صحف بريطانية تنتقد زيارة ولي عهد النظام السعودي لبريطانيا

لندن-سانا

انتقد عدد من الصحف البريطانية زيارة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان لبريطانيا والتي جاءت وسط موجة من الاحتجاجات على دور بلاده في العدوان المتواصل على اليمن وسياسات القمع والتعسف التي تنتهجها سلطات آل سعود بحق المواطنين السعوديين.

وقال الكاتب روجر بويز في مقال في صحيفة التايمز البريطانية إن “النظام السعودي يواجه مشاكل في مجال العلاقات العامة ففي نظر العالم هو يحكم بلدا غنيا بشكل خيالي يشن عدوانا على بلد بائس فقير تسبب بمقتل الآلاف من المدنيين وتفشي المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة وذلك باستخدام تجهيزات ومعدات عسكرية بريطانية لخوضها”.

وأشار الكاتب إلى أن بريطانيا تطمح إلى أن تأخذ نصيبها من الكعكة السعودية متمثلة في فرص تعاون يتيحها برنامج 2030 الذي صممه بن سلمان والذي سيشهد تشييد مدن جديدة وتحويلا لمسار الاقتصاد في السعودية.

من جهتها اعتبرت الكاتبة كارولين لوكاس في مقال بعنوان “إذا كنت على استعداد للاحتجاج على دونالد ترامب لماذا لا تحتج ضد محمد بن سلمان” نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية أن زيارة من يسمى “بالمصلح وقائد الأمر الواقع لبلاده” واضحة الاسباب حيث تحاول السعودية تقديم صورة جديدة عن اعتدالها للعالم والبناء على العلاقات التجارية الموجودة بالفعل مع بريطانيا التي تبيع السعوديين بمليارات الجنيهات من المعدات العسكرية وتريد منهم أن يتبعوا أوامرها.

وبينت لوكاس أنه يجب عدم نسيان أن الحياة داخل السعودية وحشية والجلد والإعدام شائعان والحكومة المنتخبة حلم بعيد المنال.

وأشارت الكاتبة إلى أنه ليس اليمنيون فقط الذين عانوا على يد وحشية النظام السعودي فهناك أيضا أدلة تشير إلى أن السعودية دعمت التنظيمات الإرهابية التي تثير الرعب في جميع أنحاء العالم وان روابطها مع تنظيم “داعش” الإرهابي واضحة.

ولفتت الكاتبة إلى أن سجل النظام السعودي ودور بن سلمان يحتمان عدم الترحيب به بحفاوة مبينة ضرورة إنهاء تصدير جميع مبيعات الأسلحة للنظام السعودي والأنظمة القمعية مشددة على أن مبيعات الأسلحة التي قد يتم الاتفاق عليها هذا الأسبوع يمكن أن تغذي الحروب والقمع في المستقبل وعلى هذا النحو يجب أن نحظر تلك المبيعات لأمننا الخاص.

وكانت المحكمة العليا في لندن رفضت في تموز الماضي إيقاف صفقة بيع أسلحة بريطانية إلى النظام السعودي رغم المطالبات الواسعة بتعليق الصفقة نظرا للجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان الذي يقوده نظام بني سعود في اليمن.

من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن ائتلافا من جماعات حقوق الانسان في بريطانيا يعتزم الاحتجاج على زيارة بن سلمان خارج داونينغ ستريت في لندن.

وكانت منظمات دولية بما فيها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أكدت أن بريطانيا والولايات المتحدة تعملان على تأجيج الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في اليمن عبر صادراتهما من الأسلحة إلى نظام بني سعود الذي يشن عدوانا على اليمن منذ آذار عام 2015 أسفر عن مقتل آلاف اليمنيين وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة وانتشار الأمراض والأوبئة بما فيها الكوليرا.

وتقوم بريطانيا بدور أساسي في دعم تحالف العدوان السعودي ضد اليمن من خلال صفقات الأسلحة والدعم العسكري واللوجيستي وقد حصل النظام السعودي على أسلحة بريطانية بقيمة تتجاوز 7 مليارات جنيه استرليني منذ عام 2010 وفقا لوثائق بريطانية رسمية.

انظر ايضاً

التايمز: مناورات واشنطن لإرسال دبابات ألمانية إلى كييف كشفت تبعية أوروبا المستمرة لها

لندن-سانا مجدداً تظهر تبعية أوروبا ودول حلف شمال الأطلسي الناتو للولايات المتحدة،