ينبغي إجبار إسرائيل على دفع ثمن جريمتها في غزة-الوطن العمانية

العدوان الإرهابي الإسرائيلي المزدوج على طاولة التفاوض بالقاهرة بالإصرار على رفض ورقة الحقوق الفلسطينية، وعلى قطاع غزة بمواصلة استهداف الأطفال والنساء والمسنين، يؤكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يذهب بعدوانه بعيدا، ليس فقط لإعادة الأوضاع إلى المربع الأول حين رأى أن هوامش المناورة والمراوغة ضيقة وأصبح محشورا في زاوية وجوب التسليم بالحقوق الفلسطينية، وإنما محاولة فرض معادلات جديدة لا وجود فيها للشعب الفلسطيني ولا لمقاومته مستندا في ذلك إلى حالة التأييد الأعمى وحالة الدعم غير المسبوق لإرهابه من قبل داعميه الاستراتيجيين.

وفي الوقت الذي لا يعير فيه المحتل الإسرائيلي أدنى اعتبار لا للدور المصري ولا للإنسانية وحياة البشر، يرفع سرعة طاحونة إيجاد الذرائع والمبررات التي تصلح كعوامل تعطيل للمفاوضات ووضعها في سيناريوهات مفترضة تصلح للتستر خلفها لاقتناص مكاسب إضافية لصالحه أو على الأقل لمزيد من الابتزاز السياسي، سواء من الجانب الفلسطيني أو الجانب الدولي على حد سواء.

وتنشط حكومة الاحتلال الإسرائيلي هذه الأيام لخدمة هذا الغرض وذلك بالتفتيش عن أسباب ومبررات كفيلة بإفشال المفاوضات التي ترعاها مصر، من زاوية تحويل مسار التفاوض لصالحها وقطع كل ما يمكن أن يعد مكسبا للمقاومة الفلسطينية، ولذلك تحاول تدوير المفاوضات بين رفض لحق فلسطيني هنا، وتجزئة حق آخر وإعطاء الانطباع بالقبول به، وبين إضافة شروط تعجيزية .. وإمعانا في التضليل الإسرائيلي للوصول إلى هذا الغرض ولكي يبدو طبيعيّا منسجما مع التطورات .. تمارس هذه الحكومة لعبة تقاسم الأدوار فيما بين قياداتها كي يبدو الأمر طبيعيّا وغير مصطنع وقادرا على إيجاد البلبلة وخدمة الأهداف الإسرائيلية.

وفي دوامة الجدل المصطنع المحتدم بين قيادات حكومة الاحتلال .. يدعو المتطرف أفيجدور ليبرمان وزير خارجية الحكومة إلى مواصلة العدوان الإرهابي وإعادة احتلال قطاع غزة وتحطيم المقاومة الفلسطينية التي يحاول المحتلون كعادتهم اختزالها في حركة حماس، في الوقت الذي يحاول وزراء آخرون تحميل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو مسؤولية الفشل وإخفائه عنهم ما يدور في كواليس المفاوضات. وطبعا هذا الشكل المصطنع من الاختلافات في المواقف بين مسؤولي كيان الاحتلال الإسرائيلي مقصود لذاته لتمييع المفاوضات وإفراغ الورقة الفلسطينية من مضمونها، ولمحاولة سد أي مدخل يمكن أن يعطي المقاومة الفلسطينية شعورا بالانتصار. إلا أن حكومة الحرب الإسرائيلية وأمام ما ينتظر نتنياهو وموشيه يعالون (وزير الحرب) من جردة حساب ومحاسبة على الإخفاقات المتوالية، وأمام ما ستخلص إليه لجنة التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، لم تجد سوى الأطفال والنساء والعجزة للهروب والانتقام. فمثل هذه الأساليب الخطرة والقذرة تفضي إلى عكس ما خطط له كيان الاحتلال الإسرائيلي، إذ من شأنها أن تقوي الموقف الفلسطيني وتعزز تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في الحصول على حلول عادلة وشفافة، وتعجل بانتفاضة الضفة الغربية، ولذلك يقع على عاتق المؤيدين والداعمين لجرائم الحرب الإسرائيلية مسؤولية الدماء المسفوكة والأرواح المزهقة والدمار الذي حل بالقطاع، والعودة عن سياسة التأييد والدعم العمياء، وسياسة النفاق، وإجراء مراجعة حقيقية وصادقة وشفافة حيال ذلك بتصحيح مسار المواقف والضغط على المحتل الإسرائيلي للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …