تصريحات ترامب العنصرية تثير إدانات واسعة

دمشق-سانا

موجة واسعة من الإدانات والانتقادات لدى الدول ووسائل الاعلام الأمريكية وحول العالم أثارتها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة التي وصف فيها دولا أفريقية ومن أمريكا اللاتينية يأتي منها مهاجرون إلى الولايات المتحدة بأنها “حثالة” لتضاف إلى مواقف وقرارات متهورة اتخذها ترامب خلال أقل من عام من توليه منصبه.

وفي هذا الصدد وجه العديد من وسائل الإعلام والصحف الأمريكية والأجنبية انتقادات لاذعة إلى ترامب ومنها ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التي قالت: إن الرئيس الأمريكي “ليس فقط عنصريا وجاهلا وغير وقور بل هو أيضا كاذب”.

وأضافت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم: إن الولايات المتحدة “لها تاريخ طويل وبشع في إقصاء المهاجرين إستنادا إلى أصلهم وعرقهم ويبدو أن ترامب مصمم على إلغاء كل الجهود التي بذلت على مدى العقود الماضية لتجاوز هذا التاريخ”.

وفي مقال آخر نشرته صحيفة نيويورك تايمز وصف الكاتب ديفيد ليونهاردت الرئيس الأمريكي بأنه “عنصري” مشيرا إلى أن جميع التصريحات التي يدلي بها إلى جانب تصرفاته وقراراته تؤكد بشكل أو بآخر ميوله العنصرية.

صحيفة الغارديان البريطانية من جانبها أكدت في مقال للكاتب ريتشارد وولف أن ترامب لم يبذل أي جهد لإخفاء “تعصبه” وقالت: إن “ما يحزن في الأمر هو أن تصريحاته حول هاييتي وأفريقيا تعكس العنصرية الأمريكية عبر التاريخ “.

أما مجلة نيويوركر الأمريكية الشهيرة فنشرت مقالا للكاتب جون كاسيدي قال فيه: إن “الحقيقة الواضحة التي لا يمكن تجنبها أو تغليفها بالكلام المعسول هي أنه لدينا عنصري في المكتب البيضاوي” مشيرا إلى أن ترامب معروف منذ شبابه بانحيازه العنصري وأن الدلائل على ذلك كثيرة بما فيها وصفه المهاجرين المكسيكيين خلال حملته الرئاسية عام 2016 بـ “المجرمين وتجار المخدرات “.

وتشير موجة الإدانات الدولية الواسعة إلى أن نزعة ترامب العنصرية بدأت تتضح أمام الرأي العام العالمي في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى صحته العقلية والنفسية فيما لم يجد الموالون له في الكونغرس أي وسيلة لتبرير ما قاله أو نفيه فما كان منهم إلا ان التزموا الصمت حيال ذلك.

وغاب عن ذهن ترامب وهو يطلق صفات وضيعة وفظة على بلدان مثل هاييتي والسلفادور ودول أخرى في القارة السمراء أن بلاده مسؤولة بشكل كبير عن حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في أجزاء كثيرة من العالم بسبب سياساتها وخروجها عن أعراف القانون الدولي لتحقيق مطامعها في نهب ثروات الشعوب ومقدراتها.

ورغم محاولة ترامب أمس التملص من تصريحاته المذكورة إلا أن عضو مجلس الشيوخ الديمقراطى ديك دوربن الذي كان حاضرا في الاجتماع في البيت الأبيض حينما أدلى ترامب بتصريحاته أكد أن الأخير استخدم تعبير “الدول الحثالة” عدة مرات.

وردا على تلك التصريحات المشينة أكد الاتحاد الأفريقى المكون من 55 دولة أمس أنها تمثل “شذوذا عن السلوك المقبول وتثير الغضب” كما ندد مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بتلك التصريحات مشددا على أنها “عنصرية وتحض على كراهية الأجانب”.

وأعلنت بوتسوانا أنها استدعت السفير الأمريكي لديها لتعرب عن استيائها إزاء التصريحات “العنصرية” لترامب كما استدعت السنغال السفير الأمريكي للغرض عينه فيما أكدت حكومة هاييتى فى بيان لها أنها “تدين بشدة هذه التصريحات المشينة وغير المقبولة لأنها تعكس رؤية سطحية وعنصرية مغلوطة تماما” كما أدانت فنزويلا وكوبا بشدة تلك التصريحات.

ويواجه ترامب منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2016 انتقادات واسعة وبعد فوزه خرجت مظاهرات واحتجاجات ضده في جميع أنحاء الولايات المتحدة وما زالت هناك مطالبات شعبية ومن داخل الكونغرس الأمريكى بعزله من منصبه جراء سياساته وقراراته التهورية على أكثر من صعيد.

كما ندد الرئيس الغاني نانا اكوفو ادو بتصريحات ترامب والتي وصف فيها بعض الدول التي يأتي منها المهاجرون بأنها “حثالة”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس الغاني قوله على موقع تويتر لن “نقبل بهذه الإهانات حتى من جانب رئيس دولة صديقة مهما كانت قوة هذا البلد”.

بدورها أكدت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ميكاييل جان أن “استخدام الممثل الاول للولايات المتحدة هذه العبارات هو امر صادم ومهين”.

وقالت جان “فليتذكر ان بلاده تم بناؤءها بعرق ودم رجال ونساء انتزعوا من افريقيا”.

وكان سفراء 54 دولة أفريقية بالأمم المتحدة طالبوا في بيان أمس ترامب بـ “الاعتذار والتراجع” عن تصريحاته الفاضحة والعنصرية والمتضمنة كراهية للأجانب.