فعاليات ونشاطات عدة في مهرجان قطاف الوردة الشامية في المراح ووعود بتطوير وتوسيع زراعتها  وصناعتها

ريف دمشق-سانا

تحت شعار وردتنا سفيرتنا إلى العالم انطلق صباح اليوم مهرجان قطاف الوردة الشامية في قرية المراح بمحافظة ريف دمشق بمشاركة شعبية ورسمية واسعة.

وانطلق المزارعون والمزارعات إلى الحقول منذ الصباح الباكر للبدء في عمليات قطاف الوردة الشامية وجمع أزرارها التي يستخرج منها الزيت العطري الذي يعتبر أغلى من الذهب وأبقى من النفط.

ومن وسط الحقل وأثناء قيامهن بعمليات القطاف أكدت العديد من النسوة في تصريحات لسانا أن ارتباطهن بالوردة الشامية عميق جدا وحبهن لها لا حدود له لأنها أعطت معنى لحياتهن وجعلتهن أكثر نشاطا إضافة إلى أن العمل في زراعة وتجميع وتصنيع الوردة الشامية فيه متعة لا توصف لأنهن تربين بين الورد الشامي ويعتنين بها مثل الولد.

فاطمة البيطار إحدى السيدات التي تعمل في زراعة الوردة الشامية تحدثت عن الفوائد الكبيرة للوردة وأهم المنتجات التي تصنع منها مؤكدة أنها تجمعها قصة عشق كبيرة بينها وبين الوردة الشامية لأنها تربت على زراعتها والاهتمام بها بينما بينت مية البيطار أن الوردة الشامية هي من أدخلت الفرحة إلى قلوب أهالي المراح وبفضل دعم الأمانة السورية للتنمية لهذه الزراعة انتعشت القرية اقتصاديا واجتماعيا واكتسبت شهرة كبيرة.

وبينت فخرية العيناوي أن موسم القطاف بدأ منذ 15 يوما وكان موسما خيرا مشيرة إلى أنها تقوم بتصنيع ماء وشراب الورد والمربيات وتشارك في صناعة العطورات والمراهم وغيرها مؤكدة أن الوردة الشامية تراث عريق لمختلف بلاد الشام بينما لفتت صبحية ضاوي أنها تعمل بالقطاف منذ أن كانت صغيرة حيث ورثت هذه الزراعة عن الآباء والأجداد والآن تم تطويرها مؤكدة أن محبتها للوردة لا توصف.

وعبر الأطفال الذين شاركوا الأهالي في عمليات القطاف عن سعادتهم وحبهم الشديد لهذه الوردة وأكدوا أنهم يشاركون في كل الأعمال الناتجة عنها.

وخلال مشاركتهم للمزارعين في قطاف الوردة الشامية أكد وزير الزراعة والاصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري أن قطاف الوردة الشامية أصبح من الفعاليات المهمة نظرا للمكانة الكبيرة التي تحتلها على مستوى العالم ”  وبتنا نحرص في كل عام على مشاركة الفلاحين بعملية قطافها ”  مشيرا إلى الدعم الكبير الذي توليه الوزارة لهذه الوردة من خلال تأمين الغراس الزراعية والآليات الهندسية لاستصلاح الأراضي ومؤخرا تم حفر بئر في المنطقة لتأمين الريات التكميلية لهم وحاليا لدى الوزارة خطة للتوسع في زراعة الوردة الشامية في أكثر من محافظة بينها محافظة حلب وقبل الأزمة تم التوسع بها في المنطقة الشرقية وتحديدا في محافظة دير الزور.

وبين القادري أن المراح هي أكثر بيئة مناسبة لزراعة الوردة الشامية وسميت بهذا الاسم لأنها أبنة الشام وباتت اليوم تحقق نجاحات مهمة لأنها زراعة بعلية إلا في بعض الحالات النادرة وتتميز هذا الوردة  في هذه

المنطقة بخصائص غير متوافرة في أماكن اخرى لافتا إلى أن المساحة المخصصة لزراعة الوردة الشامية كانت قليلة سابقا واليوم شهدت توسعا كبيرا وهناك قرى بالقلمون ستتوسع في زراعتها وهناك دراسة حديثة قام بها مركز السياسات الزراعية حول الجدوى الاقتصادية لهذه الزراعة سيتم ترجمتها إلى برامج تنفيذية للتوسع بها بشكل أكبر.

من جانبه أكد وزير السياحة بشر يازجي أن الوزارة أولت السياحة الريفية الاهتمام الكبير لأن جميع الأرياف ماتزال بكرا وتضم الكثير من الجنان مثل حقول الوردة الشامية المنتشرة في بلدة المراح والتي تتمتع  بخصوصية مميزة وتوليها الوزارة كل الاهتمام لأنها تسهم بشكل كبير في تشجيع السياحة البيئية.

