برحيل فيتالي تشوركين..الدبلوماسية الروسية تفقد واحدا من أبرز ممثليها على الساحة الدولية

دمشق-سانا

فقدت الدبلوماسية الروسية واحدا من أبرز ممثليها في المحافل الدولية بوفاة مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالى تشوركين.

واستطاع الراحل تشوركين خلال السنوات الماضية ومع صعود الدور الروسي والمواقف المبدئية التي اتخذتها روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن في ظل توجهات الرئيس فلاديمير بوتين وما يفرضه هذا الواقع من واجبات على مندوبها لدى الأمم المتحدة أن يقوم بتمثيل بلده على أكمل وجه بل وأسهم أيضا في رسم سياسات بلاده تجاه مختلف القضايا المطروحة على جدول أعمال الأمم المتحدة وذلك كتعبير عن ادراكه الكامل لأهمية دورها في المنظمات الدولية والقدرة على حماية هذا الدور في ظل محاولات فرض “الأحادية القطبية” في العالم.

ومنذ العام 2011 ومع بدء الحرب الارهابية المفروضة على سورية تمسكت روسيا بمواقفها الثابتة تجاه رفض أي محاولة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية حيث استخدم تشوركين ممثلا لبلاده حق النقض “الفيتو ” ست مرات في وجه مشاريع قرارات تقدمت بها دول غربية إلى مجلس الأمن الدولي تمهد لتدخل عسكري مباشر وتعيد تكرار السيناريوهات الكارثية التي شهدها العراق وأفغانستان وليبيا ودول أخرى.

كما استمرت روسيا في التأكيد على دعم سيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها واعتبار الحل السياسي الطريق الوحيد للخروج من الأزمة خلال السنوات الست الماضية وجسد الراحل تشوركين خلال هذه المرحلة هذه المواقف المبدئية لبلاده عبر خطاباته القوية والجريئة حيث أكد في أكثر من مناسبة موجها كلامه للمندوبين الغربيين أن ” سياسة تغيير الحكومات التي تتبعها واشنطن تقوض الأمن الدولي وتدفع أعضاء الأمم المتحدة إلى الحديث عن انتهاك منظومة القانون الدولي” معتبرا أن الأمثلة الكثيرة من أفغانستان إلى العراق وليبيا ومالي //تؤءكد الفرضية التي طرحتها روسيا مرارا وتنص على أن هذه الهندسة الجغرافية السياسية الخشنة والخاصة بتبديل الأنظمة من دون حساب للمضاعفات التي يمكن أن تنتج عنها لها عواقب وخيمة”.

وقد شكل خبر الاعلان عن وفاة تشوركين صدمة لدى مختلف الدوائر الدبلوماسية في الامم المتحدة حيث عبر الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن حزنه وشعوره بالصدمة لدى علمه بنبأ وفاة تشوركين المفاجئة فيما نعته الممثلة العليا للسياسة الخارجية فى الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغرينى مشيرة إلى أنه “كان محاورا مهما بالنسبة للاتحاد الاوروبى بما فى ذلك القضايا التى لا تتفق فيها عادة وجهات نظر الاتحاد الأوروبي وروسيا” ووصفته إحدى أبرز خصومه في مجلس الأمن المندوبة الأمريكية السابقة سامنثا باور بأنه “مايسترو في الدبلوماسية”.

كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى رسالة وجهها إلى زوجة الفقيد وأبنائه ونشرها موقع الكرملين اليوم ان تشوركين كان أحد أبرز الدبلوماسيين فى العالم مشيرا إلى أنه تعامل مع مهامه ببراعة ولم يعرف الهزيمة أبدا.

يذكر ان الدبلوماسي الراحل ولد في ال 21 من شباط عام 1952 في موسكو وتخرج عام 1974 في جامعة العلاقات الدولية في الاتحاد السوفييتي وبدأ بعدها حياته الدبلوماسية ومن ثم حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من الاكاديمية الدبلوماسية في الاتحاد السوفييتي عام 1981 قبل أن ينتقل للعمل في سفارة الاتحاد السوفييتي في واشنطن.

وعمل تشوركين من العام 1990 وحتى 1992 رئيسا لقسم الإعلام التابع لوزارة الشؤءون الخارجية للاتحاد السوفييتي ثم تسلم منصب نائب وزير الخارجية الروسي بين عامي 1992 و1994 وعين في الفترة بين عامي 1994و 1998 سفيرا فوق العادة للاتحاد الروسي لدى بلجيكا وممثلا لدى حلف شمال الأطلسي وفي الفترة من عام 1998 إلى عام 2003 عين سفيرا فوق العادة في كندا.

وفى الفترة من حزيران 2003 الى نيسان 2006 شغل تشوركين مناصب عدة فى وزارة الخارجية الروسية قبل ان يتم تعيينه فى نيسان 2006 ممثلا دائما لروسيا الاتحادية لدى الامم المتحدة وممثلها لدى مجلس الأمن الدولى حيث استمر فى منصبه هذا حتى وفاته.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency