«داعش» وقيادة «الثوار» من الخلف-تشرين

أكدت جميع وسائل الإعلام بما في ذلك الفضائيات المرتبطة بالمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي بأن إرهابيي «داعش» هم الذين سيطروا قبل أيام على الموصل وعلى العديد من المدن الأخرى في محافظتي الأنبار وصلاح الدين، ما دفع معظم دول العالم لإدانة هذا العمل الخارج على القانون والمدعوم من دول إقليمية كتركيا والسعودية.
وقبل أن يلتقط العالم أنفاسه ويتخذ موقفاً واضحاً تجاه الإرهاب الذي تواجهه سورية والعراق قبل أن تنتشر شظاياه إلى دول الجوار ومن ثم إلى دول العالم استيقظ محركو المؤامرة وبدؤوا ينسفون الحقيقة بإبعاد «داعش» عن الواجهة.
حيث جهدت بعض الفضائيات لاختراع واستضافة «ثوار» مسبقي الصنع ليقولوا عبر هواء التآمر المفضوح «إن ما جرى في المحافظتين العراقيتين ما هو إلا ثورة للعشائر العراقية، وأن الثوار هم الذين يسيطرون على المدن» التي يعرف الجميع أن إرهابيي «داعش» هم الذين اقتحموها وهجروا مئات الآلاف من سكانها، وأعدموا واحتجزوا العشرات من المدنيين والعسكريين… وعلى اعتبار أن جوقة التآمر على سورية وعلى العراق وعلى شعوب المنطقة لا تنطق بما يعكر صفو الأمريكي والإسرائيلي والسعودي فإن الأيام القادمة ستشهد العديد من المحاولات السياسية والإعلامية وربما العسكرية لتسويق الإرهاب الـ«داعشي» السعودي ـ التركي في العراق على أنه «ثورة»، وأن الجيش الذي يمثل الشعب العراقي ويدافع عن أهله ضد الإرهاب، ما هو إلا «جيش للمالكي»، وبالتالي فإنه «جيش غير شرعي» لأنه يدافع عن الأرض والشعب والدولة فيما تنقلب أعمال «داعش» الإجرامية إلى «مكرمات أخلاقية» بما في ذلك تلك الجرائم التي تبنوا القيام بها وبثوا أخبارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إن ما جرى ويجري في العراق وسورية وفي المنطقة هو إجرام منظم يقوده معسكر يبدأ من واشنطن ويمر عبر أنقرة والرياض وتل أبيب.. والجانب الأخطر في هذا الإجرام هو أن مئات الفضائيات تحاول تسويقه على أنه «ثورات» مع أن فاقدي العقول قبل العاقلين يعلمون أن الثوار لا يفجرون السيارات المفخخة، ولا يدمرون البنى التحتية ولا يهجرون السكان الآمنين ولا يسطون على البنوك، ولا يقطعون الرؤوس بالسواطير كما فعلت وتفعل «داعش» وفروع تنظيم القاعدة الأخرى في سورية وفي العراق وفي كل مكان اندلعت فيه «ثورات» الصهيوني برنار هنري ليفي.
بقلم: محي الدين المحمد