كاتب عماني: استراتيجية أوباما تحمل أهدافاً خطيرة ومدمرة للمنطقة

مسقط-سانا

أكد الكاتب العماني خميس التوبي أن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن استراتيجيته لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي تندرج في إطار خططه لنشر الفوضى “الخلاقة “بالمنطقة والهيمنة عليها بعد أقدامه على نشر الفتن فيها ودعم الإرهابيين.

وتحت عنوان “أوباما واستراتيجية زراعة الأوهام وتحقيق الأهداف” قال الكاتب التوبي في مقال نشرته صحيفة الوطن العمانية اليوم: إن “الأمريكي بعدما تمكن من شل قدرة المنطقة عبر سلسلة لدغات سامة من الأفاعي التي رباها وخرجت من رحم فوضاه الخلاقة القائمة على الإرهاب والفتن أعطى الأوامر لخدمه وعملائه بالمسارعة إلى استصدار الصكوك الشرعية التي تعطيه الحق في التدخل العاجل بذريعة تخليص المنطقة من هذه السموم وضرورة توفير الوسائل والإمكانات المادية اللازمة “.

وسخر الكاتب العماني من مواقف مشايخ ومملكات الخليج والتي تشكل تسهيلا للمهمة الامريكية حيث تعهدت أنظمة دول البترودولار بفتح خزائن أموال شعوبها وصناديقها السيادية لتمويل الضربات التي يشنها الطيران الحربي الغربي وفي مقدمته الأمريكي ليعقد بعد ذلك مؤتمر باريس لتوزيع الأدوار بانتظار القرار الأممي الملزم في الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن في الرابع والعشرين من هذا الشهر”.

وبعد أن أشار الكاتب إلى الجدال الدائر حول موقف كل من روسيا والصين من مشروع قرار أممي جديد تعتزم الولايات المتحدة طرحه…أكد أن المواقف المتباينة حول استراتيجية أوباما وطبيعة وحجم ونوع المشاركة فيها سواء من قبل الجالسين على مقاعدها الوظيفية أو الرافضين لها تكشف أهدافا خطيرة ومدمرة للمنطقة من بينها” المباشرة الفعلية لتنفيذ ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير بإعادة رسم خريطة المنطقة وفق الثروات تؤمن استمرار المصالح الغربية وتضمن بقاء كيان الاحتلال الصهيوني وتنصيبه شرطيا عليها “.

وأوضح الكاتب أنه من بين الأهداف الأخرى للاستراتيجية تهشيم مظاهر القوة التي يمكن أن تشكل تهديدًا لكيان الاحتلال الصهيوني والمقصود بهذه القوى الجيشين العربي السوري والمصري وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان وإيران.

ونبه الكاتب إلى مسعى الإدارة الأمريكية لوضع المنطقة بين كماشتي الاستنزاف والابتزاز لسنوات غير محددة كما جاء على لسان الرئيس أوباما بأن استراتيجيته تمتد لسنوات غير محددة وقال إن هذا الأمر يعني استنزاف موارد المنطقة ومقدراتها تحت حجة إبعاد الأخطار المحدقة بأمنها واستقرارها وتكفل المستعمر الغربي القيام بهذه المهمة وابتزاز دول بالمنطقة ترفض سياسة التدخل الأميركي وتقاوم إرادة فرض الهيمنة وسلب ثرواتها وذلك إما بتوجيه دفة الإرهاب الذي صنعته الولايات المتحدة كداعش وأخواتها وإما باستهدافها بصورة مباشرة.

وشدد الكاتب العماني على أن استراتيجية أوباما تهدف لإبقاء المنطقة بين كماشتين تجمعان بين العسكرة والإرهاب الأولى تمتد من الجولان السوري المحتل حتى حدود الأردن ولبنان بقيادة كيان الاحتلال الصهيوني ومن معه من التنظيمات الإرهابية والثانية من على الحدود التركية السورية وحتى حدود كردستان بالعراق بقيادة تركيا وأدواتها الإرهابية.

وخلص الكاتب العماني إلى القول إن الولايات المتحدة تتعمد زراعة الوهم لدى بسطاء الناس وعامتهم بأنها المنقذ والمخلص من شرور الإرهاب والدمار والخراب في حين هي مصدر كل الشرور والحروب والخراب والدمار والإرهاب ليس في المنطقة وحدها وإنما في العالم بأسره.

انظر ايضاً

كاتب عماني: العقوبات الجائرة على سورية تعكس صورة التوحش الغربي

مسقط-سانا أكد الكاتب العماني خميس التوبي أن العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية تعكس صورة