اضطراب التعلق الانفعالي…يصيب الأطفال والأهل أول المتهمين

السويداء-سانا

يظهر بعض الأطفال عدم رغبة بالتواصل الاجتماعي ويفضلون العزلة ويرفضون الاستجابة لمن حولهم أو التعبير عن فرحهم وخوفهم وغضبهم وفضولهم وفيما تثير هذه التصرفات استغراب محيطهم يرى الخبراء أنها سلوكيات طبيعية عندما يهمل الطفل ويفتقد لمن يهتم به ويرعى شؤونه ويصفونها باضطراب التعلق الانفعالي.

وتبدأ مشكلة اضطراب التعلق الانفعالي بالظهور على الطفل من فترة الرضاعة وحتى سن الخامسة وفقاً للمرشدة النفسية هيفا المغوش حيث يفتقد القدرة على التواصل البصري واللفظي ولا ينتبه لمجيء أمه أو ذهابها ولا يميز رائحتها ثم تتطور الحالة إلى فشله في التفاعل مع الآخرين والاستجابة لهم.

وتشير المغوش إلى أن اضطراب التعلق الانفعالي يمنع الطفل من إظهار شعوره بالفرح والفضول والخوف والغضب والمحاكاة ويفقد القدرة على التمييز الاجتماعي فقد يظهر ألفة مفرطة تجاه غرباء يراهم للمرة الأولى ويمتنع عن الاقتراب من أقرب الناس إليه.

ويترافق اضطراب التعلق الانفعالي حسب المغوش بقلة الشهية وعدم الرغبة بالأكل والحركة والتقيوء واضطرابات في النوم وتبلد الطفل وبكاء ضعيف متكرر ووهن في العضلات وكسل عام في الجسم وعدم القدرة على بناء حوار وضيق مجال الرؤية لدى الرضع علماً أن هذه الحالة قد تختلط على بعض الأطباء ويشخصونها باضطراب التوحد رغم وجود فروق كبيرة بينهما.

وتعزي المغوش إصابة الطفل بالاضطراب إلى إهماله عاطفياً وافتقاده للحب والرعاية وخاصة في سنوات العمر الأولى إضافة إلى تجاهله وعدم مراعاة احتياجاته الجسمانية مثل النوم والتغذية واللعب والراحة والقسوة في التعامل معه بالضرب والتوبيخ والإهانة.

وتضيف المغوش إن غياب الأم المتكرر لفترات طويلة وإيلاء مهمة رعاية الطفل والاهتمام به للمربيات وتبديلهن باستمرار والحالة النفسية السيئة وغير السوية سواء للوالدين أو للمربية من إحباط واكتئاب وجهلهم لقواعد التربية والتعامل مع الطفل يفاقم المشكلة إلى جانب المسببات العضوية والجسدية كالتخلف العقلي وقصور بعض الأعضاء الحسية والعمى والصمم.

ويرتبط علاج الاضطراب كما توضح المغوش بسبب المشكلة وتشخيصها فإذا كان السبب إهمال الوالدين يتم إخضاعهما لجلسات إرشاد نفسي وتربوي لتبيان كيفية التعامل مع طفلهم المريض والتخفيف من مشكلته وتكريس وقت كاف للعب معه والاستماع إليه ليخرج من وحدته وتعليمه كيفية تكوين علاقات اجتماعية.

وتوصي المغوش الأهل وفي حال الحاجة انتقاء مربية أطفال ذات خبرة ومعرفة برعاية الأطفال جسمياً ونفسياً وفكرياً أما في حال وجود سبب عضوي أو جسدي للاضطراب فتؤكد ضرورة استشارة مختص لعلاج المشكلة.

ريم أبو ترابي

انظر ايضاً

مشيخة قطر وجماعة الإخوان تتعمدان ترويج صورة محددة لمجريات الأوضاع الليبية

طرابلس-سانا استمرارا لحالة الفوضى والاضطرابات التي تعيشها ليبيا تضاربت الأنباء حول هوية الطائرات التي قصفت …