الصرع… أكثر الاضطرابات العصبية شيوعا ولا علاج شافي

حماة-سانا

يصنف الصرع بالاضطراب العصبي الرابع الأكثر شيوعا ويصيب 65 مليون شخص حول العالم حسب مؤسسة الصرع الأمريكية التي تشير إلى أن ست حالات من أصل عشرة تكون مجهولة السبب.

والصرع حسب اختصاصي الأمراض العصبية الدكتور وردان تامر مرض عصبي يتسم بنوبات من فقدان الوعي ترافقها اختلاجات معممة وتستمر النوبة فترة قصيرة من الزمن ثم تزول وقد يكون الفاصل بين نوبة وأخرى بضعة أشهر في الحالات الخفيفة وقد تحدث بضع مرات في اليوم الواحد في الحالات الشديدة.

وتظهر دراسات طبية وجود علاقة أكيدة للوراثة بمرض الصرع وقد تكون سبب كل حالة لا يكتشف فيها إصابة عضوية في الدماغ ويوضح الدكتور تامر أن بعض الأسباب غير الوراثية للمرض ومنها التشوهات الخلقية في الجملة العصبية المركزية وبعض أمراض الدماغ كالخراج الدماغي والأورام والالتهابات وكسور الجمجمة.

ويشير الاختصاصي إلى أمراض عامة قد تسبب الصرع منها التسمم بالكحول أو بغاز الفحم والحميات الحادة ومضاعفات تصلب الشرايين وأخذ بعض الأدوية بمقادير كبيرة.

ويسبق حدوث نوبة الصرع كما يبين الدكتور تامر حالة منبئة تنبه المريض بقرب النوبة تسمى النسمة وتتجلى مظاهرها بأشكال عديدة من الاضطرابات الحسية كأن يشم المريض رائحة خاصة أو يسمع أصواتاً غريبة أو يرى أشكالاً معينة أو يشعر بطعم غريب في فمه وتكون أحياناً على شكل حس مزعج في إحدى مناطق البدن.

وعن أشكال الصرع يلفت الاختصاصي إلى ثلاثة أنواع الكبير والدائم والصغير حيث النوع الأول بفقدان الوعي فجأة يرافقه فقدان حركة حيث يسقط المريض بشكل تشنجي ويظهر الزبد على فمه وقد يعض لسانه ويتبول أو يتغوط وتستمر هذه المرحلة نحو دقيقة واحدة ثم تبدأ فترة الهدوء فيصبح التنفس عميقاً ويعود الوعي تدريجياً وتنتهي النوبـة وعندما يصحو المريض يكون في حالة ذهول ولا يتذكر شيئاً مما جرى لكنه يشعر بصداع شديد يدفعه للنوم العميق ليستيقظ بعدها طبيعياً.

أما الصرع الدائم فتتعاقب فيه النوبات بصورة مستمرة دون فواصل ويبقى المريض فاقداً لوعيه بشكل دائم مع حدوث نوبات اختلاجية من حين لآخر ولهذا فإن المريض قد يموت نتيجة الجهد العضلي العصبي الدماغي ويترافق مع ارتفاع شديد في الحرارة ويرى الدكتور تامر أن هذا الشكل من الصرع شديد الخطورة ويستوجب معالجة سريعة.

ويذكر الدكتور تامر أن الصرع الصغير يتسم باضطراب بسيط في الوعي لا يتجاوز عدة ثوان يعود بعدها المريض طبيعياً.

وللأسف لا علاج شافي للصرع حسب الاختصاصي لكن مرضى الصرع قد يكونوا لسنوات عديدة في مأمن عن حدوث النوبة في حال استمروا في تناول الدواء أما إذا انقطعوا عنه أصبحوا مهددين بحدوثها في أي وقت كان.

ويشرح الدكتور تامر أن العلاج يبدأ بمعرفة السبب رغم أن اكتشافه ليس بالأمر السهل مبينا أن الأدوية المفيدة كثيرة ولكل منها استطباباتها الخاصة حسب الأشكال السريرية المختلفة للمرض.

ويوصي الاختصاصي مرضى الصرع بتغيير مهنتهم في حال شكلت خطرا على حياتهم عند حدوث النوبة كقيادة السيارات أو الوقوف على المرتفعات عند مزاولة أعمال البناء أو الأعمال الهندسية.

وعند حدوث النوبة يقول الدكتور تامر أنه “لا حاجة لدخول المشفى إلا في الحالات الخطرة كما في الصرع الدائم أو في حال تكرار النوبات بفترات متقاربة يتعذر معها إسعاف المريض في كل مرة وعند ذلك يكون المريض بحاجة إلى عناية تمريضية خاصة”.

ويلفت الاختصاصي إلى أهمية التعامل الصحيح مع المريض المصاب عند حدوث النوبة حيث يمكن رعاية المرضى المصابين في المنزل مبينا أن إسعافه أثناء النوبة لا يتطلب أكثر من إبقاءه في مكانه على الوضع نفسه إلى أن تنتهي النوبة تلقائياً ووضع قطعة قماش بين الفكين للمحافظة على اللسان من العض الشديد ومحاولة منع حدوث الاختناق بمفرزات الفم والبلعوم والمحافظة على سلامته كي لا يتعرض للاصطدام بشيء يوءذيه أثناء النوبة.

ويشدد الاختصاصي على ضرورة تقديم معلومات كافية للطبيب عن النوبة تشمل وقت حدوثها ومدتها والمكان الذي حدثت فيه ونوع الاختلاجات وشدتها وذلك من أجل تحديد العلاج المناسب للمريض.

تقرير سالم الحسين

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency