استهتاراً بالقانون الدولي.. ترامب يعترف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.. وردود فعل دولية واسعة منددة بالقرار

عواصم-سانا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم اعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب في خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي والقرارات الدولية.

وكان العديد من قادة العالم حذروا من العواقب الخطيرة التي قد تترتب على قرار ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة ونقل سفارة بلاده لدى الكيان الإسرائيلي إلى المدينة المقدسة.

وقال ترامب في كلمة له في البيت الأبيض “طلبت من وزارة الخارجية البدء بإجراءات نقل سفارتنا في “إسرائيل” إلى القدس”.

تيلرسون:واشنطن ستباشر فوراً تطبيق قرار نقل سفارتها إلى القدس

من جهة ثانية أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم أن وزارة الخارجية الأميركية ستباشر فوراً تطبيق قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ونقلت أف ب عن تيلرسون قوله في بيان خلال زيارة الى ألمانيا:”إن وزارة الخارجية ستبدأ فوراً عملية تطبيق هذا القرار بالمباشرة في التحضيرات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس”.

وأدان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في وقت سابق اليوم بأشد العبارات عزم ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والاعتراف بها كعاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي مؤكدا أن ذلك يشكل تتويجا لجريمة اغتصاب فلسطين ويمثل استهتارا بالقانون الدولي.

وأثار القرار ردود فعل دولية واسعة منددة وتؤكد في مجملها أنها خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي والقرارات الدولية.

عباس: مستنكر ومرفوض وتحد للشرعية الدولية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن قرار ترامب نقل سفارة بلاده لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس مستنكر ومرفوض ويمثل تحديا للشرعية الدولية.

وقال عباس في كلمة له تعقيبا على قرار ترامب “إن الإدارة الأميركية بإعلانها القدس عاصمة لإسرائيل اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية وفضلت أن تتجاهل وأن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وقادة العالم والمنظمات الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع القدس”.

واعتبر عباس أن هذه الإجراءات تمثل “مكافأة” لـ “إسرائيل” على تنكرها للاتفاقات وتحديها للشرعية الدولية وتشجيعا لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والتطهير العرقي وتصب في خدمة الجماعات المتطرفة.

وأضاف عباس إن “هذه الإجراءات المستنكرة والمرفوضة تشكل تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام وتمثل إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام”.

الخارجية الإيرانية: خرق صارخ للقرارات الدولية

وفي طهران أدانت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان قرار الرئيس الأميركي مؤكدة أنه يشكل خرقا صارخا للقرارات الدولية.

وقالت الوزارة إن “القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين وهي أحد أهم الأماكن المقدسة الثلاثة عند المسلمين” مشيرة إلى أن قرار ترامب التحريضي لا يهدد فقط الأمن والاستقرار بالمنطقة بل يفضح أيضا النوايا الأميركية السيئة وسيؤدي إلى زيادة التطرف والعنف والغضب الذي ستتحمل مسؤوليته أميركا والكيان الصهيوني.

بدوره أكد النائب الأول للرئيس الأيراني اسحاق جهانغيري في تغريدة على تويتر أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال سيمنى بهزيمة نكراء.

من جهته أشار المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان إلى أن نقل السفارة الأميركية لدى كيان الاحتلال إلى القدس “سيؤدي إلى إشعال نيران الغضب” مؤكدا أن “القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين”.

عون: منع تغيير الهوية العربية للقدس

وصف الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل” بأنه “خطر” معتبرا أنه يهدد مصداقية الولايات المتحدة كـ “راعية لعملية السلام” في المنطقة وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ.

ودعا عون الدول العربية الى “وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية إلى القدس ومنع تغييرها” محذرا مما يمكن أن يحدثه القرار الأميركي من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة والعالم اجمع.

إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان لها أن إعلان ترامب “خطوة مدانة ومرفوضة تتنافى ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي اعتبرت القدس الشرقية جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967”.

من جهته أكد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان النائب أسعد حردان أن قرار ترامب حول القدس “يمثل عدوانا موصوفا على قضية الشعب الفلسطيني العادلة ويناقض القانون والمواثيق الدولية ويكرس شريعة الغاب والاحتلال والعدوان “داعياً القوى والحركات الشعبية في الساحات العربية إلى التحرك رفضا لهذه “المغامرة “الأميركية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

بدوره أكد رئيس حزب الوفاق الوطني اللبناني بلال تقي الدين أن القدس ستبقى عاصمة للدولة الفلسطينية رغما عن إرادة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية موضحا أن إعلان الرئيس الأميركي يعبر بوضوح عن انحياز الإدارة الأميركية التام للاحتلال الصهيوني وهو اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية.

من ناحيته وصف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص قرار ترامب بأنه “جريمة العصر ووصمة عار على جبين الإنسانية”.

وأكدت قيادة حركة “فتح” في لبنان بدورها أن إعلان ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس يصب في إشعال نيران الحرب وهو الوجه الآخر للإرهاب السائد اليوم في العالم مشددة على أهمية تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ميدانيا وبناء استراتيجية وطنية فلسطينية شاملة.

ونددت حركة التوحيد الإسلامي في لبنان بقرار الرئيس الأميركي “الجائر” لافتة إلى أن هناك أنظمة عربية متهالكة وطأت لهذا العدوان الجديد على الأمة من خلال دعم البيت الأبيض بمئات المليارات من الدولارات ومن خلال فتح أبواب الجزيرة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني.

كما أدان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأميركي نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والاعتراف بالمدينة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار باسيل في تصريح اليوم إلى أن إعلان ترامب يناقض القرارات الدولية وأتى “من فريق يفترض أن يكون راعيا لعملية السلام بموقعه الدولي “موضحا أنه قرار “معاكس لاتجاه السلام”.

بدوره استنكر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبدالأمير قبلان القرار الأمريكي بشدة وقال “ندعو جميع أطياف الأمة الاسلامية وأطرها ومقاوميها للتعبير عن رفضهم للخيار الأميركي والنهوض بكل الإمكانات والطاقات لإنقاذ القدس وفلسطين”.

بدورها دعت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية في نداء إلى الأحزاب العربية وشعوب العالم لرفض القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة.

ووصفت الامانة العامة في بيان لها إعلان الرئيس الأميركي بأنه “استخفاف بالحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة” داعية الحكومات العربية والإسلامية إلى إغلاق السفارات الأميركية.

الخارجية العراقية: سيقود المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه

كما أعلنت وزارة الخارجية العراقية رفضها قرار ترامب حول القدس محذرة من أنه “سيقود المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه”.

وأكد المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب في بيان دعم العراق الدائم والداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ورفضه للقرار الذي اتخذه ترامب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وأشار محجوب إلى أن القرار الأمريكي “فيه تعد على هوية المدينة وقيمتها الدينية والعقائدية لدى أبناء الديانات كلها والمسلمين خاصة”.

وزير الإعلام اليمني:مغامرة حمقاء ستسقط مفاعيلها

وفي صنعاء أدان المتحدث باسم حكومة الإنقاذ اليمنية وزير الإعلام أحمد حامد بشدة قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مؤكدا أنه يعد انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة الإسلامية وتأييدا للكيان الصهيوني في احتلال مزيد من الأراضي الفلسطينية.

ووصف وزير الإعلام اليمني هذا القرار بأنه “مغامرة حمقاء ستسقط مفاعيلها كون الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض” مؤكدا أن خيار المقاومة والكفاح حتى الاستقلال هو الطريق الوحيد لاسترجاع الحق المغتصب.

الخارجية المصرية: لن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس

وفي القاهرة أعربت وزارة الخارجية المصرية عن استنكارها لقرار ترامب مؤكدة رفضها لأي آثار مترتبة على ذلك.

وقالت الوزارة في بيان “إن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال”.

بابا الفاتيكان:لا أستطيع كتمان الشعور بالقلق العميق

إلى ذلك طالب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان باحترام الأوضاع القائمة في مدينة القدس المحتلة طبقا للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.

وقال بابا الفاتيكان في تصريح اليوم “لا أستطيع كتمان الشعور بالقلق العميق إزاء التطورات التي ظهرت على السطح خلال الأيام الماضية وأناشد بكل قوة جميع الأطراف ضرورة احترام الأوضاع الراهنة في القدس بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة”.

تيريزا ماي: المملكة المتحدة “لا توافق”

وفي لندن أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن المملكة المتحدة “لا توافق” على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”.

وقالت ماي في بيان “نحن لا نوافق على القرار الأمريكي بنقل السفارة من القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حول وضعها” موضحة أن هذا القرار “لا يساعد بشيء في التوصل إلى السلام في المنطقة”.

ماكرون “يتأسف”

إلى ذلك وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار ترامب بـ “المؤسف” مشددا في مؤتمر صحفي عقده في الجزائر على “تمسك فرنسا وأوروبا بحل الدولتين”.

ميركل “تعارض”

من ناحيتها أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في تغريدة على تويتر عن معارضتها لموقف ترامب حول القدس معتبرة أن “وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في إطار حل الدولتين”.

جنتيلوني: عملية السلام قائمة على حل الدولتين

بدوره أكد رئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلوني عبر “تويتر” أن “القدس مدينة مقدسة لا مثيل لها في العالم.. مستقبلها يجب أن يحدد في إطار عملية السلام القائمة على حل الدولتين”.

الإتحاد الأوروبي: القرار قد تكون له تداعيات على فرص السلام

وفي بروكسل عبر الإتحاد الأوروبي عن قلقه العميق بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي موضحا إن “القرار قد تكون له تداعيات على فرص السلام”.

وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد في بيان “يعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه إزاء إعلان ترامب حول القدس وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تداعيات على فرص السلام”.

غوتيريس: لا بديل من حل الدولتين

بدوره علق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على قرار ترامب بقوله “أبديت مرارا معارضتي لأي خطوات أحادية الجانب من شأنها أن تهدد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين” معتبرا أنه “لا بديل من حل الدولتين”.

وأضاف غوتيريس في بيان “إن القدس جزء من الحل النهائي الذي يجب إيجاده عبر المفاوضات بين الجانبين” موضحا أن بلورة الوضع النهائي للقدس يجب أن تتم على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلت المدينة المقدسة في عدوان عام 1967 وطبقت عليها القانون الإسرائيلي وهجرت سكانها بينما يؤكد الفلسطينيون بشكل دائم أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

انظر ايضاً

بعد إثبات 34 تهمة عليه.. محكمة مانهاتن تدين ترامب جنائياً

واشنطن-سانا أدانت هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن بولاية نيويورك الرئيس الأميركي