لافروف لـ تيلرسون: العدوان الأمريكي على سورية يصب في مصلحة التنظيمات الإرهابية

موسكو-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون أن العدوان الأمريكي على سورية نفذ بذريعة واهية ويصب فى مصلحة التنظيمات الإرهابية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف شدد في الاتصال الذي تم بدعوة من الجانب الأمريكي على أن “الضربة على القاعدة السورية تصب في مصلحة المتطرفين وتخلق تهديدات إضافية للأمنين الإقليمي والدولي”.

وقامت الولايات المتحدة فجر أمس بارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعد الجيش العربي السوري الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء 6 شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة.

وأضاف البيان: إن لافروف نفى المزاعم حول استخدام الجيش العربي السوري سلاحا كيميائيا في خان شيخون بريف إدلب في الـ 4 من نيسان الجاري مشيرا إلى أن هذه المزاعم “لا تعكس الواقع” داعيا إلى “ضرورة إجراء تحقيق مفصل وموضوعي واحترافي لتحديد جميع الحقائق المتعلقة بهذه القضية”.

واتفق الوزيران حسب بيان الخارجية الروسية على الاستمرار ببحث الأوضاع في مجال حل الازمة في سورية خلال لقاء مباشر بينهما.

وكانت الخارجية الروسية أعلنت يوم الأربعاء الماضي أن وزير الخارجية الأمريكي سيزور موسكو في 11 و12 نيسان الجاري وسيبحث مع لافروف مكافحة الإرهاب وخصوصا ضد تنظيم “داعش” ومجموعات إرهابية أخرى إلى جانب “الأزمات في سورية واليمن وليبيا وأوكرانيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وقت سابق اليوم أكد لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الألماني زيغمار غابرييل في  أن براهين الولايات المتحدة لشن عدوان على سورية “غير دقيقة وغير مقنعة”.

وذكرت الخارجية الروسية في بيان لها نقلته “سبوتنيك” أن لافروف أكد خلال الاتصال “ضرورة إجراء تحقيق دقيق في الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات” مشيرة إلى أن الوزيرين بحثا خلال الاتصال الوضع في سورية بعد العدوان الأمريكي.

وزارة الدفاع الروسية: واشنطن لم تقدم دلائل على وجود أسلحة كيميائية في قاعدة الشعيرات

في سياق متصل أكدت وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن لم تقدم أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيميائية في قاعدة الشعيرات الجوية التي تعرضت لعدوان من قبل الولايات المتحدة أمس.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان له اليوم لم يقم أي من البنتاغون أو الخارجية الأمريكية حتى بعد مرور يوم على توجيه سفن القوات البحرية الأمريكية ضربة مكثفة بصواريخ مجنحة إلى مطار الشعيرات أي دلائل تثبت وجود أسلحة كيميائية في هذه القاعدة الجوية.

وأوضح كوناشينكوف أن ممثلي عشرات من وسائل الإعلام والإدارة المحلية ومصالح الإطفاء والشرطة والعسكريين السوريين جميعهم زاروا هذا المطار ولم يتم العثور على أي مستودعات تحتوي أسلحة كيميائية مؤكدا أن جميع الأشخاص الذين يتواجدون حاليا في المطار أو الذين زاروه سابقا لا يرتدون أقنعة الغاز ويحسون أنهم في حالة طبيعية تماما.

وتساءل كوناشينكوف في هذا السياق من قدم للرئيس الأمريكي الجديد وماذا قدم له كدلائل تثبت وجود أسلحة كيميائية في دولة غير مرغوبة بالنسبة لواشنطن.

وأعاد المسؤول العسكري الروسي إلى الأذهان أنبوب الاختبار المحتوي على مسحوق أبيض الذي عرضه كولن باول عندما كان وزيرا للخارجية الأمريكية وكذلك التقارير التي قدمت لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وزعمت أن العراق كان يمتلك أسلحة كيميائية.

وشدد كوناشينكوف على أن الطريق الوحيد لإيجاد براهين موضوعية في هذه القضية يتمثل بإجراء تحليل شامل بشأن وجود الأسلحة الكيميائية في مطار الشعيرات باستخدام الأجهزة الخاصة لجمع العينات وتوثيقها ودراستها العلمية اللاحقة على غرار ما قام به الخبراء الروس في حلب بعد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل المسلحين.

ولفت المسؤول العسكري الروسي إلى أن كل عامل في منظمة حظر السلاح الكيميائي الذي يتمتع بنفوذ حتى في عيون الولايات المتحدة يعلم أن بقايا المواد القتالية السامة ومركباتها الأساسية من المستحيل إخفاؤها حتى بعد مرور سنوات من وضعها في المستودعات.

وأكد كوناشينكوف أن السبيل الوحيد للعثور على أي دلائل موضوعية للوجود المزعوم للمواد السامة في قاعدة الشعيرات وعرضها للمجتمع الدولي برمته يكمن في إرسال بعثة خبراء محترفين إليها.

زاخاروفا: العدوان الأمريكي على سورية ليس له علاقة بمحاولات الكشف عن حقيقة استخدام أسلحة كيميائية بريف إدلب

كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم أن العدوان الأمريكي على سورية لا علاقة له بمحاولات الكشف عن حقيقة استخدام اسلحة كيميائية في ريف ادلب وان الامريكيين سيخجلون منه.

وأوضحت زاخاروفا في مقابلة مع قناة “روسيا 1″ التلفزيونية وفق ما نقلت وكالة نوفوستي أن الهجوم الامريكي لا علاقة له بمحاولة التوصل إلى الحقيقة بشان استخدام السلاح الكيميائي في مدينة إدلب أو اتخاذ خطوات حقيقية في اتجاه اجراء تحقيق في المسالة” موضحة أن “الامريكيين طالبوا بالتحقيق بشأن المعدات والطائرات التي استخدمت في خان شيخون ومن ثم عمدوا إلى ضرب هذه المعدات التي يرغبون بفحصها وتحليلها”.

وتابعت زاخاروفا أن “لدى روسيا العديد من الاسئلة التي ترغب بطرحها على واشنطن فيما يتعلق بالضربة الأمريكية” لافتة إلى أن هذه الاسئلة ستوجه إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي من المقرر ان يزور موسكو الاسبوع المقبل.

وقالت “سيصل تيلرسون إلى موسكو وسنستمع إليه ونطرح الأسئلة.. وأعتقد أنه من الضروري فهم ما جرى” مؤكدة في الوقت نفسه عدم قبول روسيا “بتلك الإجراءات”.

وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن ما فعلته واشنطن أمس اضافة الى سياساتها وكل ما يحصل في واشنطن حاليا “يثبت من جديد حقيقة مثيرة للخيبة الا وهي أن الولايات المتحدة هي أكثر دولة لا يمكن التنبؤء بتصرفاتها في العالم”.

وتابعت زاخاروفا.. ان “غياب الاستراتيجية الواضحة في واشنطن يتعلق بشكل اساسي بحروب النخبة في العاصمة واشنطن .. انها حرب الزمر السياسية داخل واشنطن والهيئات السياسية والمالية التي لم تستطع القبول بنتائج الانتخابات الامريكية”.

ولفتت إلى أن موسكو تعمل في ظل ظروف غير مستقرة وسياسة خارجية امريكية متغيرة ومضطربة بشكل دائم بينما ان سياسات بريطانيا وغيرها من دول حلف شمال الاطلسي مرتكزة بشكل اساسي على الموقف الامريكي وهو امر لم يعد يدهشنا.

وقالت “إن الامريكيين سيكونون خجلين من الهجوم الذي نفذوه في سورية أمس”.

وأكدت الخارجية الروسية في وقت سابق اليوم أن “الضربة الأميركية” في سورية ليست لها علاقة بمحاولات الكشف عن حقيقة استخدام أسلحة كيميائية في ريف إدلب.

إلى ذلك وصف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف العدوان الأمريكي على سورية فجر أمس ب “العمل العسكرى غير المبرر والذى يعتبر عمليا من وجهة نظر القانون الدولى عدوانا على دولة ذات سيادة ولا يستند الى اى أسس”.

وقال غاتيلوف فى تصريحات له أن “موسكو كانت تملك عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون إليها أفكارا للبحث عن نقاط مشتركة حول سورية ومكافحة الإرهاب وكانت تتوقع تقدما ملموسا ولكن الوضع الناشىء بعد القصف الأمريكي على سورية سيؤدى الى تراجع مثل هذا التعاون”.

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسى اننا “كنا مستعدين من جانبنا للبحث مع الأمريكيين عن نقاط مشتركة وخاصة أن الرئيس دونالد ترامب كان يتكلم على الدوام عن ضرورة اقامة تعاون مع روسيا فى مكافحة الارهاب ويحذر من خطر الإرهاب المنطلق من سورية ولكن الآن وبعد العمل العسكرى الأمريكي من الطبيعي أن البحث عن نقاط تماس أصبح أمرا معقدا”.

وأشار غاتيلوف الى أن “موضوع الاعتداء الأمريكى يشكل اليوم بالطبع الموضوع المركزى فى جميع الاتصالات الدولية ومن الطبيعى ان يكون هذا الموضوع احد المواضيع الاساسية مع تيليرسون عندما يحضر الى موسكو” موضحا أن “روسيا كانت تعتبر مشاركة الولايات المتحدة فى عملية تسوية الأزمة في سورية سواء فى استانا أو جنيف مهمة شرط أن تكون إيجابية ولكن الضربة الامريكية لسورية تدل للاسف على ان موقف الامريكيين لم يتغير نحو الافضل فى هذا المجال وان هذه الاعمال العدوانية لا تسهم فى دفع عملية المحادثات السورية الى ايجاد حل سياسى للازمة فى سورية”.

ولفت غاتيلوف الى ان هذا الاعتداء الامريكى سيترك عواقبه السلبية على عمليتى استانا وجنيف معربا عن أمل موسكو فى الا يضع ذلك نهاية لمحاولات إيجاد حل سياسى للازمة فى سورية أو للمحادثات فى استانا وجنيف مؤكدا انه لا حل عسكريا للازمة فى سورية ولا بد من توجيه جميع الجهود لدفع التسوية السياسية نحو الامام.

وفى سياق آخر اعتبر غاتيلوف ان مسالة صدور قرار لمجلس الأمن الدولى حول استخدام الاسلحة الكيميائية فى سورية فقدت أهميتها عمليا بعد القصف الأمريكى عليها.

وفد روسيا يؤكد خلال جلسة لفريق العمل المعني بوقف الأعمال القتالية في سورية أن العدوان الأمريكي لن يخدم سوى مصالح الإرهابيين 

إلى ذلك أعلن مصدر دبلوماسي أن وفد روسيا اكد خلال جلسة طارئة عقدها في جنيف فريق العمل المعني بوقف الاعمال القتالية في سورية أن العدوان الامريكي على سورية “ليس فقط عدوانا ضد دولة ذات سيادة بل يلحق أضرارا جسيمة بنظام وقف الاعمال القتالية في سورية واجتماعات أستانا ولن يخدم سوى مصالح الإرهابيين وغيرهم من مفسدي العملية السياسية”.

ونقلت وكالة تاس عن المصدر قوله: إن “نتائج الجلسة أظهرت أن الجانب الروسي وحده يملك مؤءشرات وأدلة مقنعة تثبت عدم تورط القوات المسلحة السورية في الهجوم الكيميائي في خان شيخون”.

وأضاف المصدر أن “الأدلة القاطعة التي قدمها الجانب الروسي بهذا الشأن تعارضت بشكل صارخ مع محاولات الغرب نشر أخبار زائفة والاعتماد على مصادر غير موثوق بها على الإطلاق سعيا لتحميل الجيش العربي السوري المسؤولية الكاملة عن الهجوم وتبرير التحركات العدوانية للولايات المتحدة في حادث توجيه الضربة إلى مطار الشعيرات”.

وأوضح المصدر أن وفد روسيا طالب بإجراء تحقيق مستقل في الهجوم المزعوم على بلدة خان شيخون بريف ادلب الذي اتخذته واشنطن كذريعة لشن عدوان على سورية.

وأشار المصدر إلى أن الجلسة عقدت بمبادرة من الجانب الروسي وترأسها المبعوث الاممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بينما ضم فريق العمل المعني بوقف الاعمال القتالية في سورية ممثلين عن الدول الأعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية.

كوساتشوف: دوافع العدوان الأمريكي على سورية سياسية

بدوره اعتبر رئيس لجنة العلاقات الدولية فى مجلس الاتحاد الروسى قسطنطين كوساتشوف أن الدوافع الكامنة وراء العدوان الأمريكي على سورية “سياسية ولا علاقة لها بمسألة الكيمياوي”.

ورأى كوساتشوف في حديث لقناة روسيا اليوم أن الولايات المتحدة “لا تملك موقفا واضحا” من الأزمة في سورية معربا عن شكه في أن تجعل زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون المرتقبة إلى موسكو هذا الموقف أكثر وضوحا.

زاسبكين: العدوان الأميركي على سورية يناقض الشرعية الدولية

وأكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن العدوان الأميركي على سورية يمثل تطورا خطيرا ويناقض الشرعية الدولية.

وأوضح زاسبكين في حديث إذاعي اليوم أنه “وبغض النظر عن الخلفيات فإن العدوان الاميركي على سورية هو عدوان على دولة ذات سيادة وقد انتقلت واشنطن بهذا التصرف من دعم الارهابيين بشكل غير مباشر الى التورط مباشرة بالأعمال العسكرية لدعمهم”.

وأشار زاسبكين إلى أن “الذين أيدوا العدوان من الدول الاوروبية وأنظمة الخليج وتركيا والأردن مشاركون فيه وهم لا يفهمون ان هذا الأمر سيعود بالضرر عليهم”.

وأكد أن “روسيا تهتم بمصالحها ومصالح اصدقائها وشركائها وستتخذ كل الاجراءات وستستنفر المجتمع الدولي للتصدي لهذا الفعل العسكري الأميركي” داعيا الجميع إلى اتخاذ مواقف واضحة مما يجري في سورية.

وشدد زاسبكين على أن روسيا تعتمد نهجا متوازنا عقلانيا ولا يجوز أن تقف مكتوفة الأيدي في وجه الاجراءات العسكرية الأميركية ولذلك فان وزارة الدفاع الروسية ستقوم بالخطوات العسكرية اللازمة واول إجراء قامت به هو وقف الاتصالات مع الجانب الأميركي كما توجهت الدبلوماسية الروسية الى مجلس الأمن لأن الاعتداء الأميركي حصل خارج إطار الشرعية الدولية.

ولفت زاسبكين إلى أن “كل الدلائل في السنوات الأخيرة كانت تشير إلى أن المواد الكيميائية يملكها الإرهابيون اما العدوان الأميركي فكان مجهزا مسبقا واتخذ ما جرى في خان شيخون كحجة لتنفيذه” مبينا أن “الموقف الأميركي منذ عهد الرئيس السابق باراك اوباما بالتهديد بضرب سورية في حال استخدام الأسلحة الكيميائية شجع الارهابيين على استعمالها وساهم باستمرار الحرب ضد الجيش السوري”.

وأشار زاسبكين إلى أن “النقطة الأهم هي أن روسيا تنسق أعمالها بالكامل مع الدولة السورية والحلفاء” مشددا على أن بلاده “ستقوم بتعزيز الجهود للتصدي للإرهاب كما ستتصدى لمحاولات تدمير سورية”.

ورأى زاسبكين أن العدوان على سورية تجسيد للنهج الأميركي نفسه الذي فشل في ربع القرن الأخير والذي ادى الى كوارث في العالم وفي المنطقة العربية بالتحديد لافتا الى أن مواقف بعض الأنظمة العربية بدعم هذا العدوان تنم عن قصر نظر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد امس أن الضربة الأمريكية على سورية عدوان ضد دولة ذات سيادة وانتهاك للقوانين الدولية تحت حجج واهية مشددا على ان خطوة واشنطن هذه تلحق ضررا كبيرا بالعلاقات الروسية الأمريكية.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

زاخاروفا: واشنطن ولندن تحرضان أوكرانيا على تنفيذ أعمال تخريبية ضد روسيا

موسكو-سانا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الولايات المتحدة وبريطانيا