إيران تعارض أي تدخل أميركي في العراق

طهران-سانا

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن إيران تعارض بقوة أي تدخل أميركي في العراق مشيرا إلى أن الولايات المتحدة والقوى الغربية يقفون خلف الفتنة في العراق ويسعون لاستغلال جهل وتعصب بعض الأشخاص لتحقيق مصالحهم ومخططاتهم في المنطقة.
وقال خامنئي خلال لقائه اليوم مسؤولي السلطة القضائية في إيران “إيران تؤمن بأن الشعب والحكومة والمرجعية في العراق قادرون على إخماد الفتنة في هذا البلد” مضيفا أن الهدف من الأحداث الأخيرة في العراق هو حرمان شعبه من الإنجازات التي حققها رغم التواجد والتدخل الأميركي.
وأوضح خامنئي أن ما جرى في العراق ليس حربا داخلية بل إن الغرب يسعى إلى زعزعة استقراره باستخدام عملائه والتكفيريين الإرهابيين مؤكدا أن الصراع الرئيسي في العراق يدور بين من يريد الالتحاق بالمعسكر الأمريكي ومن يريد استقلال العراق.
وأضاف خامنئي أن أمريكا غير راضية عن إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية والمشاركة الواسعة للشعب العراقي فيها لأنها تهدف إلى الهيمنة على العراق و تعيين حكومة عميلة لها.
من جهة أخرى أشار خامنئي الى ان من اهم التحديات للبلاد العداء الجدي لنظام السلطة العالمي ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية داعيا مسؤولي البلاد إلى ضرورة إدراك هذه الحقيقة وعدم التغافل عنها معتبرا أن السبب الرئيسي لعداء نظام السلطة العالمي لإيران الخطاب الجديد لإيران وتزلزل بنيان السلطة العالمي في العالم.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن قبل أيام في مؤتمر صحفي خصصه للوضع في العراق أن بلاده سترسل 300 مستشار عسكري أمريكي إلى بغداد لتقييم كيفية تقديم أفضل مساعدة مبينا أن واشنطن لن تعود إلى القتال في العراق لكنها زادت من وجود قطعها العسكرية في المنطقة لتكون جاهزة لاتخاذ إجراءات عسكرية دقيقة ولتقرر فيما إذا كان الوضع على الأرض يتطلب تدخلا عسكريا محددا وواضح الهدف من قبل الولايات المتحدة أم لا.
كما أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران قبل أيام أن بلاده لن تتردد في تقديم المساعدة إلى العراق في معركته ضد الإرهابيين التكفيريين دون أي حدود في حال تلقت طلبا بهذا الخصوص من بغداد موضحا أن إيران لن تتعاون مع الولايات المتحدة بهذا الشأن ولا سيما أن كلا من طهران وواشنطن تسعيان لتحقيق أهداف مختلفة من وراء مساعدة الدولة العراقية.

روحاني: الممارسات الوحشية التي يرتكبها الإرهابيون باسم الإسلام سترتد على داعميها

بدوره أدان الرئيس الإيراني حسن روحاني الممارسات الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية من قتل الأطفال واغتصاب النساء وتدمير البيوت في سورية والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان باسم /الإسلام والجهاد/ مؤكدا أن هذه الممارسات لا تمت إلى الدين بصلة وتعد أكبر مصيبة يعاني منها العالم الإسلامي حاليا.

ودعا روحاني في المؤتمر الدولي لسبط النبي الإمام الحسن الذي عقد اليوم دول العالم الإسلامي إلى التضامن والوحدة والسلام والتصدي للإرهاب والمتطرفين في المنطقة وجميع الدول الإسلامية وقال “لابد أن نرفع صوتنا للتضامن والوحدة والسلام عاليا ونتصدى للإرهاب والمتطرفين في كافة أنحاء العالم الإسلامي”.

وطالب روحاني دول المنطقة التي تقدم الدعم للإرهابيين بالكف عن إراقة الدماء والقتل وذبح المسلمين مشددا على أن الإرهاب الذي تدعمه الدول الإسلامية وتلك الدول التي تقدم الدعم المالي ودولارات النفط للجماعات الإرهابية سيرتد عليهم.

واستنكر روحاني محاولات الدول الداعمة للإرهاب وسعيها لسلب حقوق الشعوب في التعايش السلمي المشترك مع بعضهم البعض خدمة لمصلحة إسرائيل والقوى الكبرى لتنعم براحة البال فيما يعاني أطفال ونساء العالم الإسلامي من قسوة اللجوء والتهجير.

ولفت روحاني إلى أن الأعداء أوجدوا أجواء في ألا يفكر أي شخص بفلسطين والقدس وما يجري في غزة من اعتداءات وحشية يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى أكد روحاني أنه “لا يوجد أي خلاف بين المذاهب الاسلامية فالجميع أخوة يعيشون بالفة ومحبة جنبا إلى جنب على مر القرون في جميع انحاء المعمورة في سورية والعراق وإيران ولبنان وشمال إفريقيا وأن العالم الاسلامي اليوم أحوج ما يكون للوحدة والتضامن”.

وقال روحاني “نحن بحاجة إلى استلهام دروس العقلانية والاعتدال من السيرة النبوية الشريفة لحل مشاكل العالم الاسلامي ومواجهة التطرف والإرهاب والتكفير” داعيا كافة العلماء والمفكرين والأحزاب والجماعات الاسلامية والمنظمات الاسلامية للتحرك ومواجهة الوحشية والعنف والقتل الذي تمارسه التنظيمات الارهابية بحق شعوب المنطقة.

وبدأت أعمال المؤتمر في صالة المؤتمرات الدولية بطهران الذي يهدف إلى التعريف بالحياة الاجتماعية والسياسية للأمام الحسن المجتبى.

ويشارك مفكرون وأصحاب رأي من 32 دولة في هذا المؤتمر الدولي الذي يقام لمدة يومين ووفقا لما أعلنه مسؤولو التنظيم فقد وصلت 130 مقالة إلى أمانة المؤتمر حظيت 70 منها بالموافقة.

ومن المقرر أن تجري خلال المؤتمر مراسم الافتتاح الرسمية لموسوعة تشمل معارف أهل البيت في المجالات المختلفة.

انظر ايضاً

إيران تدعو بريكس للاضطلاع بدور لوقف جرائم الكيان الصهيوني فوراً

طهران-سانا دعت إيران مجموعة بريكس للقيام بدور من أجل الوقف الفوري لجرائم الكيان الصهيوني