فيسك: تصريحات كيري حول “تنظيم دولة العراق والشام” تخفي حقيقة ما يحدث في سورية

لندن-سانا

أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن أي شخص على دراية بالأزمة في سورية يعلم أنه لا وجود لما يسمى “المعارضة المعتدلة” في إشارة منه إلى المصطلح الذي استخدمه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لإخفاء حقيقة الإرهابيين المسلحين الذين يعمل على تمويلهم ودعمهم.

وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس “إن محاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لتقديم مبررات لحرب صليبية أمريكية ضد عدوها الشرير الأحدث مروعة للغاية وتعبر عن إدمان فإذا نظرنا إلى تفسير كيري الضعيف للسياسيين الأميركيين بشأن حرب أوباما الصليبية في العراق بالقول إنه يجب هزيمة داعش هكذا بكل بساطة نرى أن تصريحاته لا يمكن أن تصبح أكثر طفولية من ذلك”.

ولفت فيسك إلى أن “الأمر المثير للصدمة بشكل أكبر هو عالم اوباما الخيالي الذي يمثله كيري بأسلوبه الصبياني الشبيه بتلامذة المدارس وبكل الأحوال فإن أي شخص درس الأوضاع في سورية عن بعد .. ناهيك عن الاشخاص الذين يدخلونها يدركون أن ما يسمى المعارضة المعتدلة الخيالية لا وجود لها على أرض
الواقع”.

وشدد فيسك على أن ما يسمى “الجيش الحر” مجرد خرافة سخيفة الآن بعد الفساد الذي تخلله وخيبة الأمل التي أصابت عناصره الذين انشق عدد منهم وانضموا إلى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة.

ولفت فيسك إلى أن وزير الخارجية الأميركي مثل جنرالات الحرب العالمية الأولى يعيش في قصر مزخرف من نسج خياله بقوله للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي أن “المعارضة المعتدلة في سورية هي التي ستنفذ العمليات القتالية على الأرض وأنها أفضل طرف معادل للمتطرفين في سورية مثل داعش” بحسب أحلام كيري.

وأشار فيسك إلى أن ادعاء كيري بأن “الجيش الحر كان يحارب داعش لمدة عامين في إدلب وحلب وحول دمشق ودير الزور وأن الجيش السوري لم يفعل ذلك” هو محض هراء فالوقائع على الأرض تثبت عكس ذلك.

ولفت فيسك إلى أن كيري مثل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يستخدم كلمات واهية وفارغة للدلالة على ثقة كاذبة بالنفس فكل تصريحاته تبدو وكأنها تشير إلى أن ايديولوجية داعش هي أفكار مجموعة دينية متعطشة للدماء فقط.

وشدد فيسك على أن ما لا يمكن أن يعترف به كيري هو أن التحالف الغربي ضد داعش سيحتاج إلى “تضمين تفاهم غير معلن” مع الحكومة السورية ومع إيران وحزب الله الذي “تصنفه الولايات المتحدة كإرهابي” رغم أنه لا يرتكب الجرائم التي يرتكبها داعش من قتل واغتصاب وتشويه وبيع للنساء وتحوليهن إلى إماء.

وكان الصحفي التشيكي توماش تسينكا أكد أن أحدا في العالم لم يتوقف كثيرا عند حقيقة أن الولايات المتحدة هي التي زودت ومنذ البداية تنظيم داعش الإرهابي بالأسلحة ومكنته عمليا من تأسيس ما يسميه دولة الخلافة كما فعلت سابقا حين أسست تنظيم القاعدة الإرهابي موضحا أن “مهاجمة الولايات المتحدة لأهداف فى سورية من دون التنسيق مع حكومتها وبدون تفويض من الأمم المتحدة ستكون خرقا للقانون الدولي”.

وقال تسينكا في تعليق له نشرته صحيفة هالو نوفينى التشيكية “إن قطع رؤوس عدد من الأميركيين من قبل تنظيم داعش الإرهابي أحدث تحولا في موقف الرأي العام الأميركي منه على الرغم من أنه قام سابقا بقطع آلاف الرؤوس غير أن ذلك لم يتعلق بشعب الله المختار الأميركي”.