S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حماة- سانا
تعاني غابات الصنوبر والسنديان في محافظة حماة وريفها من نزيف مستمر خلال السنوات الماضية نتيجة القطع الجائر والممنهج الذي تتعرض له إضافة للحرائق التي أدت إلى فقدان مساحات واسعة منها.
وبات ما يعرف بالسوق السوداء للحطب فرصة أمام تجار الأزمة وضعاف النفوس لتضخيم أرباحهم عن طريق الاحتطاب الجائر وتوظيف آليات وشبكات في إتمام أعمالهم وفي هذا السياق يقول “محمد سليمان العلي” من أهالي قرية “دير الصليب”..”إن ما يحدث اليوم لغابات مصياف من تدمير عشوائي تقوم به شبكات متخصصة يدمي القلب ويجعلك تشعر بأن هناك من يتقصد مسح الغابات من الخارطة البيئية مستفيدين من الظروف التي تعيشها سورية خلال السنوات الماضية”، لافتا إلى أن “المساحات الخضراء كانت تغطي الجبال على مدى عشرات الكيلومترات أما اليوم أصبحت ترى صخوراً بيضاء وجبالا جرداء عوضاً عن تلك المساحات وهو دليل على عمليات التحطيب المنظمة والممنهجة التي تجري مؤخرا”.
وقال العلي..”بالقرب من قريتي كانت تتواجد غابتان هما “عقبة جرادة” و”قبر الشوباصي” ذات الصنوبريات المعمرة واللتان تقعان على طريق مصياف حماة واليوم لن ترى شجرة واحدة منهما فقد تمت إزالتهما من الوجود على مرأى ومسمع من الجميع”.
وأكد خالد الأحمد من أهالي “طيبة الإمام” أنه يوجد في محافظة حماة ما يعرف “بالبورصة السوداء للحطب” والتي يتحكم فيها مجموعة كبيرة من تجار الأزمات وضعاف النفوس وقد وصل سعر الطن الواحد من الحطب إلى ما يزيد عن خمسين ألف ليرة سورية في هذه الأيام وهذا السعر يربطه غالباً تجار السوق بالحرائق وبقلة توزيع وقود التدفئة ما سبب طلباً كبيراً على سوق الحطب وبالتالي رفع أسعارها”.
بدوره يقول المواطن يوسف سليمان إن “تقصير مديرية زراعة حماة وهيئة تطوير الغاب في حماية أهم المناطق الحراجية أسفر عن نشوب أكبر حريقين شهدتهما المحافظة منذ عشرات العقود والمفتعلين من قبل تجار الحطب بغية سرقة الأخشاب فقد دمر الحريق الأول “محمية البستان الطبيعية” في مصياف والتي تبلغ مساحتها المعلنة 400 هكتار بشكل كامل وهي تعتبر من أكبر المحميات الطبيعية في سورية كما دمر الحريق الذي كان أعنف وأشد قسوة سلسلة الغابات التابعة لقرى “عناب وساقية نجم ومرداش ونبع الطيب” وغيرها من القرى في الغاب التي طالت أكثر من 1000 هكتار.
من ناحيته قال أحد سكان منطقة سلمية “محمد الحسن” إن “منطقته تضم مواقع حراجية ذات أهمية كبيرة على الخارطة البيئية وقد أنفقت الحكومة الكثير من الأموال في سبيل حمايتها من التصحر لا سيما جبل عين الزرقاء على مدخل السلمية الغربي وبدلاً من حمايتها من التصحر نرى مجموعات متخصصة تدخل إلى تلك الغابات وتقوم بقص وقطع جائر لأشجارها مستغلين الظروف الأمنية وعلى مرأى من الخفراء الحراجيين في تلك المناطق والذين بدورهم أصلاً متقاعسين في الالتزام بدوامهم وفي أداء مهامهم الموكلة إليهم”.
وأشار الحسن إلى أن “جل الحطب المنهوب من المواقع الحراجية في السلمية بات يباع اليوم أخضراً من شدة الطلب عليه وبالكيلو الغرام بدلاً من الطن نظراً لندرته وبأسعار مرتفعة جداً”.
وفي تعليق الهيئة العامة لتطوير الغاب لفت مدير الموارد الطبيعية “أمير عيسى” إلى أن “مساحة الغابات الطبيعية في مجال عمل الهيئة تبلغ 37 ألف و164 هكتاراً من الغابات الطبيعية إضافة إلى ألفي هكتار هي عبارة عن غابات صناعية”، مشيراً إلى أنه تم خلال الشهر الماضي “تنظيم9 ضبوط حرائق بحق أناس ثبت قيامهم بافتعال حرائق في الغابات الطبيعية وتجري ملاحقتهم قانونياً وقضائياً وهم معروفون لدى الأهالي من الذين يقومون بتجارة الحطب في المنطقة”.
وبين عيسى أن من أهم الإجراءات التي اتخذتها الهيئة في سبيل حماية الموارد الطبيعية في منطقة الغاب “إدخال بند قانوني في الدعاوي الحراجية بالحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة للمنظم ضدهم دعاوي بتهم التجارة الغير المشروعة في الحطب”، وهذا البند يشكل “رادعاً قوياً لمن تسول له نفسه التجارة الغير مشروعة بالتحطيب”، إضافة إلى قيام الهيئة العامة لتطوير الغاب “بتعيين 150 عاملاً موسمياً لمدة شهرين يجري التجديد لهم وهم متواجدون بشكل يومي في الغابات لمراقبتها وحمايتها من اللصوص”، إضافة إلى أن الهيئة أعلنت عن رغبتها بتعيين 55 خفيراً حراجياً بموجب مسابقة لتقديم الدعم والإسناد للمواقع الحراجية التي تتعرض للحرائق والقطع في سبيل حمايتها.
وفيما يتعلق بمديرية زراعة حماة المعني الآخر في المحافظة لحماية الغابات والبيئة الطبيعية تحفظت عن الإدلاء بأي تصريح رغم المحاولات المتكررة لإضافة شرح وتوضيح من قبل المعنيين في المديرية حول الإجراءات التي اتخذتها هذا العام في سبيل الحد من أساليب القطع الجائر والتحطيب والتدمير للبيئة الطبيعية في المحافظة.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
