أمسية شعرية للشاعر والإعلامي توفيق أحمد في ثقافي جرمانا

دمشق-سانا

أحيا الشاعر والإعلامي توفيق أحمد أمسية شعرية في المركز الثقافي العربي بجرمانا ألقى فيها مجموعة من قصائده الغزلية والاجتماعية التي كتبت بأسلوب الشطرين والتفعيلة والنثر وتطرق فيها للوطن وللحب مستخدما صورا مختلفة.6

وفي بعض قصائده انتقد الشاعر العابثين الذين يحاولون التخريب بوطنهم بأسلوب رمزي استعار دلالاته من الحياة الاجتماعية ومن التداعيات التي نعيشها معتمدا على التوزان الموضوعي في سرده الشعري الذي دفعت به العاطفة إلى الاقتراب من المتلقي يقول في قصيدة مرآة الخيبة..ما زال رصيفك يبحث عن خطوات .. لا يعرف آخرها أولها .. تحملك الكرة الوهمية .. فترى نفسك في مرآة تجهلها .. أصحيح رمدان هو الرمدان..لا توهم نفسك أنك جميل.

كما قدم مجموعة من قصائده الغزلية عبر أساليب مختلفة تميزت بالرقة والاقتراب من الواقع والبساطة والعفوية محاولا أن يقدم حالات عاطفية موجودة في أغلب الشرائح الاجتماعية معتمدا على أسلوب بنيوي يرتكز على مقومات الشعر كما جاء في قصيدة لو تعرفين حيث يقول..
ماذا تركت لعاشق تعب
غير احتمال التيه واللهب
قلبي شروط العشق يعرفها
فمتى إذا شوقي يغرر بي
أنا لا أقول استوطني جسدي
إن شئت فابتعدي لتقتربي.

وفي قراءته النقدية قال الدكتور الناقد غسان غنيم أن الشاعر توفيق أحمد يمتلك ناصية الكتابة الشعرية بأنماط القصيدة المتنوعة إلا أنه يتفوق في قصيدة الشطرين التي تلح عليه في مجمل مراحل تطوره الشعري مع تطور ملحوظ بلغته الشعرية المستعملة في هذا النمط من الشعر.7

أما قصيدة التفعيلة لدى الشاعر بحسب غنيم فهي حاضرة في تواصلها مع الذات الفردية للشاعر والذات الإنسانية في توقها الدائم نحو النقاء والطهر كما أنها لا تبرأ من أثر لقصيدة الشطرين في اللغة الشعرية والأوزان ولكنها تتميز بلغة أكثر حداثة من حيث اللجوء إلى تركيبات لغوية تتوسل الانحيازات والإضافات الجريئة كقوله “أعيريني رمادك كي أشكل وردة التكوين”.

وحول قصيدة النثر أوضح غنيم أن الشاعر يقاربها في عدة قصائد تتفاوت بين وجع البداية وارتفاع اللغة الشعرية كما في قصيدة “في البال سوسنة” حيث تمرس الشاعر في هذا النمط أيضا إضافة إلى جماليات متعددة في قصائده تمتد بين الصورة المبتكرة إلى الرمز واستخدام الأساطير والتشكيلات اللغوية التي تعتد الانزياح والتناص الذي يحضر بقوة في شعره.

وعن رأيه بالأمسية قال الشاعر صقر عليشي إن توفيق أحمد شاعر له تجربة جميلة لأنه يكتب السهل الممتنع الذي يتمتع بالقدرة على الدخول إلى القلب فأجاد بالغزل وأبدع بكل أشكاله وألوانه كما أجاد بالقصائد الوطنية التي نحتاجها في محافل الشعر والأدب.

وبين الشاعر الدكتور راتب سكر أن قصيدة الشاعر توفيق أحمد تبشر بقوة القصيدة العربية وبعودتها إلى دورها وإن كان هذا النمط الشعري قليلا جدا في زمننا هذا.

وأوضح الناقد أحمد هلال أن النماذج الشعرية التي قدمها الأحمد وصلت إلى المتلقي بشكل معرفي ولامست وجدانه وروحه فهي تتمتع بجماليات تمكنت من عكس الواقع الاجتماعي والإنساني والعاطفي.

وأشارت الأديبة نبوغ أسعد إلى اعتماد توفيق أحمد على انتقاء الألفاظ الشفافة واحترام ذائقة المتلقي لتبقى مادته عبر الأزمنة تخص أغلب المناحي الإنسانية والاجتماعية متمسكا بثوابته الشعرية وأصالته العريقة التي تجلت في احترامه للتاريخ ولإصالة الشعر العربي.

وقال رئيس المركز الثقافي باسل حناوي إن الشاعر أحمد ترك في مركزنا الثقافي أثرا جديدا لنمط شعري يجب أن يكون لأن الشعر الحقيقي يمتلك القدرة على التواصل الشفاف والمؤثر مع الشرائح الاجتماعية ويؤدي مفعولا إيجابيا للمحافظة على الشعر ورونقه.

وختم الشاعر الدكتور نزار بريك الهنيدي بالقول إن ما قدمه الشاعر أحمد جعلنا نتواصل معه دون ملل فالشاعر الذي يمتلك ثقافة وحضارة ويطرحهما في منظومته الشعرية تظل علاقته وطيدة بالمثقف والجمهور وبواجبه الإنساني والاجتماعي والوطني.

محمد الخضر