صحيفة البعث

أثبتت معارضة الرياض اللا وطنية مجدداً أنها لم تأتِ إلى جنيف إلّا لتحقيق هدف “الانتقال السياسي” كما يريده سادتها ورعاتها الدوليون والإقليميون، ولا سيما السعودية وتركيا، أي الانتقال من سلطة وطنية ديمقراطية إلى سلطة تابعة ومرتهنة القرار، ومن دولة وطنية مقاوِمة لمشاريع المعسكر الامبريالي الصهيوني الرجعي، إلى دولة خاضعة لهذا المعسكر، وموظفة في خدمة أهدافه ومشاريعه. ولهذا أقدمت تلك المعارضة على الانسحاب الهوليودي من المحادثات، كما وصفه السفير الجعفري رئيس الوفد العربي السوري إلى جنيف، عندما شعرت أن الرياح السورية تجري بما لا تشتهي سفنها الوهابية، وأنها فقدت القدرة على فرض مفهومها للانتقال، ومصادرة إرادة الشعب السوري وحقه في تقرير مستقبله.

من هنا كان انسحابها محاولة يائسة لإفشال جنيف، والحيلولة دون تحقيق الحل السياسي الوطني الذي يلبّي طموح السوريين، ويحافظ على دولتهم الوطنية، ونهجها الاستقلالي الحر، وموقعها الريادي في معسكر المقاومة.

لكنها، وكما يؤكد استمرار المحادثات دونها، لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، ولم تحصد سوى المزيد من الخيبة، ذلك أن التوافق الدولي على محاربة الخطر الإرهابي التكفيري الذي بات يهدد الجميع، ويقضّ مضاجعهم في الشرق والغرب، لم يعد يستطيع تحمّل مثل هذه المراهقة السياسية في سلوك معارضة الرياض، حتى وإن حاولت الولايات المتحدة، على طريقتها الدبلوماسية الخبيثة أن تتفهمها!، فهذا هو المغزى الوحيد لاستمرار المحادثات، كما أكده السفير الجعفري أيضاً نقلاً عن رمزي رمزي نائب دي ميستورا، ثم إن البديل الذي ذهبت إليه تلك المعارضة، وهو التصعيد العسكري، والعودة إلى لغة البارود، ليس بديلاً قادراً على تحقيق ما لم تستطع تحقيقه في جنيف، فحقائق الميدان تؤكد بما لا يقبل الشك أن الجيش العربي السوري جاهز، بمساعدة حلفائه، للمواجهة العسكرية، وقادر على حسمها لمصلحته، وأن رهان المعارضة المحكومة بأوهام الغطرسة والتطرف على تغيير معادلات الميدان، رهان خاسر، ولا يقل مراهقة ورعونة، في الحساب السياسي والاستراتيجي، عن قرار الانسحاب من المحادثات.

إنها آخر الأوراق المحروقة التي تحاول مملكة الاستبداد والفساد وحليفها التركي، ومن ورائهما الامبريالية والصهيونية، الضغط الهوليودي بها للتأثير على الخصم، والحصول على ما يمكن الحصول عليه من مكاسب سياسية تُنقذ ما تبقى من ماء وجوه الذين راهنوا، بكل رأسمالهم السياسي على إسقاط الدولة السورية، وبذلوا، طوال خمسة أعوام من حربهم الإرهابية القذرة عليها، كل ما يملكون من جهود، وإمكانيات سياسية وعسكرية وإعلامية في سبيل ذلك دون جدوى.

لكن الأوراق المحروقة لا تستطيع أن تحقق شيئاً مهما كان إخراجها الهوليودي برّاقاً، ومهما حاول إعلام البترودولار تلميعها، لتبدو للوهلة الأولى فاعلة وقادرة على التأثير السياسي، لأنها، بكل بساطة، أوراق محروقة، ولا تلبث حقيقتها هذه أن تطفو كما الزيت على سطح الماء.

بقلم: محمد كنايسي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency