شاعر شاب يختصر في حرفه المعنى ويصوغ من شعره الجمال

دمشق-سانا
بين قلبه وقلمه اسرار عاشق يعتنق الشعر عقيدة ويعيش الحالة قصيدة يلف الحرف بالحرف ناسجا ابيات غزل مرة تتغنى بالمحبوبة ومرات تمجد الوطن مكونا خلال فترة وجيزة مجموعات شعرية تميزت بتجدد صورها وانسياب مفرداتها تحت توقيع أيهم الحوري.
التزم الشاب الحوري بالشعر في مقتبل عمره وكان الموت والحب ملهميه في التعبير عن حالته وتخفيف ألمه.. نشرة سانا الشبابية التقت الشاعر الحوري الذي تحدث عن بدايات تجربته الشعرية قائلا.. “بدأت مع الشعر عام 1994 بعد وفاة والدي بعامين اذ وجدت أن الورقة والقلم هما الوسيلة الوحيدة للتعبير عن وجعي وألمي برحيل ابي فالموت كان مفجر شعري الاول ومن ثم سمرة معشوقتي التي لم تات بعد فالالم والعشق والحرمان اجتمعا لدي ليصنعا شعري”.
ويقول الحوري في احدى قصائده.. “إذا مر يوما بيديك كتابي فاشهدي بعينيك دليل عذابي.. واقرأي ما بين السطور واعلمي بسماء عينيك أودعت شبابي.. واسمعي آهات روحي وأضلعي تحكي حنيني بعد طول غيابي.. وتذكري لما أتيتك راجيا سفر الفؤاد على دروب صوابي.. وعدت وصمتك المسموم يقتلني الدمع كان غنيمة لإيابي.. لا لن أدق ناقوس الجراح بأحرفي ولن أفتح ثانية للدمع بابي.. هي قصة ماتت بمهد سطورها تشييد أحلام على أرض اليباب”.
وتطور الشعر بعد ذلك لدى الحوري وخرج من الكتابة عن ذاته وحالته الشخصية إلى دائرة أوسع شملت محيطه وأصدقاءه إلى أن باتت تحمل جمله وقصائده هم الوطن فهو من قال.. “ولو بعد الف كفن سابقى على قيد الوطن”.
وتحتل الانثى حيزا كبيرا في أبيات الحوري ويعتبرها كل المجتمع لانها مصدر الجمال والعطاء فهي التي تنجب وتربي وتمنح الحب والأمان فيقول.. “كل النساء لهن بنبضي منزل الا اميرتي هي الروح والحاء والباء”.
ويصور الشاعر احرف قصائده بالاشياء وتتوضع بين ابياته في مكان منفرد له تعبيره ومعناه الخاص فيقول.. “كرقاص الساعة غدا الفؤاد وانقضى ما بين التاء والتاء” معتبرا الحرف الجنين الشرعي من رحم الكلمة فهو البداية والمطلق لذلك يقصد بشعره ان يصور الأشياء ويؤنسنها بالملاحظة الشخصية والاحساس اللذين يغذيان الشعر وصوره.
ويميل الحوري إلى الشعر الزجلي الموزون لانه يجد فيه مواكبة للعصر ومتطلبات أهله فهو على حد تعبيره ملعبه وعالمه الشعري الاقرب إلى قلوب الناس مشيرا إلى قدرته على الوصف بطريقة الزجلية في أي زمان ومكان.
وبعبارته السهلة الماخوذة من حياتنا اليومية يقول الشاعر.. “سورية اسمك سامي رغم الغصة واللوعة.. خدي وليلي واحلامي وضلوعي صارت شمعة تذوب وتبكي قدامي من لعنة يوم الجمعة بدلنا التوت الشامي بدم السوري والدمعة”.
وعبر الشاعر عن معنى الوطن بقوله.. “الوطن ليس موقفا سياسيا أو حزبيا أو أخلاقيا.. هو عقيدة روح لا يغيرها حتى الموت فسورية أرض الحضارة أرض الأبجدية وأساس الوجود الانساني”.
وحول تجارب الشباب السوري الشعرية أكد الحوري أن هناك تجاربا شبابية صاعدة ومتميزة وابدت الانثى فيها تفوقا ملحوظا فحالة التنوع الموجودة على امتداد الجغرافيا السورية تخلق غنى فكريا وابداعيا ما يميز ثقافة وطننا عن غيره مشيرا إلى أن الثقافة من أدب وفن تساهم في بناء الانسان والارتقاء به.
وينفرد الحوري في أمسياته بالقائه المتميز الذي يسقط على شعره الحالة التصويرية للمشهد ما يجعله يتعايش معها ويصورها للحاضرين بشكل ايمائي مسرحي جذاب وممتع.
يشار إلى أن أيهم الحوري من مواليد ريف دمشق عام 1979 حاصل على اجازة في الإعلام من جامعة دمشق عام 2008 أصدر كتابه الأول عام 2002 تحت عنوان “في بحر عينيك” كما اقام أمسيته الأولى عام 2004 وفي حصيلته 6 كتب شعر 4 منها مطبوعة ما بين الفصحى والعامودي و2 لايزالان مخطوطات قيد الطباعة.
مها الاطرش

انظر ايضاً

أمسية عزف منفرد للموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي بدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

دمشق-سانا أحيا الموسيقي الأكاديمي غطفان أدناوي أمسية عزف منفرد على آلة الكمان أقامتها هيئة دار …