القوات العراقية تحرر منطقة البحيرات وتواصل عملياتها في تكريت

بغداد-سانا

تمكنت القوات العراقية اليوم من تحرير منطقة البحيرات في شمال محافظة بابل وسط العراق بالكامل من سيطرة تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي “داعش” وقتلت ثلاثة إرهابيين أحدهم يرتدي حزاما ناسفا ودمرت عددا من اوكارهم في العاصمة بغداد كما اقتحمت مدينة تكريت من ثلاثة محاور ووصلت الى مسافة قريبة من مشفى المدينة.

ونقلت شبكة الإعلام العراقي عن عضو مجلس محافظة بابل علي فرحان قوله إن “منطقة البحيرات وبعد أن كانت تستغل في زرع العبوات وعمليات القنص إضافة إلى أنها جزء من منطقة جرف الصخر التي أعاقت القوات العراقية من الوصول اليها من خلال تفجير عبوات وعمليات قنص استطاعت القوات الامنية من تحريرها من الإرهاب بالكامل” مضيفا إن “القوات الأمنية وبعد تحريرها لمنطقة البحيرات نصبت نقاطا ثابتة ومتحركة لتأمين المنطقة وبسط سيطرتها على الأرض”.

من جانبها أعلنت قيادة عمليات بغداد أن طيران الجيش العراقي قصف مواقع لإرهابيي “داعش” جنوب العاصمة ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم.

وقال بيان للقيادة إن “تشكيلا من القوة الجوية تمكن من تدمير أربعة معابر للارهابيين في منطقة عامرية الفلوجة وتدمير وكرين في منطقة الضابطيةب” مشيرا إلى أن قوة من الفوج الأول اللواء 45 تمكنت من قتل ارهابي يرتدي حزاما ناسفا في المنطقة ذاتها كما تمكن الفوج الثالث من اللواء 22 من حرق ثلاثة أوكار للارهابيين في منطقة الثائر غرب بغداد.

وأشار البيان إلى أن فوج قيادة عمليات بغداد تمكن من قتل أحد الإرهابيين في ذات المنطقة أثناء محاولته التعرض للقوات الامنية مؤكدا أن الفوج الأول في اللواء 41 تمكن من قتل ارهابي في منطقة اليوسفية جنوب بغداد.

كما أعلنت قيادة عمليات محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية اقتحمت مدينة تكريت من ثلاثة محاور مبينة أن قوات الجيش العراقي وصلت إلى مسافة 100 متر عن مستشفى تكريت العام وسط المدينة.

وقال قائد عمليات صلاح الدين الفريق علي الفريجي في بيان إن “القوات الأمنية العراقية بدأت بدخول تكريت من ثلاث محاور وأن الجيش العراقي وصل إلى مسافة 100 متر عن المستشفى القريب من مبنى المحافظة” مؤكدا أن فريق الهندسة العسكرية ما يزال مستمر في عمله برفع الألغام والعبوات الناسفة ومعالجة الأجسام الغريبة.

من جهته أكد وزير النقل العراقي وقائد الحشد الشعبي الوطني هادي العامري أن القوات المسلحة ورديفاتها من قوات الحشد الشعبي العراقية تواصل تقدمها لتحرير تكريت والمناطق المحيطة بمحافظة كركوك التي وقعت تحت هيمنة عصابات “داعش”.

وقال العامري في اتصال هاتفي مع مراسلة سانا في بغداد من موقعه في ساحة العمليات إن “النصر الكبير الذي انجزته القوات المسلحة العراقية ورديفاتها من قوات الحشد الشعبي وباسناد من طيران الجيش في تحرير مدينة آمرلي وست وخمسين قرية في محافظتي صلاح الدين وديالى شكل حافزا لها للاندفاع نحو تكريت وتطهير معظم مناطقها حيث تخوض القوات المتقدمة معارك عنيفة ضد الإرهابيين في مناطق العوينات والعلم”.

وأضاف العامري إن القوات العراقية وهي تتقدم لتطهير شمال محافظة كركوك الحقت هزائم كبرى بالعصابات الارهابية في مناطق داقوق والعزيزية وستواصل تقدمها الى مدينة الموصل حيث ستكون المعركة الحاسمة ومقبرة تنظيم “داعش” الإرهابي الأكيدة.

وأشار العامري إلى أن العصابات الإرهابية أصيبت بالهلع جراء تقدم القوات العراقية ولجأت الى تلغيم المنازل وتفخيخ الطرقات قبل هروبها الى منطقة الحويجة والموصل.

إلى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي إن القوات الأمنية توصلت إلى معلومات عن المتورطين في جريمة سبايكر التي وقعت في حزيران الماضي مؤكدا أن القوات الأمنية قتلت عددا منهم وستلاحق الآخرين معلنا تشكيل لواء من سكان امرلي سيسلح من اجل مسك الارض وحماية الناحية بعد أن تم فك الحصار عنها.

وقال المالكي في كلمته الأسبوعية اليوم “إن ما حصل من مجزرة في قاعدة سبايكر جريمة بشعة ساهم في ارتكابها عدد من ابناء المنطقة المحيطة بالقاعدة” مبينا أن من بين الضحايا عسكريين ومدنيين لجأوا الى القاعدة نتيجة الاحداث التي مرت بها صلاح الدين وسقطوا بيد الإرهابيين مشيرا إلى أن الجيش قتل عددا من المجرمين وسيستمر بالعملية حتى النهاية.

بدوره أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف أن الاحداث التي وقعت في 12 حزيران الماضي “مجزرة سبايكر وقتل المئات من الشباب العراقيين العزل تبقى مصدر قلق عميق للمجتمع الدولي” داعيا الحكومة العراقية إلى التحقيق بالمجزرة وكشف حقيقة ما حدث للضحايا.

وقال ميلادينوف في بيان إن “الأدلة تشير إلى أن المجزرة قد ارتكبت في معسكر سبايكر حيث فقد المئات من العراقيين حياتهم على أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي” مطالبا السلطات العراقية ببذل ما بوسعها لكشف حقيقة ما حدث لهؤلاء الرجال وتحديد الموقع والتعرف على رفات القتلى وبذل الجهود لتأمين الإفراج عن الذين هم في الأسر”.

هروب جماعي لإرهابيي داعش من تكريت

وفي تكريت واصلت القوات المسلحة العراقية ملاحقة العناصر الإرهابية في البلاد وقصف طيران الجيش اليوم موقعاً لتنظيم داعش الإرهابي وسط المدينة في محافظة صلاح الدين أسفر عن مقتل أحد متزعمي التنظيم كان مشتركا في تفجير مرقد ديني عام 2006 .

وأوضح مصدر عسكري عراقي أن الإرهابي القتيل هو عبد الصمد عبد الكريم مهدي الملقب صمد الديز وكان قد هرب من سجن تسفيرات في أيلول 2012.

كما أشار المصدر إلى هروب جماعي لإرهابيي داعش من تكريت خارج محافظة صلاح الدين بعد أن سيطرت قوات الجيش على شارع الأربعين وحي الزهور وسط المدينة.

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي أن مجزرة سبايكر لن تمر دون معاقبة المجرمين والقصاص منهم مشيرا إلى أنه سيتم الكشف عن الحقائق التي تتوصل إليها اللجان التحقيقية والتي عليها إنهاء عملها بأسرع وقت.

ونقلت شبكة الإعلام العراقي عن العبادي تشديده في بيان على ضرورة تعقب جميع المعلومات التي من شأنها المساعدة في معرفة مصير الضحايا وعلى أهمية القيام بعمليات أمنية لتحرير كل المناطق من عناصر تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي مبينا أن الحكومة العراقية لن تقبل أن تراق قطرة دم واحدة من أي عراقي دون عقاب ومحاسبة وأنها ستبذل كل ما في وسعها للحفاظ على أمن العراقيين ودمائهم وكرامتهم.

وجريمة قاعدة سبايكر واحدة من أعنف الجرائم واكثرها دموية حيث أقدم ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي على إعدام المئات من طلبة قاعدة سبايكر شمال تكريت في حزيران الماضي.