مهرجان الفرق المسرحية الشبيبية..خطوة لكشف المواهب

السويداء-سانا

شكل المهرجان المسرحي الفرعي الأول للفرق المسرحية الرابطية الشبيبية الذي اختتمت فعالياته مؤخرا بالسويداء خطوة مهمة لكشف المواهب الشبابية المتميزة وإفساح المجال لها لإظهار إمكانياتها الفنية واكتساب الخبرات اللازمة التي تؤهلها مستقبلا للعمل المحترف في هذا الفن النبيل.

واتسم المهرجان الذي استضافه مسرح مديرية التربية على مدار خمسة أيام بالفترة الواقعة بين السادس والعشرين والثلاثين من الشهر الفائت بمشاركة شبابية واسعة تمثل فرق الروابط الشبيبية في شهبا وصلخد والقريا والغربية.

وشهد المهرجان تقديما لخمسة عروض مسرحية هي سلماكوف لفرقة رابطة الشهيد رفيق حلاوة بمدينة صلخد و موال من بلدي لفرقة رابطة الشهيد غازي الدبس بالقريا و بيني وبينك و الحذاء والكلب لفرقتي رابطة الشهيد كمال نصر الغربية و إلى متى لفرقة رابطة الشهيد سلمان خيو في شهبا.

وتناول العرض المسرحي سلماكوف من إعداد وإخراج غازية الغجري عبر 40 دقيقة قصة فتاة اسمها سلمى تعيش في بلاد الاغتراب كاشفا ما تتعرض له من محاولات تجنيد فاشلة للعبث بأمن الوطن لتقدم رسالة مفادها أن الوطن قادر على احتضان جميع أبنائه.

وسلط عرض / موال من بلدي / من تأليف وإخراج محمود الصالح لمدة خمسين دقيقة الضوء على ما يتعرض له وطننا من أعمال إرهابية على أيدي المجموعات الارهابية المسلحة مع إبرازه لقيمة الشهادة ومعانيها السامية في حياتنا ومدى اعتزاز الوطن بأبنائه الشهداء.

ويوضح المخرج الصالح لنشرة سانا الشبابية أنه أراد من خلال العرض إظهار المؤامرة التي تستهدف وطننا وإبراز الإرث النضالي للأجداد وكيفية التمسك به ومدى الاعتزاز بالتضحيات التي يقدمها جيشنا الباسل اليوم مع التأكيد على أهمية الدفاع عن الوطن وتقديم رسالة هامة عن كيفية استمرارية الحياة وتجددها والأمل بالمستقبل.

وقدم العرض المسرحي إلى متى من تأليف عهد نصر وإخراج وليم الراشد عبر 45 دقيقة ضمن قالب كوميدي ناقد مشاكل الشباب وانعكاس الأزمة عليهم حاملا قيما يتمسك بها الشباب وهي حب الوطن والتعلق به كما يدعو الشباب وخاصة المبدعين منهم لعدم حرمان مجتمعهم من طاقاتهم وكفاءاتهم كما تطرق إلى خطر الأمراض الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع.

أما عرض بيني وبينك الذي فاز بأفضل عرض ونص لمؤلفته علا الصفدي فتناول نصه اهمية استيعاب الأهل لأفكار الشباب وسد الثغرة الموجودة بينهم.

وتقول الفنانة الصفدي عن العرض.. ” انه شهد مشاركة 17 ممثلا من عمر 10 إلى 18 سنة روى كل شخص منهم مشكلة واقعية تخصه أو ترتبط بأحد أصدقائه مبرزا المشاكل التي تواجه الشباب في هذه المرحلة العمرية في البيت أو المدرسة أو الشارع ” موضحة أنها اعتمدت من خلاله على نهج المسرح التجريبي الذي يركز على جسد الممثل بتكوين الإيحاءات الموسيقية والديكور وتجسيد الفكرة.

وتشير الصفدي إلى أن فرقتها تملك مواهب متميزة ولها تجربة سابقة من خلال العديد من العروض المسرحية مؤكدة بالوقت نفسه أهمية المهرجان الذي يعتبر مبادرة جيدة متمنية في المهرجان القادم زيادة الإشراف على الفرق المسرحية الرابطية من المختصين بغية صقل المواهب بشكل مناسب.

ومن العروض التي قدمتها فرقة الرابطة الغربية بالمهرجان أيضا عرض الحذاء والكلب المأخوذة فكرته من قصة الحرباء للكاتب الروسي تشيخوف والذي شارك به 8 ممثلين وجاء بهدف إيصال رسالة مفادها كما تقول الشابة الصفدي .. ” أنه على الإنسان عدم التنازل عن حقه مهما كانت الضغوط المحيطة به”.

الشاب فارس العقباني الفائز بالمركز الأول لأفضل ممثل في مسرحية بيني وبينك أكد أن المهرجان حقق فائدة كبيرة له حيث اطلع من خلاله على مستوى الفرق الأخرى المشاركة من ناحية التمثيل والإخراج والكتابة مع التعرف على وجوه جديدة بالمسرح معربا عن سعادته بجائزة افضل ممثل التي حصل عليها مناصفة مع /معتصم أبو زيدان/وفخره بوجود مواهب مسرحية كبيرة في محافظة السويداء متمنيا بالوقت نفسه توسيع إطار المشاركة بالمهرجان القادم.

أما المشاركة الشابة وفاء المحلم فترى أن فكرة المهرجان جميلة وداعمة للعمل المسرحي والمواهب الناشئة وخاصة مع وجود مخرجين مخضرمين مشيرة إلى “وجود نقاط سلبية فيه أهمها قلة الوقت المخصص للفرق للتدريب قبل العرض وضعف التغطية الإعلامية له وعدم جاهزية مسرح التربية لاستضافته بالشكل الأمثل”.

أمين فرع السويداء لاتحاد شبيبة الثورة كمال شجاع أكد أن هذا المهرجان جاء ليظهر مدى اهتمام المنظمة بالمواهب الشابة المتميزة المحبة للفن وخاصة ان الشباب يريد التعبير من خلال خشبة المسرح عن حضارتنا وواقعنا الذي نعيشه وعن سورية الوطن والعروبة مستندين في ذلك إلى وعيهم القومي الذي استقوه من فكر منظمة اتحاد شبيبة الثورة.

من جانبها أوضحت عضو قيادة فرع السويداء لاتحاد شبيبة الثورة رئيسة مكتب الأنشطة الفنية المشرفة على المهرجان لما السلامة أن هذا المهرجان جاء ضمن خطة المكتب حرصا منهم على رعاية المواهب الفنية الشابة وإفساح المجال أمامهم للتعبير عما يجول في داخلهم من مشاعر وأحاسيس وإيصال رسائل هادفة بشكل فني للجمهور المتلقي.
وأضافت.. ” أن العروض المقدمة الكوميدية منها والناقدة طرحت الكثير من القضايا التي تمس الحياة بشكل عام” لافتة إلى أن الفرق المشاركة بالمهرجان ستجري متابعتها وزيادة الاهتمام بها كونها تملك الكثير من المواهب الواعدة.

يذكر أن النتائج المعلنة للمهرجان أسفرت عن فوز العرض المسرحي بيني وبينك للرابطة الغربية لمؤلفته علا الصفدي بأفضل عرض ونص مسرحي وفوز الشاب وليم الراشد رابطة شهبا عن عرضه إلى متى بأفضل إخراج مسرحي.

وحقق المركز الأول لأفضل ممثل مناصفة كل من الشابين معتصم أبو زيدان رابطة شهبا في عرض إلى متى و فارس العقباني الرابطة الغربية في عرض بيني وبينك والمركز الثاني للشاب كيان الأسعد الرابطة الغربية في عرض بيني وبينك والثالث للشاب إيهاب الدبس رابطة القريا في عرض موال من بلدي.

وجاءت أولا كأفضل ممثلة الشابة ليمار الصفدي من رابطة صلخد عن عرض سلماكوف تلتها بالمركز الثاني الشابة تيماء الأسعد من الرابطة الغربية عن عرض بيني وبينك فيما جاءت ثالثة الشابة عبير الشعار من رابطة صلخد عن عرض سلماكوف.

عمر الطويل