التشكيلي نذير اسماعيل: أرسم آمال وآلام الناس التي تشبهني

دمشق-سانا

يعتبر التشكيلي نذير اسماعيل من أهم التشكيليين العرب الذين اعتمدوا البورتريه كموضوع يقوم عليه مشروع لوحتهم الفنية مقدما عبر رحلة طويلة مع الوجوه والألوان عدة تجارب في التقنيات والخامات.

ورغم تركيز اسماعيل على البورتريه إلا ان تجربته غنية جدا بقيم فنية متنوعة وأحاسيس إنسانية مختلفة ومتناقضة ما أعطاه تميزه وحضوره المختلف.

حول عمله الفني خلال الفترة الأخيرة يقول التشكيلي اسماعيل في حديث لـ سانا: إن الأزمة أثرت علي كغيري من الناس فمرت فترات طويلة لم أعمل بها ولكني لم أستطع الابتعاد عن اللوحة كونها عملي الذي احب فبدأت أعود اليها بالتدريج حتى عدت للعمل كالسابق.2

ويتابع: لا أعتقد أن الفنان بإمكانه أن يتوقف عن العمل ولكنه يتأثر بالظروف المحيطة به لكونه انسانا يتفاعل مع محيطه وهو أكثر حساسية من غيره مبينا أن الأزمة لم تؤثر بشكل مباشر على الفن التشكيلي فاللوحة ليست شكلا توضيحيا وليست كاريكاتور ولكنها انعكاس لاحساس ورؤية الفنان لما يعيشه.

وعن تأثر لوحته بالظروف التي نعيشها يوضح اسماعيل أن المشاهد هو من يحكم كيف أثرت الأزمة على عمله الفني فأنا لا يمكنني تفسير ما أرسم بالكلمات.

ويقول: إن الأزمة تسببت بتشظي كبير بين الفنانين التشكيليين من خلال مغادرة عدد منهم لخارج البلد ومنهم من حوصر في منطقته نتيجة الأحداث فيها فالأزمة شملت البلد والناس ككل ومن هنا تأثرت الحركة التشكيلية بتغير ظروف العمل والعرض.

ويتابع: الأزمة طرحت أسئلة هامة على الفنان التشكيلي مثل لمن يعمل الفنان ولمن يعرض لوحاته واين سيعرضها وهذه الأسئلة تعبر عن الظروف الصعبة التي نعيشها.

ويرسم التشكيلي اسماعيل الناس الذين يشبهونه وعبر لوحاته ينقل أحلامهم وآلامهم ويصور حياتهم التي هي حياته أيضا ويقول: إن الفنان الجدي الذي يقدم فنا حقيقيا لا ينساق في عمله مع السوق فهو إما أن يكون فنانا أولا وأخيرا أو يكون شخصا جاهزا ليبيع نفسه وفنه كما تشاء السوق بعيدا عن قناعاته.

وحول الأنشطة والملتقيات الفنية في هذه الفترة يرى اسماعيل الذي يحضر لمعرضه في الإمارات نهاية العام أن أهمية هذه الملتقيات تكمن في إتاحة الفرصة للفنانين المشاركين بالحوار فيما بينهم واللقاء والتعرف على بعضهم أكثر مما يكرس الألفة بينهم ويكسر الحواجز والبعد وعدم التواصل.

ويقول: تساعد الملتقيات الفنية على تحريض حس العمل عند الفنانين إلى جانب تفعيل الاستفادة من تجارب بعضهم البعض مبينا أن أي نشاط في هذا الوقت يساعد على النهوض بالفن التشكيلي والعودة للحياة الطبيعة للمجتمع والحركة التشكيلية.

ويؤكد اسماعيل أن الجيل الشاب من الفنانين ما زال يعتمد على من سبقه من التشكيليين في تكوين خطه الخاص وهذا امر منطقي وإذا أتيح لهؤلاء الشباب الدعم اللازم وفرص العمل فمن الممكن أن تتسرع مسيرتهم ويقطعوا أشواطا في مشوارهم الفني.

ويقول: إن الفنان الذي يريد الوصول لمبتغاه عليه أن يعمل تحت كل الظروف وإلا يقدم التنازلات على حساب قيمة عمله الفني وإلا سيكون متكسبا يسعى لبيع أعماله فقط وليس فنانا.

وعن حضور العمل التشكيلي السوري في الخارج يشير اسماعيل إلى أن الفن التشكيلي السوري يتميز بالجدية وان هناك فترات مرت على هذه الحركة الفنية كان التنافس فيها على الجودة في العمل الفني فقط فعندها لم يكن هناك سوقا فنية وبيع للأعمال كما اليوم وهذا ولد جيلا من الفنانين الحقيقيين واعطى للحركة التشكيلية ميزتها الأساسية التي عرفت بها في الداخل والخارج.

ويوضح الفنان الذي أقام مؤخرا معرضا في بيروت أنه متفرغ للعمل الفني منذ أكثر من سبعة وعشرين عاما وأن لوحاته تلقى رواجا وإقبالا في الخارج وبنسبة أكبر مما هي عليه في سورية مبينا أنه لا يفكر بمتطلبات السوق الفنية عندما يرسم انما يقدم ما يحسه عبر اللوحة ليأتي العرض والبيع بعدها كتحصيل حاصل.

ويعبر التشكيلي اسماعيل عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري وسورية عموما ايمانا منه بالانسان السوري وقدرته على مواجهة الصعاب والإبداع في أسوأ الظروف ويقول: إن الأزمة التي نعيشها كبيرة وستتسبب بتغيرات كثيرة ونتمنى أن تكون للأفضل وأن تكون هناك ولادة جديدة لسورية بعد انتهاء كل هذه المعاناة.

يذكر أن الفنان نذير اسماعيل من مواليد دمشق عام 1948 مشارك دائم في معارض وزارة الثقافة منذ عام 1966 وليده اكثر من 52 معرضا فرديا داخل سورية وخارجها وحاصل على عدة جوائز محلية ودولية ومتفرغ للعمل الفني منذ عام 1987 وأعماله مقتناة داخل سورية وفي الكثير من دول العالم ضمن مجموعات خاصة.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

التشكيلي نذير اسماعيل يرحل لعالم شخوصه الحالمة تاركا تجربة فنية فريدة

دمشق-سانا لطالما كان التشكيلي الراحل نذير اسماعيل المولود في دمشق عام 1946 فنانا مجربا على …