التشكيلى محمود حسن يدخل عالم المرأة بمعرضه خطوط أنثوية

اللاذقية-سانا

يقدم التشكيلي محمود حسن في معرضه الفردي الأول “خطوط أنثوية” المقام حاليا في صالة (هيشون أرت كافيه) في اللاذقية تقنية فنية جديدة تعتمد الألوان الزيتية وأسلوبا واقعيا تعبيريا غير التي اعتاد تقديمها في أعماله السابقة عبر قلم الرصاص أو اللون الواحد.

ويدخل التشكيلي حسن عالم المرأة عبر لوحاته التي اعتمدت البورتريه العاري للأنثى بأسلوب لم يخل من تمازج الضوء مع اللون مع إحاطة التكوين بخطوط لونية تفاوتت بدرجة حرارتها وضوئها لتقدم مشهدية حالمة ومليئة بالزخم الشعورى مما جعل سطح اللوحة مفعم بالهارموني اللون.

IMG_61718249258182تنوعت أحجام اللوحات الأربع والعشرين بين الصغير والمتوسط واقتربت أسلوبيتها من بوسترات الإعلان متأثرة بعمل صانعها كمصمم غرافيكي إعلاني ما أعطاها سمة مميزة وأخرجها من التصنيف الأكاديمي ومن الانتماء لمدرسة فنية محددة.

يقول التشكيلي حسن في حديث لـ سانا.. أردت عبر لوحات هذا المعرض تقديم رؤية داخلية لعالم المرأة المليء بالمفاجآت فكانت نتيجة العمل أشبه برحلة داخل عالم الأنثى ومنه إلى العالم الخارجي في محاولة لرصد النظرة تجاه مختلف القضايا والمشاعر الانسانية الأنثوية وكأني “قمت بقلب هذا العالم من الداخل إلى الخارج كما تقلب الثياب فظهر كل ذلك الجمال والفوضى.

ويضيف.. الخطوط الملونة التي يمتلئ بها سطح اللوحة هي الأوعية الدموية والأعصاب للعالم الأنثوي وهي التي ترسم ذلك العالم وتعطيه سماته وتربطه بالخارج مبينا أن المرأة بالنسبة له هي الحبيبة والأم والأخت والإبنة والوطن وهي رمز الجمال وكل ما يمت للمشاعر الانسانية بصلة فهي “باختصار كل شيء في الحياة”.

ويرجع خريج معهد الفنون التشكيلية عام 1996سبب تأخره في تقديم معرضه الفردي الأول بعد سنين من العمل الفني المتواصل إلى تقصيره الشخصي تجاه هذه الخطوة نتيجة ظروفه الخاصة معتبرا أن الظروف الصعبة التي تمر بها سورية حاليا حرضت لديه حس العمل فهذه الأزمة تستدعي أن يثبت الجميع قدرتهم على الحياة والاستمرار لذلك قرر إقامة المعرض في هذا الوقت.

ولم يتوقف التشكيلي حسن عن العمل أثناء الازمة فكل لوحات معرضه هي من آخر نتاجه الفني في هذا العام كما استمر في عمله كمونتير سينمائي وكمصمم غرافيك رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها سورية ويضيف.. إن وجودي في مدينة اللاذقية ساعدني على الاستمرار في العمل وزيادة الإصرار على الحياة وتحدي أعداء الفن والجمال والحياة الذين دمروا عدة مدن في هذا الوطن.

ويرى ابن مدينة اللاذقية أن مستقبل الحركة التشكيلية السورية سيكون مزدهرا بالرغم من كل الظروف الصعبة فالتشكيلى السورى له مكانته المرموقة على مستوى الوطن العربى والعالم الذي سيعيد للفن التشكيلى السوري ألقه وهويته الخاصة التي حققت الكثير من النجاحات فى الماضى واليوم وستحقق المزيد منها في المستقبل.

ويقول حسن: أنا متفائل بمستقبل الفن التشكيلي السوري لأنه أثبت دائما قدرته على مضاهاة التجارب الفنية العالمية وتقديم الجديد والمميز والخاص الذي يعبر عن حضارة هذا البلد و إبداع أهله.

IMG_61889375061499وعن العائد المادي من العمل الفني يوضح حسن أن الفترة الأخيرة قبل الأزمة شهدت انتعاشا في أسعار الأعمال الفنية وكان اجتهاد الفنان في عمله وتقديمه لأعمال ذات خصوصية فنية هو المعيار في تسعير هذه الأعمال مما حقق عائدا ماديا جيدا للفنانين بشكل عام وحفز الجميع على العمل والاستمرارية مبينا أن تقصيره في إقامة معرض فردي أثر على معرفة الناس باعماله مما انعكس على أسعار لوحاته فلم تحقق المستوى المناسب لها مقارنة باعمال فنانين آخرين واصفا أسعارها الآن بالمقبولة.

ويضيف: “إن العلاقات الشخصية والتعاون بين الفنان التشكيلي وصالات العرض الخاصة داخل سورية وخارجها هى التى تتحكم بأسعار أعماله حسب منطق السوق الفنية المعتمدة على العرض والطلب”.

ويختم التشكيلي حسن بتمنيه أن تنال تجربته الفنية الجديدة رضا واستحسان الجمهور لافتا إلى أنه سيعمل في الفترة القادمة على تطوير هذه التجربة لتصل إلى درجة النضوج الكامل ليستطيع من خلالها تقديم أفكاره عن عالم المرأة والقضايا المتعلقة به بأسلوب يشبهه ويعجب المشاهد.

الفنان محمود حسن من مواليد اللاذقية عام 1971 درس الفن دراسة خاصة وتخرج من معهد الفنون التشكيلية عام 1996 وشارك في العديد من المعارض الجماعية ويعمل فى المونتاج السينمائى والتصميم الغرافيكي إلى جانب عمله الفني.