باحثون روس: ما يرتكبه الإرهابيون في سورية والمنطقة جرائم ضد البشرية

موسكو-سانا

أكد عضو المجلس الاجتماعي الروسي ديميتري سازونوف أن سياسة الضغوط والعقوبات الغربية حيال سورية وروسيا سياسة قصيرة النظر وستنعكس ضد تلك الدول التي تمارسها بالذات.

واشار سازونوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم الى وجود فرص رحبة حاليا لتطوير التعاون الى درجة كبيرة بين روسيا والبلدان الصديقة والحليفة ومن بينها سورية وتوريد بضائع هذه البلدان الصناعية وسلعها الغذائية إلى روسيا لافتا إلى أن روسيا الاتحادية تنتهج في المجالين الداخلي والخارجي سياسة علنية ليس فيها أي شيء من الأسرار وتمتلك الشركات الروسية إمكانية توقيع عقود مباشرة حول التعاون الاقتصادي والتجاري مع البلدان الأجنبية ومنها سورية.

وقال سازونوف “إن تلك العقوبات الاقتصادية التي تفرضها أمريكا وأوروبا الغربية ضد روسيا هي إجراءات عديمة الجدوى وسلاح ذو حدين يلحق الضرر بالبلدان الغربية ذاتها لأن مفعول هذه العقوبات يسري في غضون سنة وبإمكاننا أن نجد خلال هذه المدة شركاء جددا في التعاون الاقتصادي والتجاري يستطيعون سد حاجات السوق الروسية إلى مختلف المواد والسلع الاستهلاكية وسيكون من الصعب جداً على شركات البلدان التي فرضت عقوبات على روسيا العودة لشغل مواقعها السابقة في السوق الروسية”.

بدوره قال رئيس قسم القوقاز في معهد رابطة الدول المستقلة فلاديمير يفسسيف في مقابلة مماثلة “إن الحكومة السورية لا تقوم فقط بتنفيذ مهمة ضمان أمن المواطنين فحسب بل وتولي أيضا اهتماما كبيرا للتنمية الاقتصادية في البلاد وفرض سيطرتها على جميع الموارد الوطنية ومنشآت البنية التحتية ووضعها في خدمة الاقتصاد السوري”.2

وأوضح الباحث الروسي أن الحكومة الجديدة في سورية ستسهم بالدرجة الأولى في إعادة إعمار البلاد وتحسين مستوى المعيشة في مختلف المحافظات كي يتمكن المواطنون من أن يستخدموا بالحجم الكامل الطاقة الكهربائية وموارد المياه وغير ذلك من المواد الضرورية التي يحاول الإرهابيون حرمانهم منها.

ولفت إلى أن ذلك يقتضي وضع الآليات المناسبة للبدء بالتنمية الاقتصادية وقال “أعتقد أنه يمكن لروسيا أن تسهم بقسطها في هذا الأمر وتنفيذ مشاريع استثمارية واقتصادية كبيرة في أراضي سورية كي تعود للتطور كدولة مستقلة طبيعية بعد أن وجدت نفسها اليوم في وضع صعب جداً نتيجة لحصول إرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” على كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية بما في ذلك المدفعية والدروع وراجمات القنابل التي يستخدمونها حاليا على نطاق واسع ضد السكان المدنيين في سورية والعراق”.

كما قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فيتشسلاف افاناسيف “إن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية وفوز الرئيس بشار الأسد فيها يدل على أن الشعب يؤيد سياسة قيادته ويؤيد جيشه وأن تشكيل الحكومة الجديدة الآن يعتبر تأكيدا آخر على هذا الدعم لتلك السياسة التي تنتهجها القيادة لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية والمنطقة”.3

وأضاف افاناسيف “نحن في روسيا نأمل في أن تحفز الحكومة السورية الجديدة على مواصلة علاقات الصداقة والتعاون بين شعبينا في جميع المجالات بما في ذلك المجال الاقتصادي وخاصة في هذه الظروف التي تعاني فيها روسيا من سياسة العقوبات الغربية”.

من ناحيته قال القس أندريه تكاتشكوف راعي كنيسة تاتيانا في جامعة موسكو الحكومية “نعلم أن سورية هي مهد المسيحية وأن المسيحيين الأوائل انطلقوا من سورية لنشر المسيحية في العالم بأسره وأن ما يجري اليوم في سورية والشرق الأوسط ضد المسلمين والمسيحيين على أيدي الإرهابيين والمتطرفين جرائم ضد البشرية لا يمكن السكوت عنها ولذلك نرفع أصواتنا دفاعا عن الشعب في سورية والبلدان الأخرى التي تعاني من شر الإرهاب وهذا أقل ما يمكن أن نقوم به”.5

وأضاف “إن أسوأ السيناريوهات يجري تنفيذها في المنطقة في ظل التغاضي بل حتى التشجيع من جانب الولايات المتحدة والبلدان الغربية ولعبها بالنار وهذا ما يتنافى بالمطلق مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية” مؤكدا أن المسؤولية تقع على عاتق رعاة الإرهابيين ومموليهم ما يسمح لهم بالقيام بأعمال منكرة شبيهة بما يجري في أفلام خيالية من أجل تنفيذ مشاريع دولارات النفط وهذا هو جوهر السياسة الأمريكية وثمن الديمقراطية الأمريكية التي يتشدقون بها.4

بدوره قال مدير مركز حقوق الإنسان في المجمع الكنسي الروسي العالمي رومان سيلانتيف إنه “زار سورية قبل سنة ورأى بأم عينه الأحداث المأساوية هناك المرتبطة بأعمال الإرهابيين وازدياد جرائمهم حاليا التي يرتكبها تنظيم /داعش/ الإرهابي” مؤكدا ثقته وقناعته بأن النصر سيكون حليف الشعب السوري في حربه على الإرهاب.

وقال الباحث الروسي “إنه حتى بالمقاييس الأمريكية التي لا تعرف المبادئ والقيم والشرف فإن ما يجري في سورية هو من صنع الأمريكيين أنفسهم الذين جمعوا مع حلفائهم الإقليميين والدوليين إرهابيين من كل حدب وصوب وأرسلوهم للعمل ضد سورية” مؤكدا أن روسيا ستواصل دعمها لسورية حكومة وشعبا بهدف تحقيق الانتصار في هذه الحرب الإرهابية المجرمة وصيانة استقلال سورية وحريتها وسلامة أراضيها وإعادة إعمارها.

انظر ايضاً

خبراء روس يرصدون توهجاً شمسياً شديد القوة

موسكو-سانا رصد الخبراء الروس اليوم توهجاً شمسياً من أعلى مستوى، ومن أقوى التوهجات