الهروب إلى مصر.. رواية إيطالية شهيرة وجدت طريقها مؤخرا للقارئ العربي

دمشق-سانا

تدور أحداث رواية (الهروب إلى مصر) لمؤلفتها الإيطالية غراتسيا ديليدا ضمن ريف جزيرة سردينيا التي نشأت وترعرعت فيها الكاتبة كأغلب أعمالها التي ظهر تأثرها بها على مجمل كتاباتها.

الرواية التي صدرت مؤخرا بالعربية وترجمها نبيل رضا المهايني محور بطولتها شخصيتان هما المدرس جوزيبى دى نيكولا وفتى تبناه وشخصيات أخرى تدور في محورهما منها زوجة متبناه وابنته وغيرهما من شخوص الرواية التي ساهمت في تنمية سياق الأحداث المحيط ببطلي الرواية ومنهم فلاحون وعجوز تسرق الأطفال ورجل قتل والد الطفل الذي تبناه نيكولا.

الرواية تتفرد بأسلوب وصفي تعبيري تلعب الطبيعة والملونات والتشكيلات الفنية دوراً أساسياً في تحولاتها منذ أن انطلق الحدث إلى لحظة الهروب إلى مصر إلى خاتمة الرواية حيث غلب الوصف على العاطفة الإنسانية التي اعتاد بعض الروائيين أن تكون جزءا مهما من أعمالهم.

وعندما يهرب الصبي الذي تبناه نيكولا يظهر إرادة على خوض تجارب الحياة خلال أعمال متنوعة وفي أماكن مختلفة إلى أن استقر به الحال فتزوج من امرأة حسناء أرملة واستقر في مصر بعيداً عن نيكولا الذي فتش عنه طويلا وعجز عن العثور عليه حتى أرسل له دعوة باسمه وباسم زوجته ليأتي إلى مكانهما البعيد ويعيش معهما بعد أن تقاعد نيكولا من التعليم في المدارس الابتدائية ليعاني وحدة مريرة.

وبعد تفكير طويل قرر نيكولا أن يأخذ قسطاً من الراحة واستعد للقيام برحلة وحزم حقائبه ليسافر إلى ولده بالتبني حيث وصفت الكاتبة رحلة نيكولا بأسلوب تقني بارع إلى أن وصل إلى المكان الذي يعيش فيه ولده وزوجته وابنتهما.

تصف الكاتبة ديليدا محطات الشقاء والإرهاق والتعب التي اعترضت الأب نيكولا قبل أن يصل إلى ولده ليشهد حجم الخلافات بين ابنه وبين زوجته فيتعاطف معها ولكنه رغم ذلك يزهد بهذه الحياة الجديدة التي انتقل لها ويقرر الهروب بعد الفشل واليأس من التلاؤءم الاجتماعي في التعامل مع المحيط.

الرواية الصادرة عن دار التكوين تقع في 256 صفحة من القطع المتوسط وتعتبر من أهم الروايات الغربية العالمية حيث حازت مؤلفتها جائزة نوبل كثاني امرأة في العالم تحقق هذا الفوز عام 1926 بعد أن ذاع صيتها في إيطاليا وأنحاء العالم وحازت رواياتها إعجاب كبار الكتاب والأدباء.

يذكر أن المترجم نبيل رضا المهايني ترجم أكثر من 23 عملاً أدبياً أغلبها عن الإيطالية منها سراب وإيزابيل لأنطونيو أنتابوكي وأرز لبنان وقصص من سردينيا لغراتسيا ديليدا.

محمد خالد الخضر