وقال يازجي إن الريف بكامله مستهدف من الوزارة كسياحة بيئية لكن بسبب الظروف التي تمر بها سورية يتم التركيز على بعض المناطق التي يمكن أن تكون نقطة جذب للسياح مثل المراح نظرا لوجود الكثير في العالم ممن يهتمون بالوردة الشامية ومنتجاتها لهذا ستعمل وزارة السياحة لاحقا على إقامة استراحات طرقية تقدم منتجات الوردة الحالية والمطورة بدءا من العطور والمأكولات الخاصة بها وستنفذ حسب الامكانيات المتوافرة داعيا المستثمرين المحليين إلى التوجه في هذا الاطار.

محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم أشار في تصريح للصحفيين إلى أن المحافظة ستقدم كل الدعم للمزارعين لتشجيع زراعة هذه الوردة وهناك خطط لإقامة معمل لتقطير ماء الورد والاستفادة من مختلف منتجاتها بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني والأحوال المعيشية للسكان إضافة إلى انه سيتم تأمين الطرقات وتعبيدها في مختلف الحقول وفتح طرقات أخرى لتسهيل العمل والاستفادة من مختلف المساحات في زراعة الوردة.

وأكد المحافظ أن ” الأمانة السورية للتنمية تشارك وتقدم الدعم الكبير للتوسع في زراعة هذه الوردة التي نفتخر بها وبدأت نشاطها في هذا الإطار منذ عام 2007 وكانت للسيدة أسماء الأسد زيارات لتطوير هذه الزراعة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية”.

من جهته بين أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور همام حيدر في تصريح لسانا أن مهرجان قطاف الوردة الشامية يقام في هذه البلدة نتيجة الأجواء الآمنة والمستقرة التي فرضها الجيش العربي السوري وأبناء هذه المنطقة الذين تمكنوا من تنمية هذا النوع من الزراعات التي تعد ملكة الورود واستغلوا هذه الزراعة في إنتاج الكثير من المنتجات الغذائية والاقتصادية ومنها ما يصب في صلب احتياجات الاسرة السورية لافتا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه السيدة أسماء الأسد لتنمية زراعتها من خلال الأمانة السورية للتنمية ووزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والسياحة نظرا لمكانتها وأهميتها الاقتصادية الكبيرة.

وفي تصريح مماثل أشار احمد صالح ابراهيم رئيس الاتحاد العام للفلاحين إلى أنه تم إحداث جمعية مختصة بزراعة الوردة الشامية في قرية المراح منذ سنوات عدة وزاد الاهتمام بها مؤخرا لما لها من أهمية تراثية لأنها ضاربة في التاريخ ومعروفة بالوردة الدمشقية ولها فوائد من الناحية الطبية والجمالية والغذائية إضافة إلى أهميتها الاقتصادية فهي أغلى من الذهب وأبقى من النفط إضافة إلى أن المرأة الريفية هي التي تعمل في زراعتها وجمعها وقطفها مؤكدا أن الاتحاد يدعم هذه الزراعة من أجل تمكين الأسر السورية ودعم المرأة الفلاحة ضمن هذه الحقول المنتشرة في قرية المراح موضحا أن الوردة الشامية تعيش في أراضي بعلية جاذبة للاستقرار في المنطقة لهذا يعمل الاتحاد لتقديم كل التسهيلات والدعم لتطوير والارتقاء والاستمرار في زراعتها والتوسع بها بالتعاون مع الحكومة والأمانة السورية للتنمية وكل الفعاليات العاملة في زراعتها من أجل  الوصول بها الى الخارج والتمكن من تصديرها.

رئيس جمعية المراح لإحياء وتطوير الوردة الشامية مدين البيطار أكد بدوره أن المهرجان يتضمن العديد من الفقرات الجديدة لم تكن موجودة سابقا لافتا إلى أن المساحات المزروعة زادت على 700 الى الف دونم نظرا للدعم الكبير الذي تتلقاه الوردة من جميع الجهات المعنية لتنمية هذه الزراعة كاشفا أن الانتاج يقدر لهذا الموسم بنحو 30 الى 40 طنا علما ان هناك توجهات لاقامة معمل مركزيا في القرية لجمع كل انتاج سورية من الورد الشامي لاستخراج الزيت العطري للوردة ضمن المراح لأنها تحتل المركز الأول في انتاج وزراعة الوردة مبينا أن جمعية الوردة الشامية تعمل على نشر والتوسع بزراعتها على مستوى مختلف المناطق وخاصة في الأماكن المناسبة لهذا النوع من الزراعات.

وبعد جولة في حقول الوردة من جميع المشاركين بدأت فعاليات المهرجان الذي تخلله عدد من العروض المسرحية الفلكلورية والتراثية التي تتحدث عن عراقة الوردة الشامية وأهميتها الاقتصادية والطبية والجمالية والغذائية إضافة إلى مقطوعات زجلية وموسيقية قدمتها فرقة صلحي الوادي وفي ختام الحفل تم تكريم المزارعين المتميزين في هذه الزراعة.
حضر المهرجان عدد من أعضاء مجلس الشعب في المحافظة ورؤساء المنظمات الشعبية ومديرو  المؤسسات المعنية وبعض الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.

سفيرة  اسماعيل

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency