عندما أوكل العرب الأجنبي للدفاع عنهم وعن بلادهم-الوطن العمانية

بائسة جامعة الدول العربية التي هي تعبير عن حال العرب في آخر مشاهدهم الحالية. كان الأجدى بهذه الجامعة أن تقوم هي بتقديم الدراسات الوافية لكيفية القضاء على الإرهاب الداعشي ومشتقاته، بدل أن تقدم شهادة فقر حال عن وضعها الذي اختصره أمينها العام نبيل العربي، وبديلا عن التجمع الكبير الذي هدر في ويلز بحثا عن كيفية مكافحة الداعشيين.

لا يغير حال الدول إلا الدول ذاتها، ولا يدافع عنها إلا أبناؤها، ولا يحمل همها إلا من كانوا من خلاياها .. فخير القتال عن الأوطان من يخوضه رجالاتها تحت راية أعلامهم الوطنية وبقوة العزف الوتري الذي تصنعه الأناشيد الحماسية في النفس ساعة الإقدام.

كان بالعرب إذن أن يقدموا عن طيب خاطر، سواء عبر جامعتهم البائسة التي أقر أمينها العام بعجزها و”عقمها” ونزيد عليه بـ”عبئها الثقيل” على كاهل الشعوب العربية، أو عن طريق دولهم الفاعلة، إلى تأطير قواهم في بوتقة واحدة تعيد أمجاد الماضي لتحققها في الحاضر، فتصنع قتالا مشرفا عن نفسها وعن عروبتها وإسلامها الحقيقي، وتقدم شهادة للعالم عن قدراتها وإمكاناتها، وهي التي اشترت بالمليارات من الدولارات أسلحة من كل نوع، ولا تنقصها سوى المبادرة التي نعتقد أنها لو وجدت لغيرت وجه المنطقة والعالم، ولغيرت في العرب أنفسهم.

يقينا إنهم لو فعلوا ما هو مطلوب منهم، لنالوا احترام الأرض، وأثبتوا جدارتهم في الحياة إلى جانب كل شعوب العالم التواقة إلى الحرية. لكن الأمر لم يحصل، ترك التفكير للأجنبي، والتخطيط له، والتنفيذ أيضا. صار هو المنقذ ونحن نعرف أن صناعة الإرهاب من وحي أفكاره ومن تنفيذه وتخطيطه، وأنه ليس حريصا على أمة متهالكة بائسة كجامعتها في درء الأخطار عنها، سواء بالرجال أو بالمال، أو بالسلاح المتقدم.. ولهذا جاء بيانها معبرا عن حالة بؤسها وتبعيتها للأجنبي، حين حصر الإرهاب في العراق ومدينا له، دون أدنى إشارة إلى إرهاب الدواعش ضد الشعب السوري، في إصرار واضح على أخطاء الماضي بتشجيع هذه الظاهرة تحت مسمى دعم المعارضة ومساندة الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته، وغيرها من المسميات والشعارات التي هيأت البيئة الخصبة للإرهاب بل وشجعت خلاياه على تكاثرها، وبالتالي بدا البيان كأنه صادر عن الخارجية الأميركية بحكم النفس الأميركي والواضح في البيان.

مرة أخرى يقدم العرب أنفسهم إلى العالم كعاجزين عن التفكير وعن قيادة مرحلة تخصهم، وعن الدفاع عن أنفسهم وصيانة بلادهم، مما يسمح للأجنبي في كل لحظة أن يتعامل معهم كأوطان قاصرة تحتاج للرعاية الدائمة، مع أنهم يملكون من المال الشيء الوفير، وفيهم العقول الجبارة التي إما هاجرت بحثا عن من يحترمها، أو جلست بعيدة عن الدور المطلوب منها لأسباب عائلية أو نفعية أو قبلية أو عشائرية وغيره.

في هذه المرحلة المصيرية، وكل مراحل العرب كذلك، لو كان للعرب جامعة فاعلة لأسهمت في كتابة تاريخ عربي يشار إليه بالبنان على أنه متقدم عن كل الأمم تفكيرا وتنفيذا .. لكن، بمثل الحالة الراهنة، فإن الجامعة لا تملك سوى ممارسة القوة على عضو من أعضائها المؤسسين وهي سورية حين سارعت لشطبها من عضويتها، أو عملت على إصدار فتوى للحلف الأطلسي بتدمير ليبيا، فكانت ما وصل إليه ذاك البلد، ولولا قوة سورية وشعبها وجيشها العربي لكانت هنالك ليبيا مماثلة للأولى.

كنا نتمنى لو أن العرب قد وضعوا يدا بيد وخططوا وهم ينفذون الآن تحت سمع العالم وبصره معارك الشرف لهزم الإرهاب قبل أن يكبر أكثر ويتمدد ليصبح في عقر دار كل منهم .. وخصوصا أن هذا الإرهاب يدلل على نفسه بأنه يسعى إلى تلك الخطوات واستباحة كل مكان عربي تحت شعار رفعه أحد قادة “داعش” بأن المطلوب قتل نصف المسلمين لنفكر بعدها بالخطوة التالية.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …