الخوف لدى الأطفال يتدرج بين الحالة الطبيعية والمشكلة الحقيقة

حمص-سانا

يظهر الأطفال مخاوف كثيرة تختلف مع تقدمهم بالعمر وتتنوع كالخوف من الظلام أو الغرباء والأصوات المرتفعة والمدرسة واختفاء الوالدين والموت وفي وقت يوءكد الخبراء أن الخوف حالة طبيعية وضرورية كونها تحمي الطفل من مخاطر كثيرة ويوصون الأهل في حال اشتدت وباتت توءثر على حياته ونشاطه ودراسته بطلب المساعدة من المختصين.

وتذكر اختصاصية الأطفال الدكتورة ولاء العلي أنه إذا كان خوف الطفل لا يعيقه عن أداء نشاطاته اليومية أو يسبب له إجهادا نفسيا كبيرا فلا داعي للقلق لكونه حالة طبيعية تختفي عندما يكبر أما إذا كان خوفه يعيقه عن أداء نشاطاته الاجتماعية أو يؤثر في أدائه المدرسي أو نومه عندها يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب مختص.
ويخاف الطفل في المرحلة العمرية الممتدة من الولادة وحتى عمر سنتين وفقا للدكتورة العلي من سماع الأصوات العالية أو من الغرباء أو من الانفصال عن الوالدين أو من الأجسام الكبيرة أما من عمر ثلاث إلى ست سنوات فيظهر الطفل خوفا من أشياء مثل الأشباح والوحوش والظلام والنوم وحيدا ومن سماع أصوات غريبة خيالية.

ويتحول خوف الطفل من عمر سبع سنوات إلى ست عشرة سنة كما تذكر الاختصاصية إلى الخوف من الأشياء الواقعية مثل الخوف من الإصابة بمرض أو التعب أو الأداء المدرسي أو الموت أو الكوارث الطبيعية او الذهاب إلى المدرسة.

وتبين الدكتورة العلي أن قلق الانفصال عن أحد الوالدين أي صعوبة ترك الأم والأب قد يكون عاملا رئيسيا في رفض الطفل الذي يتراوح عمره بين خمس وسبع سنوات الذهاب إلى المدرسة لكن ليس بالضرورة أن ينطبق هذا العامل على الأطفال الأكبر سنا الذين يرفضون الذهاب لأسباب قد تكون تعرضهم للمعاملة القاسية في المدرسة أو وجود معلمين غير لطيفين لها وغيرها من العوائق الشخصية أو المرتبطة بالمحيط.

وغالبا ما يظهر الأطفال الخوف كما توضح الاختصاصية عند تعرضهم لخبرات أو تجارب لا يستطيعون فهمها فتبدو وكأنها تهددهم مبينة أنه من الطبيعي ألا يخاف الطفل من أمر يخيف أخاه أو أخته.

وتشير الدكتورة العلي إلى وجود أسباب كثيرة لخوف الطفل كمروره بتجربة سيئة مباشرة مع أمر معين أو الخوف كردة فعل لخوف طفل أو شخص آخر أو نتيجة عدم احترامه لذاته وانعدام ثقته بنفسه إضافة لأسباب أخرى منها التوتر الأسري والمشاكل العائلية الدائمة.

وتوصي الاختصاصية الاهل بتشجيع جهود طفلهم لزيادة ثقته بنفسه وتجنب المشاكل الأسرية أمامه ومحاولة تفهم مخاوفه ومساعدته على تجاوزها مشيرة إلى إمكانية إنقاص مستوى التحسس لديه من خلال التعرض للمواقف التي تثير مخاوفه.

وترى الدكتورة العلي أن مخاوف الطفل غالبا ما تزول دون الحاجة للعلاج محذرة من استعمال الأطفال الخوف كطريقة للفت الانتباه فيستخدمون جملة “أنا خائف” ليتجاوب الوالدان معهم بتعاطف شديد معتبرة أنه في حال تصرف الطفل بهذه الطريقة فقد يشير ذلك إلى معاناته من المشاكل الأسرية.

وشددت الدكتور العلي أن الطفل لا يتجاوز مخاوفه إذا تعرض لعقوبة ولن تتحسن حالته في السيطرة على مخاوفه لكن يستجيب على وجه الخصوص بشكل أفضل إذا تمت مساعدته على زيادة مهاراته وكفاءته ثم تشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي تتضمن أمورا يخاف منها.

أما بالنسبة للأطفال الصغار فتقترح الاختصاصية أن يمارس الوالدان مع الطفل أنشطة عملية يخاف منها على شكل لعبة لأن معظم الأطفال يستجيبون بشكل أفضل عندما يلعبون أما في حالات الخوف الشديد فقد يستخدم المعالج طرق الاسترخاء ويعرض عليه مقاطع فيديو لجعله يواجه الموقف بشكل خيالي أي يساعده على تخيل مواجهة الموقف المخيف قبل تعريضه له في الواقع.

وتعتبر الاختصاصية أن نجاح الطفل في تجاوز مخاوفه يعتمد على مستوى خوف الطفل ودرجة القلق التي يعاني منها وتجاربه الماضية ومدى خياله مبينة أنه عندما تظهر إحدى المخاوف على الطفل يجب على الوالدين إعطاءه مزيدا من الوقت وألا يحاولا تجنب الأحداث والمواقف التي يمكن أن تثير هذه المخاوف لانه يصبح مستعدا بشكل أفضل للتعامل معها بعد مرور عدة أشهر.

وتدعو الاختصاصية الأهل لتجنب إلقاء المحاضرات على الطفل أو السخرية منه لتبديد مخاوفه أو إجباره على تجاهلها بل تقبل حقيقة مخاوفه و تقديم الدعم له عندما يكون خائفا واستخدام الكلمات المطمئنة له.

وتبين الدكتورة العلي أن بعض المخاوف جيدة حيث تدعو الطفل للحذر الصحي كابتعاده عن الغرباء أو ما يسبب له الأذى مشيرة إلى أن معظم مخاوف الطفل ستنتهي بمرور الوقت وسيتمكن من التغلب عليها ويحتاج من أجل ذلك لمهارات سلوكية تجعله يشعر أنه أكبر من خوفه.

وتحذر من تعريض الطفل لموقف مخيف بشكل مفاجىء لأن أسلوب الصدمة غالبا ما يوءدي إلى نتائج عكسية ويزيد خوف الطفل داعية لتعريضه لمواقف مخيفة بشكل تدريجي ليستطيع التغلب على مخاوفه.

صبا خيربك