إضاءات جديدة على شعر بدوي الجبل والشام في قصائده خلال ندوة الأربعاء الشهرية

دمشق-سانا

الشاعر السوري الراحل بدوي الجبل كان ضيف ندوة الأربعاء الثقافية الشهرية في نسختها السادسة التي تنظمها وزارة الثقافة دوريا وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون مساء اليوم.

الندوة التي حملت عنوان “بدوي الجبل سيف الشعر العربي الحديث” تطرقت لمحاور تتصل بالشام في شعر بدوي الجبل وبلغته الشعرية وأضواء جديدة على شعره.

وألقى وزير الثقافة محمد الأحمد كلمة في مستهل الندوة قال فيها “عندما سئل الشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري من هو أكبر شاعر في العصر أجاب هو بدوي الجبل وشاعر آخر أما الشاعر الكبير نزار قباني فوصفه بالسيف اليماني الوحيد المعلق على جدار الشعر العربي بينما اعتبره الشاعر اللبناني سعيد عقل بأنه أحد قلائد شعراء العربية والدنيا ورأى فيه الأديب الراحل محمد الماغوط آخر جمرة في صقيع الشعر العربي”.

وتطرق وزير الثقافة لمنزل الشاعر الراحل الذي كان بمثابة “صالون أدبي يزوره كبار الأدباء والشعراء وكانت بلاده وأمته هما حبيبتاه ليغدو مع الزمن حضنا للعاشقين والمقهورين وزادا للمفكرين وغذاء للعاطفيين” ثم قرأ مقطوعات من قصائده في رثاء المجاهد إبراهيم هنانو و”البلبل الغريب” التي تغنى فيها بحفيده البكر و”اللهب القدسي” ذات معاني الحب العميقة والفلسفية.

الدكتور إسماعيل مروة الذي أدار الندوة تحدث عن علاقته بشعر بدوي الجبل والتي تمتد لعشرات السنين عندما قرأ قصائده وتماهى مع معانيها ولاسيما بعد أن اطلع على ما كتبه أصدقاوءه عنه من الكتاب والشعراء ولمس في شعره عشقه للشام ووفاءه للشخصيات الوطنية والمبدعة في سورية التي نظم لها أروع قصائد الرثاء.

وتحدث الدكتور حمود يونس عن الشام في شعر بدوي الجبل مبينا أن قصائده تصور محبته لها كمدينة ساكنة في وجدانه ومقيمة معه أينما حل ليرتبط معها بقصة حب لا تنتهي وليرى فيها شام الوطن والعروبة والذكريات حيث لا تكاد تخلو قصيدة في ديوانه من الحديث عنها.

وأوضح يونس أن الشام في قصائد بدوي الجبل وردت على شكلين أولهما بشكل مباشر وهي لا تشغل سوى مكانة ضئيلة حيث نظم قصيدتي “دمعة على الشام” التي وضعها في غربته عنها إثر وفاة والده و”أهوى الشآم” ويصف فيها جمال هذه المدينة وطبيعتها الخلابة أما الشكل الثاني بحسب يونس فجاء فيه ذكر الشام ضمن ثنايا القصائد وترتبط بموضوعات كثيرة من العروبة والشهداء وفلسطين والمكان الذي يحسن العيش فيه إضافة لرثاء الشخصيات الوطنية.

وقدم الشاعر صقر عليشي إضاءة جديدة على شعر بدوي الجبل تحدث خلالها عن جوانب رآها منسية في قصائده بدءا من مجموعته الأولى الصادرة عام 1925 تحت اسم “الشفق” التي ظهر فيها كشاعر “متمرد” يرفض المقولات الجاهزة والأعراف والتقاليد البالية فضلا عن استخدامه لأوزان وموسيقى مختلفة في القصيدة الواحدة.

ولفت عليشي إلى أن المرحلة الثانية من شعر بدوي الجبل “ابتعد فيها عن قصائد الرثاء والمديح والغزل التي صبغت بداياته” فوضع قصائد عبر فيها عن أفكاره وروءاه كقصيدتي “ما شأن هذا الأشعث الجواب وفلسفة الحقيقة” التي يستعرض فيها شعراء العربية ويمر عليهم مرور الناقد مشيرا إلى أنه في المرحلة الأخيرة من حياته “هدأ الانفعال الشعري في قصائده”.

وجاء محور اللغة الشعرية عند بدوي الجبل للدكتور محمد قاسم مليئا بالشواهد الشعرية للراحل ولشعراء آخرين حيث رأى قاسم عبر مقارناته أن بدوي الجبل كان صاحب “ديباجة عربية صافية” وأتى بشعر يحدث العجائب في الأنفس وعده كثيرون سيد شعراء العربية كما امتلك لغة مطواعة وألفاظا غزيرة نتيجة لمعايشته واكتسابه من معارف والده العلامة سليمان الأحمد ولدراسته القرآن صغيرا واطلاعه العميق على أمهات الكتب وحفظه لقصائد أهم الشعراء ولدور الطبيعة الجميلة التي قضى فيها طفولته وصباه في ريف اللاذقية وتغربه في شتى أنحاء المعمورة ما أكسب شعره بعدا حضاريا.

حضر الندوة عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية المهندسة هدى الحمصي ومعاونا وزير الثقافة ومدير الهيئة العامة السورية للكتاب ومديرا الثقافة في دمشق وريفها وأعضاء في مجلس الشعب وفي مجمع اللغة العربية وأساتذة جامعيون ومثقفون.

سامر الشغري

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency