البراغماتية الأميركية بأبشع صورها..!  بقلم:  أحمد ضوا

ينطبق الـمَثل القائل «كلام الليل يمحوه النهار» وعكسه على مواقف إدارة أوباما من الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية بقيادة الولايات المتحدة.

فما يقوله وزير الخارجية الأميركي في مكان ما ينبري مسؤول أميركي آخر لينقضه أو يتحدث بشكل معاكس عنه تماماً، الأمر الذي ميز معالجة إدارة أوباما للعديد من الملفات الدولية وفي مقدمتها الوضع في سورية والعراق.‏

فمن جهة يتحدث كيري عقب لقائه في جنيف مع نظيره الروسي سيرغي لافروق عن محادثات روسية أميركية بناءة، وتعاون لحل الأزمة في سورية وقرب فصل ما تسميها بلاده «معارضة مسلحة معتدلة» عن التنظيمات الإرهابية، في هذا الوقت يظهر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ليقول كلاماً مناقضاً لكيري ومفاده أن بلاده ترفض التعاون مع روسيا لحل الأزمة في سورية متذرعاً بدعم موسكو للجيش العربي السوري القوة الضاربة للإرهاب في سورية.‏

وهنا السؤال إذا لم تدعم موسكو الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب فمن تدعم؟ هل تدعم «المعارضة المعتدلة» التي تقاتل جنباً إلى جنب مع التنظيمات الإرهابية «داعش والنصرة» وغيرها أم تدعم التشكيلات السياسية العملية في أنقرة والرياض وقطر والتي تطعن شعبها ووطنها في الظهر منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية، وآخر طعنة لها كانت تهليلها للعدوان التركي السافر على الأراضي السورية في منطقة جرابلس.‏

مع الأسف في كل تعاط لها مع أي أزمة تُنصِّب الولايات المتحدة نفسها قاضياً على الجميع مع أنها في أغلب الأحيان تكون الـمُدان الأول، وهذا ينطبق على دعوة ارنست لروسيا والحكومة السورية بأن يعبّرا عن نوايا واضحة تثبتها الأفعال في إطار الهدنة التي وُقِّعت قبل أشهر، وفي حقيقة الأمر إن واشنطن هي التي لم تلتزم بموجبات اتفاق الهدنة وخاصة لجهة فصل «معارضتها المعتدلة» عن التنظيمات الإرهابية.‏

في تفاصيل المفاوضات الأميركية الروسية لحل الأزمة في سورية الكثير من المعطيات التي تؤكد مماطلة إدارة أوباما في ايجاد حل سياسي للأزمة، ويضاف إليها كل تصريحات المسؤولين التي تنسف ما تعهّد به كيري لنظيره الروسي، الأمر الذي بات يشكل حالة محددة المعالم للأهداف لهذه السياسة الأميركية المراوغة.‏

إن أي لقاء أميركي روسي بشأن أي أزمة أو حرب في العالم وخاصة فيما تتعرض له سورية لا يعني بالضرورة نتائج فورية، وسيناريو لقاءات كيري ولافروف طوال العامين الماضيين بقيت نتائجها معلقة على محاولة الولايات المتحدة تحقيق أهدافها من الحرب على سورية بالطرق السياسية بعد فشل أدواتها الإرهابية، ولذلك نرى البراغماتية الأميركية بأبشع صورها مع لاعبين اعتادوا البوح بتصريحات متناقضة وتحتمل التأويل فيما يتعلق بايجاد حل سياسي للأزمة في سورية بقيادة سورية.‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني