الأديبة كوثر خليل تدخل عالم الرواية وتعتبرها الأكثر قدرة على التعبير

دمشق-سانا

تدخل الأديبة الشابة كوثر خليل عالم الرواية بخطا واثقة بروايتها الأولى التي صدرت حديثاً تحت عنوان رجل فوق السحاب لتجد في الرواية عملاً ثقافياً يعكس واقع المجتمع لأنها الأكثر قدرة على التعبير عما يجول في النفس وتقول خليل في حديث لسانا أقدمت على كتابة الرواية رغم معرفتي المسبقة بأنها خطوة ليست سهلة وتحتاج إلى الكثير من المعرفة والتأني وتراكم الثقافات لذلك عمدت إلى قراءة العديد من تجارب الكتاب العرب والعالميين الروائية أمثال أحلام مستغانمي وممدوح عزام وابراهيم نصر الله وماريو فارغاس يوسا وبلزاك وماركيز ووجدت أنني قادرة على صياغة ما هو بداخلي كما يصوغ أولئك الكتاب والأدباء ما في دواخلهم.

وأضافت برغم أنني أكتب النص المنثور فضلت نشر الرواية لأن النثر يحتاج إلى تأن حتى يتمكن من فرض حضوره إضافة إلى أن القاعدة الشعبية للقراء تفضل دائما الأجناس الأدبية على النثر وهذا ينعكس على تعاطي دور النشر مع الكتاب والأدباء ونشر ما لديهم من أعمال.DSC_0630

وترى الأديبة الشابة أن الرواية أثبتت وجودها على صعيد الحضور الأدبي وتمكنت من تخليد مراحل الحياة وتوثيقها وإن كانت في أغلب الأحيان تخضع إلى رؤية الكاتب وسلوكه الفني والأدبي والتربوي.

وتوضح خليل أنها اعتمدت في روايتها الأولى على الأسلوب السردي الذي طغت عليه اللغة الشعرية نتيجة لتأثرها بمجموعة من الكتاب الذين سلكوا هذا الاتجاه ولاسيما أحلام مستغانمي لأن اللغة التي يستخدمها الروائي هي أكثر الأدوات قدرة على خلق رابط عاطفي بين النص والمتلقي إضافة إلى تأثرها بالكاتبة ايزابيل الليندي ما أضاف لها قدرة أخرى على السرد.

وتعالج خليل في روايتها القضايا الاجتماعية الناجمة عن تداعيات الأزمة وما تفرضه الظروف من حالات قاسية تحكم بالبعد بين الأحبة وتفكك العلاقات الاجتماعية معتبرة أن العلاقات العاطفية في العمل الروائي يجب أن تخدم سياق الأحداث لا أن تحشر فيها ودون أن تخل بمستوى العمل الأدبي.

وتبين خليل الأسلوب الذي اعتمدته لبناء الرواية بالقول اعتمدت في أسلوبي الروائي على السرد على حساب الأسس الأخرى المكونة للرواية برغم وجودها لأنني كنت أرغب بالإلمام في معظم الجوانب التي تحرك الأبطال وفي النتيجة يظل المستوى الفني للرواية هو الأهم وإن كانت هناك مقومات تتنامى على حساب أخرى.

وتتابع إن الكتابة عمل انقلابي وثوري حتى عند المرأة وكثيرا ما تكون الكاتبة في حياة اجتماعية مغلقة تعيش عادات وتقاليد موروثة تضع أمامها محرمات تحظر عليها تجاوزها لكن الكاتبة عندما تتناول قضايا المجتمع سوف تخترق المحظورات وتتجاوز المحاذير وتأتي بالنتائج التي تراها مناسبة من وجهة نظرها.

وترى الأديبة الشابة أن العمل الأدبي الذي يتجاوز العادات يكون صحيحاً وناجحاً في حال اعتمد الكاتب ثقافات سليمة وقدم خلاصة إيجابية عن الرواسب المغلوطة ما يؤهله للعب دور ريادي ومهم في مجتمعه.

وبوسع الكاتب كما تعتقد خليل أن لا يكتفي بالسلبيات بل يشير إلى ما في المجتمع من علاقات اجتماعية إيجابية ومتطورة تواكب الحضارة وعليه أن يجد السبل التي تمجد هذه الإيجابيات وتسعى لتعزيزها وتعميمها دون أن يشعر القارئ بانحياز الكاتب لهذه الفكرة دون سواها.
ومن خلال وسطها المحيط فضلا عن تشجيع الأهل امتلكت أديبتنا أدوات الكتابة والنشر لأن الموهبة أيا كانت إن لم تجد محفزا قد تختفي من نفس صاحبها ليحرم المجتمع من موهبة واعدة قادمة.

وعن رأيها بالرواية السورية تقول إن الرواية في بلادنا تجاوزت كثيراً من الآداب الأخرى وحصدت الجوائز عربياً وعالمياً وهناك كتاب يعطون دفعاً للأدباء الشباب مثل الروائي حسن حميد في رواياته وأهمها جسر بنات يعقوب ورواية صخرة الجولان للدكتور علي عقلة عرسان وسواهم.

وتتمنى خليل على المؤسسات السورية أن تساهم بشكل أكبر في تفعيل واستقطاب الروائيين الشباب لأن سورية التي كانت منبع الحضارة وبداية الأبجدية تمتلك رصيداً ثقافياً وأدبياً لا مثيل له لا ينقصه سوى الاهتمام بالمواهب الواعدة.

وختمت بالقول باعتباري أعزف الأكورديون والبيانو أجد أن هناك علاقة متشابهة بين العزف والكتابة عبر الإحساس فقط إلا أن الوسائل التعبيرية تختلف بين الاثنين ولا ضير من اعتبار العزف قيمة ثقافية عليا تنافس الأدب وتصل إلى مستواه فأنا اعبر عن كثير من خلجات روحي عندما أعزف مقطوعة موسيقية.

محمد الخضر وسامر الشغري