بريطانيا تبحث حظر عودة إرهابيين بريطانيين يقاتلون في العراق وسورية

لندن-واشنطن-سانا

كشفت مصادر حكومية أن بريطانيا قد تحظر مؤقتا عودة الإرهابيين البريطانيين الذين يذهبون للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة في العراق وسورية إلى البلاد.

وقالت المصادر في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي “إن البريطانيين الذين يشتبه بمشاركتهم في الإرهاب سيسمح لهم بالاحتفاظ بجنسياتهم ولكن سيمنعون من دخول البلاد مرة أخرى لفترة من الوقت”.

وأضافت المصادر “إن هذا الاقتراح واحد من بين عدة اقتراحات قيد الدراسة وإنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على حزمة الإجراءات” لتشديد القيود على البريطانيين المتجهين إلى سورية والعراق للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية والتي من المقرر أن يعلنها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت لاحق اليوم.

وأوضحت المصادر “إنه في السابق كان مجال سلطاتنا لا يسرى إلا على الأجانب ومزدوجي الجنسية أو المتجنسين فقط” مشيرا إلى أن “الحكومة تبحث أيضا سبل جعل سفر “المقاتلين” المحتملين إلى الخارج أصعب من خلال تيسير مصادرة جوازات سفرهم”.

وكان كاميرون أعلن الأسبوع الماضي أنه سيكشف النقاب عن قوانين جديدة لجعل سفر البريطانيين إلى سورية والعراق للقتال أصعب ولمعالجة التطرف في البلاد وذلك بعد وقت قصير من إعلان وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماى أن بريطانيا رفعت درجة التهديد من الإرهاب الدولي إلى “خطير” وهو ثاني أعلى مستوى.

رجال دين نافذون في بريطانيا يصدرون فتوى تحرم الانضمام إلى تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي

وفي إطار تنامي المخاوف العالمية من خطر إرهابيي ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة كشفت صحيفة صاندي تايمز البريطانية أن عددا من رجال الدين المسلمين النافذين في بريطانيا ادانوا البريطانيين المنخرطين في العمليات الارهابية المسلحة التي تشنها /داعش/ في سورية والعراق.

ولفتت الصحيفة إلى أن هؤلاء الائمة “أصدروا فتوى” تبين أن البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم /داعش/ الإرهابي زنادقة وتحرم على /الجهاديين/ البريطانيين المحتملين الانضمام إلى هذا التنظيم القمعي والاستبدادي وتامر الأئمة المسلمين الاخرين بمعارضة الايديولوجيا السامة للتنظيم وخاصة عندما يتم الترويج لها داخل بريطانيا”.

وفي مقال منفصل لفتت صحيفة ديلي ميل البريطانية إلى أن بريطانية تدعى سالي جونز في منتصف العمر وام لطفلين انضمت إلى متطرفي /داعش/ بعد هروبها لممارسة ما يسمى /الجهاد/ مع هذا التنظيم الارهابي.

وأشارت الصحيفة إلى أن جونز العاطلة الان عن العمل والتي كانت سابقا مغنية روك هجرت طفليها لتتزوج بأحد البريطانيين المشتبه بهم في قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي في سورية وهي موجودة الآن في الرقة مشيرة إلى أنه يعتقد بأن جونز تسللت إلى سورية في نهاية العام الماضي وقد نشرت سلسلة من التهديدات التي تقشعر لها الأبدان على مواقع التواصل الاجتماعي والتقطت صورا تذكارية مع اسلحة.

وذكرت الصحيفة ان حسين زوج جونز هو احد قراصنة الحواسيب الذين فروا من بريطانيا بينما يخضع لاطلاق سبيل بكفالة اثر الاشتباه بمشاركته في اعمال شغب عنيفة في برمنغهام حيث تم سجنه لمدة ستة أشهر في عام 2012 بتهمة سرقة معلومات حساسة من مساعدي رئيس الوزراء الاسبق توني بلير وعرقلة الخط الساخن لمكافحة الإرهاب في بريطانيا عبر اجرائه مكالمات غير جدية.

وكان برنارد هوغان هاو رئيس شرطة سكوتلاند يارد حذر مؤخرا من أن نحو 200 إرهابي يقيمون الان فى لندن بعد أن كانوا فى صفوف التنظيمات الارهابية التى تقاتل فى سورية والعراق داعيا إلى إجراء اصلاحات كبيرة في صلاحيات قوى مكافحة الإرهاب في بريطانيا للتمكن من مواجهة هذه الظاهرة الخطرة للغاية.

استطلاع للرأي: أغلبية البريطانيين يرغبون بسحب الجنسية من الإرهابيين البريطانيين

وأظهر استطلاع جديد للرأي أن غالبية البريطانيين يرغبون بسحب الجنسية البريطانية من الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة .

وذكرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن الإستطلاع الذي أجرته مؤسسة يوغوف البريطانية ونشرت نتائجه اليوم بين أن 67 بالمئة في البريطانيين يعتقدون أنه ينبغي تغيير القانون البريطاني بحيث يتم إلغاء المواطنة من البريطانيين الذين لا يملكون جنسية أخرى في حال كانوا قد قاتلوا مع تنظيم داعش.

وقال الإستطلاع أن 76 في المئة من الذين صوتوا في الإستطلاع يؤيدون استخدام وزيرة الداخلية البريطانية لسلطتها بسحب الجنسية من الأشخاص الذين لديهم جنسية مزدوجة ويحملون جوازات سفر بريطانية ومن المواطنين البريطانيين المتجنسين فيما عارض ذلك تسعة بالمئة.

وأشار الإستطلاع أن 70 بالمئة من الناخبيين يعتقدون أن يجب إعادة تطبيق ما يسمى بأوامر المراقبة الذي يمنح القضاة السلطة لنقل المتهمين بالإرهاب من مدنهم إلى مدن أخرى ومنعهم من التواصل مع الإرهابيين الآخرين عبر الهاتف أو الإنترنت فيما عارض تسعة بالمئة تطبيق هذا الاجراء.

وكشف الإستطلاع أن 79 في المئة من البريطانيين اتفقوا مع الحكومة البريطانية بأنه من الأرجح أن يصعد البريطانيون الذين انضموا إلى تنظيم داعش مخاطر وقوع هجمات إرهابية كبيرة في بريطانيا.

وفي المقابل اعتبر النائب العام البريطاني السابق إدوارد غارنييه إن قوانين مكافحة الإرهاب الجديدة قد لا تكون ضرورية مضيفاً أنه سيكون من الصعب منع المواطنين البريطانيين بشكل قانوني من العودة لبلادهم.

وأضاف غارنييه أن البرلمان البريطاني يستطيع تمرير أي قانون يريده ولكن الحكومة البريطانية ملزمة بإتفاقيتين على الأقل للأمم المتحدة حول انعدام الجنسية مشيراً إلى أن الحكومة لديها بالفعل العديد من القوانين يمكن أن تستخدمها.

من جهتها أكدت مصادر حكومية إن بريطانيا قد تحظر مؤقتاً عودة الإرهابيين البريطانيين الذين يذهبون للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية إلى البلاد.

وقال كاميرون الأسبوع الماضي إنه سيكشف النقاب في وقت لاحق اليوم عن قوانين جديدة لجعل سفر البريطانيين إلى سورية والعراق للقتال أصعب ولمعالجة التطرف في البلاد.

وتأتى تصريحات رئيس الوزراء البريطانى فى الوقت الذى أعلنت فيه وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن بريطانيا رفعت درجة التهديد من الإرهاب الدولي إلى خطير وهو ثاني أعلى مستوى وقالت ماي فى البيان هذا يعني أن الهجمات الإرهابية مرجحة بشدة لكن لا توجد معلومات مخابراتية تشير إلى هجوم وشيك.

نائبان أميركيان: تنظيم”دولة العراق والشام”الإرهابي يعتزم ضرب أمريكا ودول غربية

في سياق متصل حذر نائبان أميركيان من أن مدنا في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية باتت تشكل أهدافا لإرهابيي ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” في المستقبل وأكدا أن على الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخاذ إجراءات لمواجهة هذا الخطر والحد منه.

وذكرت اسوشيتد برس أن رئيسي لجنتي المخابرات في مجلسي النواب والشيوخ السيناتور الديمقراطية ديان فينشتاين والجمهوري مايك روجرز حثا البيت الأبيض على العمل بقوة لمنع إرهابيي التنظيم المذكور من شن هجمات على الأراضي الأميركية دون أن يقدما أي تفاصيل بشأن التهديدات المحتملة أو الاقتراحات حول كيفية مواجهة هذا التنظيم الذي يرتكب أعمال قتل ومجازر بحق المدنيين في سورية والعراق.

وقالت السيناتور فينشتاين التي تترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ “إنهم مجموعة من الاشخاص الخطرين جدا” مضيفة “لقد أعلنوا انهم لن يتوقفوا وانهم سيلاحقوننا إن استطاعوا وقالوا إنهم سيسفكون دماءنا”.

فيما حذر روجرز في مقابلة منفصلة من أن قادة هذا التنظيم الإرهابي يبحثون عن هجوم مذهل يساعدهم في جمع المال وتجنيد المزيد من المقاتلين.

وأشار روجرز إلى أن التهديد الإرهابي يمكن أن يشمل أيضا الأميركيين الذين تلقوا تدريبات خلال قتالهم مع التنظيم الإرهابي لافتا إلى “وجود المئات من المتطرفين الأميركيين المدربين الذين يستطيعون العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع جوازات سفرهم”.

وقال “أنا قلق جدا لأننا لا نعرف كل شخص يملك جواز سفر أميركي سافر وتدرب وتعلم كيفية القتال”.

ولفت روجرز إلى أن “وكالات الاستخبارات الأميركية تتعقب الأميركيين المعروفين بانهم سافروا الى المنطقة وفي حال كانوا قد ساعدوا مقاتلي /الدولة الإسلامية/ فانه ينبغي توجيه الاتهام اليهم بموجب القوانين التي تحظر على الأميركيين مساعدة الإرهابيين”.

وكان الرئيس الأميركي وضع نفسه في موقف محرج عندما أقر الخميس الماضي بأنه “ليس لدى إدارته بعد استراتيجية” لمواجهة التنظيم الإرهابي.

وكشفت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية الخميس الماضي أن الحكومة الأميركية تقوم بجمع معلومات استخبارية عن نحو 300 أميركي يقاتلون في صفوف تنظيم ما يسمى /دولة العراق والشام/ الإرهابي في إجراء يعكس مخاوف واشنطن من احتمال عودة أولئك المتطرفين إلى بلادهم لنشر الفوضى من خلال ارتكاب أعمال إرهابية.

وبعد الدعم الكبير الذي قدمته للإرهابيين الذين يقاتلون في سورية وعدم اتخاذها أي إجراءات أو قيود تمنع وصولهم إلى المنطقة وجدت الحكومات الغربية الإقليمية نفسها أمام تحد خطير يتعلق بعودة هؤلاء الإرهابيين إلى أراضيها ومحاولة نشر الفكر المتطرف بين شبابها فى الوقت الذي تتزايد فيه مشاهد الفيديو والصور التي تعرض إرهابيين من جنسيات غربية وهم يرتكبون أبشع اشكال الجرائم بحق الأبرياء.