عمال محطة كهرباء محردة: سيبقى الضوء رغم الإرهاب

حماة-سانا

على الرغم من تعرضها لمئات الهجمات الإرهابية على مدى سبع سنوات من عمر الحرب بقيت محطة توليد كهرباء محردة توزع الضوء للسوريين بفضل إرادة وتصميم عمالها والروح العالية التي تميزوا بها.

المحطة التي تعد من أقدم محطات توليد الكهرباء في سورية أبى عمالها إلا أن يمنحوها ديمومة العمل ويجددوا بأفكارهم الخلاقة كل ما طالته قذائف الحقد الأمر الذي وفر على خزينة الدولة ملايين الليرات بدلا من الإصلاح والصيانة.

مدير عام المحطة المهندس علي هيفا أوضح في حديث لـ سانا أن المحطة تعمل بطاقة 660 ميغا واط لكن نتيجة الظروف التي مرت بها والقذائف التي تتعرض لها انخفضت الحمولة لأقل من 500 ميغا واط مبينا أن المحطة تتألف من أربع مجموعات وعنفة غازية واحدة.

ولفت هيفا إلى أن القذائف تؤدي في كثير من الأحيان إلى خروج العديد من المجموعات عن العمل وكثيرا ما يتم استهداف ابراج التبريد وخزان الفيول حيث تتسرب كميات كبيرة من المادة تصل أحيانا إلى ألف طن فيول لكن بمهارة العمال وجهودهم يتم استرجاع المادة المتسربة من الحوض المحيط بخزان الفيول وتوفير التكاليف على الخزينة .

وأكد مدير عام المحطة أن الكادر الإداري والفني آثروا إلا أن يستمروا في العمل رافضين أن يثنيهم الخوف ليكونوا الرديف لقوى الجيش ورفد الشبكةبالاستطاعة المطلوبة وصولا لإيصال الطاقة الكهربائية للمواطنين.

فيما تحدث مدير الصيانة في المحطة المهندس إدوار عوكان عن الحلول الإبداعية البديلة التي يلجأ إليها الفنيون والعاملون في المحطة للتعويض عن قطع التبديل جراء الحصار الذي تعاني منه سورية والتحايل على نقص القطع وإعادة أي مجموعة تتعرض للتخريب إلى الخدمة بأقصر مدة ممكنة لرفد الشبكة بالطاقة الكهربائية اللازمة.

ويشير الفني في المحطة عيسى صواف إلى عمليات تدوير بعض القطع وتجهيزها من قبل العاملين حيث استطاعوا تغطية 90 بالمئة من المشاكل التصنيعية ومشاكل الاستيراد التي كانوا يحصلون عليها من الخارج بتكاليف 10 بالمئة فقط لافتا إلى أنه يتم التواصل مع القطاع التعليمي في الدولة كالجامعات والقطاعات الصناعية ومراكز البحوث لمحاولة ربط الواقع العملي والبحثي.

في حين يذكر كل من العاملين حنا الناصر وهيثم ابراهيم أن المحطة تتعرض للقذائف والصواريخ بشكل شبه يومي وبعد سقوط القذائف يتم العمل بشكل فوري على إصلاح وصيانة ما خربه الإرهاب متجاوزين التحديات بعزيمة وإصرار كون الظروف التي تواجههما تضعهما امام تحدي إيجاد الحلول المباشرة والفورية  بدقة عالية فلا مجال للخطأ.

ومع مئات القذائف الصاروخية التي تنهال على المحطة ظل أكثر من 500 عامل ثابتين يقومون بعملهم بالرغم من كل الظروف وبإمكانياتهم البسيطة يتفنن هؤلاء العمال بقيادة هندسة عملاقة ذات حساسية ودقة لا يسمح فيها بأي خطأ فهم عنوان لإرادة وثبات العمال السوريين وإبداعهم وعبقريتهم.

سهاد حسن

 

انظر ايضاً

بمناسبة عيد العمال… تكريم 50 عاملاً في المدينة الصناعية بحسياء

حمص-سانا بمناسبة عيد العمال وتقديراً لجهود الطبقة العاملة كرم اتحاد نقابات عمال حمص 50 عاملاً …