نبض التراب مجموعة شعرية جديدة للشاعرة غادة اليوسف

دمشق-سانا

نبض التراب مجموعة جديدة من النصوص الشعرية للأديبة غادة اليوسف جاءت بأشكال مختلفة إلا أن الموسيقى الشعرية طغت على بنيتها التركيبية بسبب العاطفة والشجن اللذين كانا دافعا لوجود النصوص.
اعتمدت الشاعرة اليوسف نمط الشعر الموزون وفق تفعيلات الخليل والالتزام بأنغامه المؤدية إلى حركة سماعية تدفع بالمتلقي لمحاولة الاقتراب من النص الذي بين يديه حيث كانت قصائد التفعيلة أكثر حضورا وغلبت على الكم النوعي للمجموعة ومنها نص بعنوان قربان سوري جاء فيه:
كل المدائن في الغرام مدينتي
ولقد غدوت الضائع المطرودا
لهفي على سقف يلم فجيعتي
وجدار ورد لم يكن مهدودا
لكنني القربان.. نذر الأرض عن دنس الخليقة كلها وقرنفل.. عرس الفدا.
في حين كانت قصائد الشطرين قليلة جدا واكتفت بنص طويل جاء بعنوان كفى حاكت من خلاله أبا الطيب المتنبي دون أن تلتزم بالبحر الذي سلكه ذلك الشاعر في نصه فقالت:
كفى بك داء أن ترى الذئب راعيا
وحسبك غبنا أن ترى البغي قاضيا
وأفعى يسيل السم من جذرنا بها
ليسقي شباة الدين أحمر قانيا.
وتتشبث الشاعرة بالأرض وما عليها من ظلال وارفة وجماليات أبدعت في إشراقة الضحكة المرسومة على الشفاه والمحاكاة بالفرح والنسيم ووجود الأحبة والنجوم معبرة عن أهمية هذه الأشياء بالتمسك بالهوية المنتمية لتلك الأرض تقول في قصيدة هوية:
هل تذكرون أيكتي .. وضحكة تسكبها تلك الظلال الوارفة
تحيك بالرياح والنسيم .. أرجوحة النجوم.
وشكت في نصوصها مما تكابده من هموم وتناولت الشعراء الذين أحبتهم وارتاحت أمامهم في طرح شكواها الصادرة من ألم الجرح الذي تعيشه في وطنها لأنها تعتبر أن أكثر من يستمع إليها ويقدر آلامها هم أولئك الذين يشبهونها حيث جاء في قصيدتها “نسيب عريضة معايدا”:
أماه .. أين أساوري .. شالي وفستاني الجميل.. من غال في قيثارتي فرح النشيد .. من أطفئ القنديل .. أين السبيل لحضنة الوطن المرحل في بيارق نزفه ما بين قابيل وهابيل قتي.
ورأت اليوسف أن الشعراء والكتاب الذين غادروا الوطن وهو يعاني من الأزمة التي ألحقها به الغادرون لا يعتبرون أبناء حقيقيين لهذا الوطن لأن مغادرتهم في مثل تلك الظروف هي تمهيد وتسهيل لمهمة من يريد النيل من سورية تقول في قصيدة “الضليل مغادرا”:
غادر الشعر بلادي .. منذ فار النفط فيها
غادر الضليل أرضا .. عرشه من مقلتيها
وأرادت اليوسف أن تشكل بعض نصوصها بأوجاع أخرى حملتها من همومها الإنسانية حيث لجأت إلى الرمز وتلوين الأدوات والعبور إلى المعنى وفق اللون والدلالة تقول في نص بعنوان تشكيل:
في فصل التلوين .. جالت في اللون السكين .. غاص الأخضر في الأحمر .. غاص.. فكان الطين..
ظهرت آلام الشعب السوري خلال الأزمة في لأغلب النصوص وذلك بشكل عاطفي غلب على ذات الشاعرة فعكسته وكأنه يخصها وحدها معتبرة أن الشعراء هم أصحاب الأولوية في قيادة المجتمع للوقوف بوجه الألم.
محمد الخضر

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …