S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
مسقط-سانا
أكدت صحيفة الوطن العمانية أن القرار 2370 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع الأربعاء الماضي وطالب فيه بأن تمتنع جميع الدول عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في أعمال إرهابية قرار جيد ويصب في صالح الجهود المبذولة من قبل بعض قوى المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه إلا أنه يحتاج إلى التزام واحترام من قبل بعض القوى المتبنية له.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “قرار يحتاج إلى التزام واحترام” أن ثمة فرقا شاسعا بين قوى تقف موقفا حازما وصادقا من الإرهاب وقضايا محاربته وتجفيف منابعه وتدعو جميع الأطراف في العالم إلى تشكيل جبهة موحدة لمحاربته وبين قوى كالولايات المتحدة وحلفائها ترفض حتى مجرد التفكير في التعاون مع الداعين بصدق إلى محاربته وتعمل على اغراق المنطقة في أتون صراعات متعددة وتحاول تحريك خط زلازل المنطقة لتقسيمها وتفتيتها وتدميرها من العراق وسورية إلى ليبيا وتونس واليمن.
وأضافت الصحيفة.. إن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يكتفون بكل ذلك بل يعمدون إلى تبني تصنيفات خادعة وزائفة للارهاب من قبيل “إرهاب معتدل” وإرهاب متطرف وهو الأمر الذي لا يعبر عن إرادة حقيقية لمحاربة الإرهاب فليس هناك إرهاب معتدل وغير معتدل.. الإرهاب هو الإرهاب ولا فرق بين من يستخدم المنابر الاعلامية والسياسية والمالية لتجنيد وحشد الإرهابيين وتحريضهم على قتل الأبرياء وبين من يحمل البندقية أو يزنر نفسه بحزام ناسف لقتل الأبرياء وايقاع أكبر عدد من الضحايا وأكبر قدر من الدمار.
واعتبرت الصحيفة أن هذا القرار الجديد الذي تبناه مجلس الأمن وبالإجماع لن يكون حالة استثنائية عما سبقه من قرارات تبناها المجلس تجاه محاربة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” ذراعي تنظيم القاعدة الإرهابي في ظل استمرار بعض القوى وفي مقدمتها الولايات المتحدة وحليفها الاستراتيجي كيان الاحتلال الإسرائيلي في تعويم إرهاب “جبهة النصرة” واعتبارها طرفا من أطراف “المعارضة” في سورية وتواصل عمليات الدعم اللوجستي لتنظيم “داعش”.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن مثل هذه التصرفات المنطلقة من رؤى ومشاريع وأهداف استعمارية وتخريبية بحتة لا تنسف فقط كل قرارات مجلس الأمن الداعية إلى تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره وإنما تضاعف رقعة الإرهاب في المنطقة والعالم وتهدد مظاهر الأمن والسلم الدوليين.. لذلك فقرار مجلس الأمن الجديد لن يحدث أي تأثير وسيكون على الرف مع أشقائه من القرارات ذات العلاقة ما لم تتوافر إرادة دولية حقة وتتخلى بعض القوى عن دعمها للإرهاب.
