رياضة اليوغا على البحر نشاط متميز على شاطئ جبلة

اللاذقية-سانا

على صوت أمواج البحر وتحت أشعة الشمس الصيفية يجتمع عدد كبير من محبي اليوغا كل أربعاء على شاطىء الشقيفات بمنطقة جبلة في اللاذقية لممارسة رياضتهم المفضلة والتمتع بطبيعة المنطقة الساحرة التي تساعدهم على اكتساب طاقة إيجابية تفيد في تحمل أعباء الحياة وخوض غمار الأعمال اليومية بعيداً عن التوتر والانفعال.

وينقسم المتدربون حسب المدربة وفاء جديد رئيسة اللجنة الفرعية لليوغا في اللاذقية إلى عدة مجموعات تتوزع على عدد من مناطق المحافظة وتتبع المركز السوري لليوغا والتأمل وهو المركز الوحيد المتخصص باليوغا في سورية مشيرة إلى أن المركز أحدث عدداً من المقرات ضمن اللاذقية لتكون اليوغا قريبة من الناس غير القادرين على الوصول للمركز لنشر ثقافة اليوغا وتعريف أوسع شريحة ممكنة من المجتمع بها.2

وتقول: “يأتي نشاط اليوغا على البحر كواحد من أنشطة عديدة تنفذ ضمن المركز والفروع التابعة له في جبلة واللاذقية وهو مفتوح للجميع للتعرف على قواعد هذه الرياضة والاستفادة من طاقة البحر الإيجابية فاليوغا تملك خصائص علاجية عديدة وممارستها على شاطئ البحر تلعب دوراً أساسياً في علاج الأمراض المفصلية وتقوية عضلات الجسم ورفع نشاطه وحيويته كما أن طبيعة المكان تؤثر في الحالة النفسية لكونها تدمج بين عدة مكونات طبيعية ضمن توليفة متميزة كالهواء والرمال والبحر ما يزيد من قدرة المشاركين على التنفس الصحيح الذي يعد أساس اليوغا .”

وأضافت المدربة جديد أن ممارسة هذه الرياضة على الشاطىء تثير فضول الناس الموجودين في المكان ليأتوا ويتعرفوا على ما نقوم به أي أننا نقوم بطريقة أو بأخرى بنشر تلك المعارف بينهم بالإضافة إلى تنمية روح العمل الجماعي للمشاركين ضمن جو اجتماعي متميز يزيد من نشاطهم وحماسهم للتمارين .”3

ونفذ المركز دورات يوغا للأطفال على شاطئ البحر تختلف عن تمرينات الكبار التي تستمر لساعة ونصف الساعة وتبدأ بتحمية الجسم بتمارين تمديد وتمطيط تليها تمارين جسدية يرافقها التنفس المنتظم لتبدأ بعدها تمارين خاصة بتقنيات التنفس وفي النهاية تجري المجموعة عدداً من تمارين التأمل والاسترخاء والتركيز حيث تشير المدربة جديد إلى أن اليوغا تعتمد على رغبة المشاركين بالاستفادة منها لتوليد حالة من الاندماج الفكري مع الجسد فتمارين اليوغا على البحر تشمل الوقوف ووضعيات حركية ترتبط مع الأرض والجلوس والتأمل للوصول إلى حالة الهدوء والسعادة.

بدوره قال بشار نصور مدرب في المركز السوري لليوغا: ” إن رياضة اليوغا هي نظام حياتي يومي تصبح فيما بعد جزءاً من حياة وتكوين الفرد في حال اعتاد عليها ” مؤكداً أن توجه المركز لإجراء تمارين يوغا خارج المركز يأتي من ارتباط اليوغا بالطبيعة والهواء الطلق للوصول إلى التنفس الصحيح الذي يعد المصدرالرئيسي للطاقة وفي اللاذقية تحديداً يعتبر البحر المنفذ الأفضل لتحقيق هذه الغايات كما أن مجال الطاقة فيه أوسع ووجود المياه المالحة يفيد فى سحب الشحنات السلبية من الجسم.

وأضاف أن الناس يمارسون اليوغا ليتخلصوا من مشاكلهم ويستمتعوا ويرتاحوا من الهموم وعندما نجد ابتسامة المشاركين فى نهاية التمرين وتعابير وجوههم المريحة نقول إن التمرين نجح وحقق غاياته فكل شخص يأخذ ما يريده من اليوغا التي تمتلك فوائد عديدة أهمها توازن الطاقة في الجسم ومساعدة الإنسان في التحكم بعواطفه وانفعالاته وجسده بالإضافة لتوفيرها تقنيات لمعالجة عدد من الأمراض فكل شخص يجب أن يعرف ما يريده من اليوغا التي تعتبر رياضة لطيفة لا تتطلب جهداً زائداً.4

كما لفت المدرب نصور إلى ارتفاع إقبال الناس على اليوغا قياساً لعدد المسجلين في بداية انطلاقة المركز عام 2002 فالبعض يعتبرونها صيحة رائجة وآخرون يرونها فرصة للتخلص من التوتر بالإضافة لوجود أشخاص يقصدونها للعلاج مع إشارته لسعي المركز لنشر هذه الرياضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة والاستمرار في افتتاح مراكز متعددة فى المحافظة وخارجها .

من جهته أشار المتدرب حسان عيسى إلى أنه استفاد بشكل كبير من رياضة اليوغا في تنظيم نومه والحصول على نوم عميق بشكل سريع دون قلق أو تفكير كما أن ممارسته لتلك الرياضة جعلته يتخلص من مجموعة أوجاع وأمراض إضافة إلى التخلص من الوزن الزائد بشكل بطيء وسهل نظراً لاكتسابه وعياً لتناول الطعام الصحي كما أن اعتماد تمرين البحر على الثبات يساعد في التركيز على كل عضلة من عضلات الجسم ويقود إلى وعي الذات بشكل أفضل.

أما الدكتورة رولا ديوب فقد أكدت أنها بدأت بممارسة اليوغا منذ عام 2003 وكان لها الأثر الإيجابي في تنظيم حياتها وزيادة طاقتها لتتابع أعمالها اليومية والأسرية دون مشاكل وقالت: “أصبحت أركز بشكل أفضل نظراً لأن الدماغ يأخذ كمية كافية من الأوكسجين أثناء تمارين اليوغا ما ساعد على تحسين وظائفي الحيوية كما لمست تحسنا فى توازنى الشخصي وإعادة انسجامي مع ذاتي ومع الآخرين فالشخص الذي يتعلق باليوغا ويستفيد منها صحياً ونفسياً لا يستطيع التخلي عنها لأنها تصبح جزءاً من حياته. “5

وهذا ما أكد عليه مضر علي الذي لفت إلى أهمية ممارسة اليوغا على البحر ودورها في الانسجام بشكل أكبر مع الطبيعة والإحساس بطاقتها الإيجابية ما يعزز الجمال الموجود داخل كل إنسان نظراً لأن المشاركين يتمتعون برؤية جمال الطبيعة بعيداً عن صخب المدينة وشكلها الرتيب مؤكداً أن اليوغا تتدخل بمشاعر الإنسان وأحاسيسه وحالته النفسية والذهنية والروحية على عكس الرياضات الأخرى التي لا تهتم بهذه التفاصيل وتركز على الجانب العضلي والبنيوي للجسم .

ياسمين كروم

انظر ايضاً

افتتاح مركز لرياضة اليوغا في حمص

حمص-سانا بهدف نشر رياضة اليوغا والتعريف بفوائدها الصحية الجمة، افتتحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بحمص …