فنانو اللاذقية التشكيليون يعكسون الأمل وتطلعهم لمستقبل أفضل في معرضهم السنوي

اللاذقية-سانا

عكست الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية وما خلفته من أوجاع والأمل بمستقبل أفضل وجودها على أغلب موضوعات فناني اللاذقية التشكيليين بمعرضهم السنوي رغم اختلاف أساليب العمل الفني من تكوين ونحت على الخشب والحجر والرخام وتصوير بالألوان الزيتية والباستيل والاكرليك.3

ففي صالة الباسل للمعارض بمدينة اللاذقية يعرض حاليا خمسون فنانا تشكيليا من أبناء المحافظة بعضا من أعمالهم معبرين فيها عن محبتهم لوطنهم وجيشهم وفنهم وتطلعهم لعودة الأمن والاستقرار لربوع سورية.

فمن الكانسون الأسود والباستيل الزيتي يخلق الفنان باسل سعود لونا وإضاءة جديدين يمنحان شيئا من الأمل والتفاؤءل معبرا في لوحة البورتريه لوجه امرأة افريقية عن حالة إنسانية ونظرة تأملية مستخدما اللون الاسود والوانا تدل على الحياة والسلام.

ولا تستطيع الغيوم الكثيفة إخفاء تكوينات الفنان محمد بعجانو كما يقول زملاؤه الفنانون المشاركون بالمعرض فتقف جداريته الخشبية التي جاءت بارتفاع مترين تقريبا “نبوخذ نصر”المنتظر القادم” في صدر القاعة كحارس على المعرض بينما يقول بعجانو عنها.. “إنها تمثل دعوة لنبوخذ نصر ليحرر حضارة السوريين من أعدائها كما فعلها في السابق.. فأعداء السوريين هم أنفسهم عبر التاريخ وإن تغيرت ملامحهم وجاؤوا على شكل إرهابيين في هذا الوقت”.

ويشارك بعجانو أيضا بلوحتين هما “أجنحة ونوارس على المركب” و”أوروبا والثور” مشيرا إلى أن “الأولى تحمل دلالة على الناس التي ركبت البحر وهاجرت وتركت موطنها حيث لا بد لها أن تعود كما النوارس إلى شواطئها” بينما يصور في الثانية الملكة السورية التي أخذت من اسمها القارة العجوز اسمها “أوروبا”.6

الفنان حسين صقور يضع أمام جمهور المعرض تصويرا عن حالة مستمدة من الأنثى يغلب عليها اللون الأرجواني وتقسمها الألوان إلى أجزاء لتحكي كل منها حالة مختلفة عن الأخرى برمزيتها ودلالتها ويشير إلى أنها تضع “اسقاطات على الواقع الحالي من خلال اللون والتكوين.. ورغم أن كل جزء من اللوحة كما يبدو مستقلا عن الآخر إلا أن العمل كامل ومنسجم.. بينما يعطيه اللون الأرجواني المعروف عند الأوغاريتيين صبغة حياتية وولادة جديدة وينقل في الوقت نفسه باللمسات اللونية شيئا من الإحساس الداخلي بالحزن والغضب”.

صقور يشبه عمله وحالته الفنية بإسطورة “طائر الفينيق” التي يستلهم منها السوريون إرادتهم بالصمود والحياة فيرى أن الفنان ينتقل في عمله من تجربة إلى أخرى ومن ولادة إلى أخرى ليستمر في عمله رغم كل الظروف.

وبمواد سريعة ودون تمييع تفرض اختيار اللون بسرعة وبطريقة مختلفة عن ألوان الزيت والاكرليك تبرز لوحة الفنان ماريو يوسف وتظهر معها كما يقول “بشكل رمزي وتعبيري لحظة التساؤل والغيرية لدى السوريين عما حل بوطنهم” موضحا أن لكل لون في لوحته قصة وحكاية فالأحمر القاني بلون الأرض السورية المضرجة بدماء أبنائها..”وبمقدار اتساع السهول والجبال والسماء هناك دماء حافظت على كل هذا التكوين.. هذه الأرض ستبقى أساس الوطن ودماء الشهداء ستصنع مستقبلها كما حافظت عليها في هذه الحرب”.

يجمع الفنانون المشاركون أن المعرض يشكل ملتقى لهم للاطلاع على التجارب الفنية الأخرى واحتكاك الجماهير بالأعمال الفنية فضلا عن كونه يثبت إصرارهم وتواجدهم وإسهامهم في مواجهة الإرهاب بالفن في إطار تفاعل حضاري وفني وثقافي من مختلف المستويات والأجيال المختلفة.2

ويسهم المعرض الذي يستمر حتى ال8 من الشهر الحالي بتنشيط الحركة الفنية التشكيلية في المحافظة ورفد الحركة الفنية السورية بفنانين وأعمال فنية متميزة حسب رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيلين باللاذقية الفنان فريد رسلان الذي يرى أن المعرض غني بالمستويات الفنية المشاركة ومتميز من الناحية الفنية وتنوع الأساليب التي اتبعها الفنانون لمعالجة الموضوعات التي طرحوها فبعضهم سبق لهم المشاركة في معارض مركزية لوزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين إلى جانب مشاركات بعضهم في معارض خارج سورية في عدد من البلدان العربية والأجنبية.

بسام الابراهيم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency